الحرب على غزة ..محاولة تدجين العقل العربي – حدث كم

الحرب على غزة ..محاولة تدجين العقل العربي

عبد العلي جدوبي : مع استمرار الحرب على غزه ، أوقعت جل الأنظمة العربية  في حرج بالغ وفضحت امر المطبعين ، وعرت المواقف الرخوة لجوقة  المطبعين الجدد الذين لحقوا بقطار التطبيع، في وقت يشيع فيه ابناء غزة شهدائهم ضحايا القصف الاسرائيلي المتواصل ، وفي ظل صمت مطبق من طرف جل العواصم العربية والإسلامية  باستثناء غضب الشعوب  في كل انحاء العالم وخروجها في مظاهرات حاشدة تنديدا بالمجازر الاسرائيلية المتواصلة ..

في هذا الصدد قال مسؤول السياسة الخارجية  باتحاد الاوروبي( جوزيف بوريل) ان بعض المطبعين مع اسرائيل اعتقدوا ان ما قاموا به سيجلب السلام بمنطقة الشرق الاوسط، لكن الذي يحدث الان يظهر الوجه الاخر لاسرائيل !

كل التقارير الغربيه تؤكد ان اسرائيل رصدت ولسنوات عدة  أموال طائلة  لإسكات الاصوات المنددة لسياستها في صفوف السياسيين والمثقفين ، وعمدت بكل وسائلها الخبيثة لنزع روح المقاومة والرفض والتمرد ، لإزاحة القضية الفلسطينية  من مركز ملتهب الى الهامش البارد والاستسلام لفرض الامر الواقع على العرب !  فلا دولة تضم الفلسطينيين والاسرائيليين وفق مبدا ” المواطنة ” ولا حتى حل الدولتين الذي ينهي للفلسطينيين بقبول خمس من ارض بلادهم التاريخية ،  انما هي خطة قديمة جديدة   لإقتلاع اهل غزه والضفة  الغربية من ارضهم الباقية ، وتهجيرهم الى الدول  المجاورة ، لتمرير صفقة القرن بعناوين خادعة .!

اصوات معزولة منبودة غفل اصحابها عمدا تاريخ الصراع الطويل بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، ولم يفرقوا بين المقاومة والارهاب ، واختلطت عليهم المفاهيم وعمدوا ايضا على نقل صراعاتهم الداخلية مع التيارات السياسية الإسلامية المتطرفة  الى الساحه الفلسطينية ، يصنف المقاومة تصنيفا يجردها من دورها في الدفاع عن وجودها وارضها ..

قبل ايام وقع الفي من مثقفي العالم من كل الجنسيات بيانا استنكاريا ضد ما تقوم به وحوش اسرائيل من قتل ودمار في قطاع غزة غزه امام مرأى ومسمع كل العالم ، وطالبوا بوقف المجازر البشعة فورا التي تعرض لها مواطنون عزل امام الآلة العسكرية الاسرائيلية   الفتاكة التي تدمر الحجر والبشر ، وهي رساله ايضا موجهه الى  كل السياسيين من اصحاب الضمائر الحية التي  تروم الحرية وحقوق الشعوب في العيش ، وتدرك الجسور التي تصنع المشترك الانساني ..

فمن الواجب ان تتحرر بعض العقول العربية بالخصوص من حاله التدجين التي زرعها الكيان الصهيوني بعنايه في الزمن العربي السلبي المكتئب المستهلك الذي لا يكترث بالسياسة الإسرائيلية ، مما مهد لها تدجينه وتطويعه لمخططاتها بسهولة  !!

 

 

 

التعليقات مغلقة.