احمد التوفيق: المغرب شهد بفضل توجيهات وعناية أمير المؤمنين هندسة عصرية ومحكمة ومدعومة للتبليغ تحقق حاجات الناس وتصون الدين من الاستغلال والفتن والأهواء – حدث كم

احمد التوفيق: المغرب شهد بفضل توجيهات وعناية أمير المؤمنين هندسة عصرية ومحكمة ومدعومة للتبليغ تحقق حاجات الناس وتصون الدين من الاستغلال والفتن والأهواء

أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، السيد أحمد التوفيق، أن المغرب شهد، بفضل توجيهات وعناية أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، هندسة للتبليغ، عصرية ومحكمة ومدعومة، تحقق حاجات الناس وتصون الدين من الاستغلال والفتن والأهواء.
وقال السيد التوفيق، في معرض تقديمه، بين يدي أمير المؤمنين، ملخصا عن التقرير السنوي حول حصيلة أنشطة المجالس العلمية وعن الشأن الديني، “بسديد توجيهاتكم المتوالية، وسابغ عنايتكم الشاملة بهذا الشأن، خرجت في مملكتكم للوجود مع الأيام، هندسة عصرية للتبليغ الذي أمر به جدكم الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، هندسة محكمة في منطلقاتها، مدعومة بوسائلها وآلياتها، ترسون بها الركن الأعظم للمشروعية من خلال البيعة، وتهدون بها للآفاق ناموسا مطلوبا بين تحقيق حاجات الناس وصيانة الدين من الاستغلال والفتن والأهواء“.
وأوضح السيد التوفيق، في الملخص الذي قدمه بمناسبة حفل إحياء ليلة المولد النبوي الشريف، أن الأمة لا تفتأ تنظر بإجلال إلى تجليات العلي الكريم على أمير المؤمنين، في أداء عظيم أمانة الإمامة، “أداء متمثلا في أمور كثيرة منها هذا الاقتران بين الاحتفال الروحي الوجداني بالمولد النبوي الشريف، وبين هذا الوقوف على ما أنجز في سبيل تبليغ الدين والتمكين من أدائه“.
وأضاف أن إمارة أمير المؤمنين تميزت في هذا العصر “بحفظ كليات الشرع المؤسسة عليها البيعة، وما يتصدرها من حفظ الدين بالأولوية، واتخذتم للأمر عدته النظرية والعلمية”، ولاسيما في مجال العناية بالقرآن الكريم، وقيام العلماء على أوجه الفتوى والإرشاد، والعناية بالمساجد ورعاية شؤون القيمين الدينيين، ودعم التعليم الديني العتيق.
أما في مجال نشر القرآن الكريم، يذكر السيد التوفيق، فقد بلغ العدد الإجمالي للمصاحف المطبوعة والمسموعة التي وقع طبعها في المملكة هذا العام، بعمل مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف وإسهام قطاع الناشرين المرخص لهم، مليون وسبعمائة ألف نسخة، وتحقق مزيد من التسجيلات تشجيعا للقراء المجودين.
وبخصوص نشاط المؤسسة العلمية، وإضافة إلى المحاور الأساسية للبرنامج السنوي للمجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، فقد قامت المؤسسة العلمية بعدة منجزات على الصعيد الوطني والمحلي، أهمها تحيين برنامج تأهيل مجموع الأئمة، ضمن ميثاق العلماء، وإنتاج كراسة للإمام تغطي البرنامج السنوي لهذا التأهيل، والعناية بالخطبة المنبرية، ولا سيما بتفعيل جائزتها التي هي من مظاهر عناية أمير المؤمنين بالخطباء، ومواصلة ترشيدها واستثمارها في نشر القيم الأخلاقية، وذلك بإصدار وثيقة توجيهية جامعة تذكر بالهدي النبوي في الموضوع، وتشرح التوجهات التي تمكن الخطباء من تأصيلها وتنزيلها على الواقع، دون شطط أو تحريف.
كما أعدت المؤسسة دليلا علميا وعمليا خاصا بالمرشدين العاملين في صفوف القوات المسلحة الملكية، فيما قامت اللجنة الشرعية للمالية التشاركية بوضع مناشير مواصفات تتعلق بمنتجات التمويل وتوظيف الودائع ومزاولة النوافذ التشاركية وفتح الحساب تحت الطلب وعقد المرابحة ونماذج الوثائق التعاقدية الخاصة بالضمانات والتأمين التكافلي وخصائص الصكوك.
وبالإضافة إلى ما ذكر، يضيف السيد التوفيق، عرفت السنة المنصرمة طفرة في الارتقاء بالنقاش المذهبي بين العلماء على أساس مقترحات تضمنها كتاب بعنوان سبيل العلماء”، وذلك من أجل بيان مضمون الثوابت بأبعادها في حياة الأمة بهدف تقوية يقينها ومناعتها ضد الانحراف والتطرف.
وفي ما يتعلق بالمساجد، خصصت لها الوزارة ميزانية تقدر بـ766 مليون درهم شيدت بها 15 مسجدا كبيرا وأطلقت أشغال بناء 17 مسجدا، وأنهت تأهيل 890 من تلك التي أغلقت بسبب الخلل في بنيانها، ورممت خمسة مساجد تاريخية وأعطت انطلاقة أشغال ترميم 12 مسجدا من هذه الفئة، وقامت بتفريش ألفي مسجد، وصيانة 170.
وقد تفضل جلالة الملك بإعطاء الإنطلاقة لبناء ثلاثة مساجد كبرى في الخارج، وذلك بكل من دار السلام وكوناكري وأبيدجان، كما أذن جلالته بترميم مسجد ياموسكرو.
أما على صعيد القيمين الدينيين، فقد تواصل تكوين أفواج المغاربة والأجانب في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، ولاسيما بتخرج الفوج الثاني عشر من المغاربة، وازداد إشعاع هذه المؤسسة في العالم، كما صدر الظهير الشريف بالمصادقة على النظام الداخلي للجنة الوطنية للبث في شكايات وتظلمات القيمين الدينيين.
وبالنسبة للجانب الاجتماعي، فقد قدمت مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين برسم هذه السنة خدمات اجتماعية، استفاد منها تسعون ألفا من المنخرطين، ولا سيما في مجال المساعدة الطبية والإعانة على السكن والزواج وتمدرس الأبناء والإعانة على مشاريع مدرة للدخل لفائدة الأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة وإدماج بعض أبناء القيمين الدينيين من ذوي الشهادات الجامعية في سوق الشغل بشراكة مع القطاع الخاص وتنظيم تكوين مؤهل لبعض المنقطعين عن العمل من أبناء هؤلاء القيمين، تضاف إلى هذا كله المساعدة في حالات العجز والوفاة.
وبخصوص التعليم العتيق، فإن ما يزيد عن أربعة عشر ألفا من الكتاتيب القرآنية تسهر على تحفيظ كتاب الله العزيز، يتردد عليها أربعمائة وخمسون ألفا بينهم نسبة أربعين في المائة من الإناث، وقد منحت رخص فتح لثلاثمائة كتاب جديد. كما تواصل دعم مؤسسات التعليم العتيق في مختلف مستوياتها، بجميع الوجوه المادية والبيداغوجية.

map

التعليقات مغلقة.