سفير المغرب في أبيدجان: المملكة وكوت ديفوار بلدان صديقان منذ أمد بعيد ويتقاسمان تطابقا في وجهات النظر في جميع المجالات وهما ضمانة لنجاح نموذج التعاون جنوب جنوب
أكد سفير المغرب في أبيدجان، عبد المالك كتاني، أن المملكة وكوت ديفوار، البلدان الصديقان منذ أمد بعيد، يتقاسمان تطابقا في وجهات النظر في جميع المجالات وهو ما يشكل ركيزة لشراكتهما الاستثنائية وضمانة لنجاح نموذج التعاون جنوب جنوب المتميز القائم بين البلدين.
وقال كتاني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة زيارة العمل والصداقة التي بدأها صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم الأحد إلى كوت ديفوار، إن “العلاقات المغربية الإيفوارية، الأخوية والنموذجية، تقوم على الاحترام المتبادل، وعلى تقارب تام في وجهات النظر بخصوص مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وكذا على تصور وجيه لمفهوم التعاون جنوب-جنوب كما يراه جلالة الملك والرئيس الإيفواري الحسن واتارا”.
وأشار كتاني إلى أن المبادلات التجارية بين الرباط وأبيدجان تضاعفت ثلاث مرات، حيث انتقل حجم الصادرات المغربية نحو الكوت ديفوار من 39,487 مليون فرنك افريقي سنة 2012 إلى 106,305 فرنك إفريقي سنة 2016.
أما الواردات المغربية من هذا البلد، فسجلت هي الأخرى تطورا ملحوظا، حيث بلغت 14,188 مليون فرنك إفريقي سنة 2016 ، مقابل فقط 8,230 مليون فرنك إفريقي سنة 2012.
وحسب كتاني فإن الميزان التجاري حقق فائضا لصالح المغرب بتسجيله 92,117 مليون فرنك إفريقي، وذلك وفق المعطيات الأخيرة المستقاة لدى وزارة التجارة والصناعة التقليدية والنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة.
ووفق هذه الأرقام، يضيف السفير فإن” العلاقات بين “شعبينا الشقيقين، تمضي قدما في المسار الصحيح، باعتبارها نموذجا مثاليا للتعاون جنوب -جنوب”.
وتابع أن التعاون العريض والمتنوع بين البلدين “لا ينحصر فقط في قطاعات التعاون التقليدية”، لافتا إلى أن الجوانب الثقافية والدينية حاضرة بثقلها في مجال التعاون بين البلدين، حيث تشمل مجموعة من الاتفاقيات التي تؤطر الإطار القانوني المنظم للتعاون الثنائي. وتهم هذه الاتفاقيات العديد من آليات التعاون وخصوصا التكوين وتأهيل الأطر والتكوين المهني وتكوين الأئمة والمرشدين الدينيين.
وفضلا عن ذلك، يضيف السفير، هناك مئات المنح الدراسية التي تضعها الوكالة المغربية للتعاون الدولي، رهن إشارة الحكومة الإيفوارية، من أجل تمكين الطلبة الإيفواريين من الاندماج في المعاهد والمدارس العليا والمؤسسات الجامعية المغربية.
وفي نفس السياق، يستفيد أطر الإدارة الإيفوارية بشكل منتظم من دورات تكوينية وتأهيلية سواء في إطار برامج التعاون الثنائي أو في إطار البرنامج ثلاثي الأطراف (الوكالة المغربية للتعاون الدولي والوكالة اليابانية للتعاون وبلدان إفريقيا، والتي تهم ميادين الصيد البحري والفلاحة والتكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال والصحة.
من جهة أخرى، ذكر كتاني أنه في إطار التعاون الديني ، استفاد 300 إمام ايفواري منذ سنة 2015، بمعدل 100 إمام في السنة، من تكوين بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات يهم مبادئ الدين الإسلامي المتسامح والمعتدل.
