“الشراكة المغربية البريطانية” .. موضوع حوار لسفير بريطانيا بالرباط – حدث كم

“الشراكة المغربية البريطانية” .. موضوع حوار لسفير بريطانيا بالرباط

على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، سلط سفير المملكة المتحدة بالرباط، سيمون مارتن، في حديث أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على دينامية التعاون متعدد الأبعاد بين لندن والرباط، وعلى الإصلاحات الشاملة التي قام بها المغرب، وكذا على التدبير الأمثل للمملكة لتداعيات الزلزال وخطط إعادة الإعمار.

 رفع المغرب تحدي استضافة الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي رغم الزلزال الذي هز عدة مناطق بالمملكة. كيف تقيمون تدبير المملكة لتداعيات الزلزال وخطط إعادة الإعمار ؟

لقد لاحظنا شعورا استثنائيا بالقوة المعنوية وبالتحلي بروح المسؤولية من قبل المغرب في رفع تحدي تنظيم هذا الملتقى المالي المتعدد الأطراف والمهم للغاية، مع إعطائه في الوقت ذاته الأولوية المطلقة لجهود إعادة الإعمار.
لقد اعجبت كثيرا بقدرة المغرب على تحقيق كلا الهدفين دون التنازل عن أي واحد منهما، وهذا يعكس صورة هذا البلد بشكل ملحوظ. لقد تمكنت المملكة من تنظيم هذه الاجتماعات على أكمل وجه.
كانت الاستجابة لتداعيات الزلزال سريعة ومهنية. ووقفت بهذا الخصوص عند مستويين مهمين للغاية. الأول يتمثل في الطريقة التي تمت بها الاستجابة لتداعيات هذه الكارثة على المستوى الرسمي إذ تم ذلك بسرعة كبيرة وبطريقة احترافية للغاية لتقديم المساعدة للسكان في المناطق المتضررة.
لقد انتابني شعور بالاعتزاز الكبير بمساهمة المملكة المتحدة في جهود الإغاثة. لقد حظينا بفرصة المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ التي تقوم بها السلطات المغربية. إنه شرف كبير لنا، و فرصة للوقوف على احترافية الفرق المغربية.
المستوى الثاني يتعلق بالتضامن الملحوظ للمغاربة تجاه مواطنيهم في المناطق المتضررة . وهذا يجسد كثيرا روح التضامن التي يتميز بها المغرب.

حت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قام المغرب يسلسلة من الإصلاحات لتعزيز مناعة وقوة اقتصاده. كيف تقرأ هذه الإصلاحات؟

وأود أن أشير، في هذا الصدد، إلى النموذج التنموي الجديد الذي تمت بلورته بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والذي يرسم مسارا مشرقا بشكل كبير للبلاد في أفق 2035.
هناك مجالان سيكون لهما الأثر العميق ، الأول يتمثل في تعميم الحماية الاجتماعية، والتي سيستفيد منها جميع السكان وسيكون لها تأثير كبير للغاية على مستوى وجودة حياة المغاربة.
المجال الثاني اقتصادي. ففي السنوات الأخيرة، شهدنا تطورا كبيرا في ما يتعلق باستثمارات القطاع الخاص في العديد من المجالات التي كانت ممولة تقليديا من قبل القطاع العام .

عدد رجال الأعمال البريطانيين الذين يرغبون في الاستثمار في المملكة ما فتىء يتزايد . ما هي التدابير المتخذة لمواصلة تشجيع هذه الاستثمارات وتعزيز المبادلات التجارية يبن المغرب وبريطانيا؟

إن اتفاقية الشراكة بين المملكة المتحدة والمغرب، التي دخلت حيز التنفيذ قبل ثلاث سنوات، مكنت من مضاعفة حجم التجارة بين بلدينا، وهو شيء ممتاز . ويبلغ حجم التجارة الثنائية الآن أكثر من 3 مليارات جنيه استرليني، أي 40 مليار درهم. ومع ذلك، لا يزال هذا المستوى غير كاف نظرا للإمكانات الهائلة للبلدين .
إن اقتصادينا متكاملان بشكل ملحوظ. لا نرى الكثير من المنافسة. لقد وقفنا على العديد من السبل التي يمكن من خلالها لقطاعاتنا أن تدعم بعضها البعض. أستطيع أن أقول إن هذه الدينامية ستتواصل وتنمو على مستوى التجارة والاستثمارات.

 تشهد العلاقات المغربية البريطانية دينامية مستمرة . كيف ترون الآفاق المستقبلبة لهذه العلاقات العريقة ؟

العلاقات المغربية البريطانية تتطور بشكل ملحوظ على مستوى التعاون متعدد الأبعاد. لدينا هياكل رسمية مثل مجلس الشراكة الذي يتيح على عقد اجتماعات وزارية بشكل منتظم.
إن نطاق التعاون واسع للغاية، ويشمل بالخصوص مكافحة الإرهاب والتصدي لتغير المناخ، الى جانب التعاون الذي تعرفه العديد من القطاعات الواعدة.
أنا متحمس بشكل خاص لما نشهده في قطاع التعليم، حيث سجل عدد المدارس البريطانية المعترف بها رسميا زيادة كبيرة. كما نرى العديد من المدارس المغربية تسعى إلى اعتماد مناهج التعليم البريطانية جزئيا أو كليا. وهذا شيء يسعدنا جدا دعمه.

ح/م

التعليقات مغلقة.