اتجه، اليوم الأحد، أزيد من 37.4 مليون ناخب اسباني الى 60 ألف و314 مركزا انتخابيا موزعة على 22 ألف و562 موقعا انتخابيا لانتخاب 350 نائبا و208 من أصل 265 عضوا في مجلس الشيوخ للهيئة التشريعية الخامسة عشرة، في الانتخابات العامة المبكرة، يؤمنها أكثر من 90 ألف عنصر من قوات وهيئات أمن الدولة، بما في ذلك الشرطة الوطنية والحرس المدني والشرطة الإقليمية والشرطة المحلية وخدمات الطوارئ والحماية المدنية.
وكان أكثر من 2.47 مليون ناخب، قد صوتوا بالفعل عن طريق البريد ، ويسود تقرب كبير حول مصير التحالف الذي يقوده الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بقيادة بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الحالية ، اذ سيعرف الاقتراع معركة محتدمة بين كتلتين تمثلان، تقريبا، مشروعين للبلاد، الكتلة اليسارية التي تدبر أمور البلاد حاليا وكتلة اليمين المعارضة بقيادة الحزب الشعبي، والذي سجل تفوقا انتخابيا خلال الانتخابات البلدية والإقليمية في ماي الماضي.
وتتزامن الانتخابات مع الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوربي، وعلاقات مميزة بين المغرب واسبانيا، وفق رؤية جديدة وافق يبني للمستقبل، كان لها الفضل في تبوأ اسبانيا مرتبة الشريك الأول للمملكة وانخفاض ملموس في اعداد المهاجرين غير الشرعيين وتعاون أمني فعال أدى الى احباط العديد من المشاريع الإرهابية والجريمة المنظمة وتفكيك عصابات الاتجار بالبشر.
لا شك أن مستوى العلاقات التي تم بناءها بين المغرب واسبانيا، والتي جاءت بناء على رسالة من رئيس الوزراء الاسباني الحالي سانشيز الى جلالة الملك محمد السادس، تؤكد على تحول في موقف اسبانيا من قضية مغربية الصحراء، ستجعل المغرب يترقب بحذر نتائج الانتخابات الاسبانية مساء اليوم ، حفاظا على الدينامية التي تم تسجيلها خلال السنتين الماضيتين.
ولعل اكثر ما يثير مخاوف الطبقة السياسية التقليدية الاسبانية والجانب المغربي ، وأيضا بعض الأوساط الأوروبية، هو التقدم اللافت الذي حقّقه حزب فوكس اليميني المتطرّف في الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت في 28 مايو الماضي ، فحتى في حالة تقدم الحزب الشعبي، خلال الانتخابات التشريعية فإنه قد يرضخ لشروط ”فوكس” اليميني تحالف حكومي مركزي وحكومات الأقاليم مما ما قد يشكل عبئا ثقيلا .
يصعب التكهن بنتائج الانتخابات التشريعية في إسبانيا، في غياب رؤية واضحة لدى معظم مكوّنات الطبقة السياسية، فاليمين المحافظ لا يريد حرق أوراقه كلها والمجازفةَ بالتحالف مع اليمين المتطرّف، في حين أن خوضه الانتخابات من دون دعم اليمين المتطرّف قد يحرمه من أصواته، بما يعنيه ذلك من فتح الطريق أمام تحالف يساري بقيادة بيدرو سانشيز لقيادة اسبانيا للسنوات الأربع المقبل.
أ/ع
التعليقات مغلقة.