سانشيز.. يخترق جدار التحالفات

مدريد ..عبد العلي جدوبي: عبر العديد من المغاربه المجنسين باسبانيا ( 250ألف ) لمختلف وسائل الاعلام الإسبانية ، والذين صوتوا للحزب الاشتراكي العمالي في الإستحقاقات الأخيرة ، عن ارتياحهم بفوز ( بيدرو سانشيز) برآسة الحكومة لولاية  جديدة تمتد لأربعة سنوات ، بعدما نال ثقه البرلمان بالأغلبية ( 179) نائبا بفارق ثلاثة أصوات  عن منافسه (البرتو نونيز فيخو ) .. فوز سانشيز بدد تخوفات المقيمين بإسبانيا عامة  بشأن صعود الحزب الشعبي لسدة الحكم والذين يعتبرونه يعاكس طموحاتهم و لم يكن ودا للمهاجرين بإسبانيا !!

وقد انهى ( فوز سانشيز ) نحو أربعة أشهر الجمود في اسبانيا منذ الانتخابات التشريعيه في 23 يوليوز ، حيث  أن “اختراقه ”  لجدار التحالفات ، مهد له طريقه تشكيل حكومة جديدة  خلال الأيام المقبلة مع حليفه حزب (سومار ) في اقصى اليسار بعد مفاوضات صعبة ومعقدة  مع احزاب إقليمية.. وبعد تفاهمات مع الكتلان تقضي باقرار قانون العفو على عدد من الانفصاليين الفارين من العدالة ، وعلى رأسهم ( بيغديمونت  ) المقيم ببلجيكا قبل ستة سنوات وهؤلاء يواجهون عقوبات بسبب دورهم في مسعى لإنفصال كتالونيا عن اسبانيا..

وفي خطابه أمام البرلمان عرض سانشيز اولويات ولايته الجديدة ، مركزا على مبادرته بشأن العفو على المطالبين بالإنفصال عن اسبانيا من الكتلان بقوله  : ” فضلنا جمع الشمل على انتقام والوحدة على التمزق “

زعيم الحزب الشعبي ( نونيز فيخو ) فند تصريح سانشيز عندما اعتبر ما قام به من تنازلات يروم الى البقاء في السلطه وباي ثمن حسب قوله..

هذا وقد شهدت بعض المدن الاسبانية خروج المئات من الاشخاص الى الشوارع بدعوة من الحزب الشعبي اليمني المعارض اعتراضا على العفو الذي اقره ( سانشيز ) بشأن   رغبة الانفصاليين “الاستقلال ” عن إسبانيا ، وقد اعتبروا قرار العفو ، نوعا من الفساد السياسي والمساس بسيادة القانون ..

وبخصوص المكتسبات الاجتماعية في اسبانيا اكد (سانشيز ) ان الحكومة المقبلة ، ستواصل دعم وتحسين حياة المواطنين ، وتقديم المساعدات لمن هم في أمس الحاجة اليها ، وانها ستحافظ على قانون تخفيض ضريبة القيمة المضافة  على المواد الاساسية حتى يونيو 2024 وستمكن فئة اصحاب  الرهن العقاري من الإستفادة من اجراءات التخفيض لشراء منزل مع تمديد فترة الائتمان من خلال رفع عتبه الاستفادة  من 30 الى 38ألف يورو من متوسط الدخل ، كما ان جميع وسائل النقل ستكون مجانية في جميع انحاء اسبانيا اعتبارا من الاول من يناير المقبل لفئه التلاميذ والشباب العاطل عن العمل ..

هذا وسواء صعد الحزب الاشتراكي او الحزب الشعبي الى سدة الحكم في اسبانيا ، فان اللافت في هذا الشان أن المغرب واسبانيا يقدمان نموذجا متميزا لما يجب ان تنطبع به علاقه صداقه وحسن الجوار على الرغم من وجود ملفات عالقه بمستوى نزاعات السيادة ، فقد اتجهت الرباط ومدريد الى تعزيز الجوانب الإيجابية وضمنها التعاون  في العديد من المجالات العسكرية والامنية والاقتصادية،والتجارية والثقافية ، يقينا منهما على ان عامل الزمن لابد وان يكيف المواقف في اتجاه موازي بالنسبة للمسائل الخلافية.