وأضاف أن شيوخ الطرق الدينية الايفوارية ما فتئوا يشاركون وبشكل دوري، في التظاهرات الدينية المنظمة في المغرب. وقد تعززت هذه الدينامية بتعيين أربع شخصيات إيفوارية كأعضاء في مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ، وهي هيئة أحدثت سنة 2015 بهدف ضمان تنسيق جهود العلماء المغاربة والأفارقة، وخصوصا في ما يتعلق بحماية العقيدة والنهوض بقيم الإسلام السمحاء.
وخلص سفير المغرب بأبيدجان إلى أن العلاقات المغربية الايفوارية قوية ومتينة ، ويمكن أن تعطي النموذج الأمثل في تعزيز تعاون جنوب -جنوب متنوع ونموذجي ومستدام.
وبعدما أكد الطابع المتفرد الذي يميز التعاون بين المغرب وكوت ديفوار، أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن هذه العلاقات عرفت دفعة قوية، بفضل الزيارات الملكية المتتالية إلى كوت ديفوار، والتي تعكس وتيرتها بشكل دقيق الرؤية المتبصرة لجلالة الملك للتعاون جنوب-جنوب.
وأبرز في هذا الصدد أنه خلال مختلف الزيارات الملكية، تجسدت الرؤية الملكية في توقيع العديد العشرات من اتفاقيات التعاون، وإطلاق مشاريع ضخمة.
وذكر الكتاني بالخصوص بمشروع الحفاظ وتثمين بحيرة كودودي الذي يشكل تجسيدا بليغا لهذه الدينامية الإيجابية التي أطلقتها الزيارات الملكية، مبرزا أن هذا الورش الكبير الذي يحرز تقدما يوما عن يوم، سيغير معالم العاصمة الإيفوارية في السنوات المقبلة.
كما استعرض من ضمن هذه المشاريع ، محطتي التفريغ المهيأتين بلوكودجورو، وغراند لاهو، وكذا أوراش أخرى، مؤكدا انخراط سفارة المغرب في أبيدجان في السهر على أن يتم تنفيذ جميع المبادرات والاتفاقيات في آجالها المحددة، وفقا للتعليمات السامية لجلالة الملك، وذلك بتنسيق مع الفاعلين العموميين والخواص الموقعين على هذه الاتفاقيات.
وعلى المستوى الاقتصادي، أشار السفير المغربي إلى أن سجل التعاون الثنائي يشمل مائة اتفاقية تغطي جميع المجالات، مبرزا أن أكبر جزء من هذه الاتفاقيات رأى النور بين سنتي 2013 و2017، ولاسيما خلال الزيارات الأربع التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لهذا البلد سنوات 2013 و2014 و2015 و2017.
وأبرز أن كوت ديفوار تمثل اليوم أولى وجهات الاستثمارات المغربية بالخارج، بما يجعل المملكة على رأس قائمة المستثمرين الأجانب لسنة 2015 بحجم استثمارات معتمدة لدى مركز إنعاش الصادرات بكوت ديفوار، يتجاوز 132 مليار فرنك إفريقي، مقابل 6ر10 مليار سنة 2014، وملياري فرنك إفريقي فقط سنة 2013.
وأضاف كتاني أنه بالنسبة الفصل الاول من سنة 2017، تجاوزت استثمارات الفاعلين المغاربة 8 ملايير فرنك إفريقي حسب آخر الأرقام الصادرات عن هذا المركز الإيفواري.
وحسب السفير المغربي، فإن التعاون بين القطاعين الخاصين بالبلدين تعزز بدوره. وهو ما يتجسد في العديد من الندوات ولقاءات الأعمال الثنائية بين الطرفين على مدى السنة الجارية، وكذا في المكانة المتميزة والحضور الثابت للمملكة في جميع المناسبات والمعارض المنعقدة في أبيدجان.
كما أشار كتاني إلى أن إحداث مجموعة الدفع الاقتصادي كوت ديفوار –المغرب، ساهم بدوره ، وبشكل دال، في تعزيز هذه الدينامية وكثافة المبادلات التي تميز التعاون الاقتصادي الذي يهم محور الرباط- أبيدجان.
و.م.ع/حدث
التعليقات مغلقة.