تسليط الضوء ببرازيليا على النموذج المغربي بشأن الانفتاح والتسامح والتعايش الديني | حدث كم

تسليط الضوء ببرازيليا على النموذج المغربي بشأن الانفتاح والتسامح والتعايش الديني

29/11/2017

تم ببرازيليا تسليط الضوء على نموذج المملكة بشأن الانفتاح والتسامح والتعايش الديني خلال لقاء نظمته أول أمس الاثنين سفارة المغرب بالبرازيل حول موضوع “المغرب، بين الهوية والكوسموبوليتية”.

وشكل هذا اللقاء، الذي شارك فيه أعضاء من هيئة تدريس جامعة برازيليا ، وصحافيون يمثلون الصحف الأكثر انتشارا بالبلاد، وممثلو الهيئات الديبلوماسية المعتمدة بالبرازيل، فرصة لإطلاع الحضور على تميز المغرب داخل محيطه الجغرافي السياسي في ما يتعلق بالاختيار الديمقراطي والانفتاح على العالم وحماية التراث الحضاري والروحي.

وأكد سفير المملكة بالبرازيل،السيد نبيل الدغوغي، في كلمة بالمناسبة، أن المغرب يمتلك تقليدا عريقا من التسامح الديني حيث التعايش بين الديانات واقعا فعليا منذ 12 قرنا، كما يبرز ذلك التعايش بين المساجد والكنائس والكنس بمختلف مدن المملكة، موضحا أن التسامح الديني قضية تشكل جزءا من الوعي الجماعي لمجتمعنا.

وأضاف أن هذا النموذج المتعلق بالتعايش والتفاعل بين المسلمين وأتباع باقي الأديان مكن المغرب من حماية أصوله العربية والاسلامية واليهودية والأندلسية، مبرزا أن مختلف هذه الروافد، التي يكرسها دستور المملكة لسنة 2011، أتاح للمغرب تقوية تنوعه ووحدته وهويته وجانبه الكوسموبوليتي.

وقال إن من ضمن الجوانب الأكثر إشعاعا من تاريخ هذا الانسجام، تبرز بشكل طبيعي الحضارة الأندلسية التي شكلت على الدوام نموذجا للتعايش بين الأديان على الخصوص بعد أن وصل للمغرب عدد كبير من المسلمين واليهود على إثر سقوط الأندلس في نهاية القرن ال 15.

وذكر أنه لم يتم على الإطلاق التعامل مع اليهود على أساس أنهم أقلية، مؤكدا أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يحمي حقوق المسلمين وغير المسلمين، دون تمييز، كما ينص على ذلك الدستور، الذي يضمن الحقوق ذاتها لفائدة جميع المغاربة، سواء كانوا يهودا أو مسلمين، مكرسا بذلك تقليدا مغربيا عريقا.

وأضاف الديبلوماسي المغربي أنه خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وضع جلالة المغفور له الملك محمد الخامس اليهود المغاربة تحت مظلة حمايته، من أجل حمايتهم من استبداد نظام فيشي، حليف النازية، مشددا على أن جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني كان من دعاة الحوار بين العرب واليهود، ودافع عن الحوار بين الديانات التوحيدية وكان أول زعيم دولة اسلامية يستقبل البابا يوحنا بولس الثاني بالدار البيضاء سنة 1985.

وأبرز أن مختلف الطوائف والاقليات الدينية المقيمة بالمغرب، بدون استثناء، تمارس عباداتها الدينية بكل حرية، مسجلا أن المملكة تتميز بدفاعها عن إسلام متسامح ومعتدل مع الحرص على حماية حقوق الأقليات، وإعادة تأهيل الكنس والمقابر اليهودية كجزء لا يتجزأ من التراث الديني والروحي اليهودي.

وقال إن المغرب، الذي يظل بلدا فخورا بإرثه الديني والحضاري، يطمح الى تعزيز النموذج الثقافي بشأن الانفتاح والتسامح والتعايش والاحترام، مذكرا في هذا الصدد بتكريم المغرب خلال كرنفال ريو دي جانيرو عبر استعراض لمدرسة السامبا البرازيلية “موسيدادي إنديبينتيندي دي بادري ميغيل” التي احتفت ببلد يعرف بكونه بوثقة للثقافات وملتقى للحضارات وأرضا ذات تأثير متنوع.

من جهتهم، أبدى الضيوف البرازيليون، في مداخلاتهم، اهتمامهم البالغ بالتعرف على المغرب بشكل أكبر، وتعزيز الأبعاد الثقافية والجامعية للعلاقات الثننائية بين المغرب والبرازيل.

ح/م

التعليقات مغلقة.