عربدة إسرائيل .. وغياب الضمير العالمي.! – حدث كم

عربدة إسرائيل .. وغياب الضمير العالمي.!

عبد العلي جدوبي: كل العالم تغير الآن ، إلا اسرائيل ،فمن المؤسف له حقا انه ولما يزيد عن واحد واربعين سنه خلت على خطة السلام العربية التي اقرتها قمه فاس ( 1982 ) استمر الكيان الصهيوني يمارس بطشه بالفلسطينيين على مدى السنوات المتلاحقة والى اليوم ، ويقوم بجرائم وحشية ضد الاطفال والشيوخ والنساء ، وظل المجتمع الدولي متفرجا ازاء المجازر اليومية الرهيبة  التي تنفذها الآلة العسكرية الإسرائيلية  بقساوة وكراهية ، بدعم مفضوح من الإدارة الأمريكية ، وغياب الدور الاوروبي  ومسؤوليات الامم المتحدة  .. 

وحتى بعد مؤتمر مدريد (1991) ومعاهدة اوسلو ، لم تتوقف اسرائيل من عملياتها الممنهجة في قتل الفلسطينيين ، ولا تعير اعتبارا لكل القرارات والمبادرات الدولية لإحلال السلام في المنطقة ، ومضت في تطبيق عقيدتها الداعية الى القتل والتنكيل بالفلسطينيين ، وهو ما يحدث الآن في قطاع غزة ..

فهناك طور جديد من تاريخ اسرائيل الملطخ بالدماء في ظل الضبط الامريكي، وفي غياب الطرف العربي الذي يقف موقف المتلقي المتفرج المرتبك باندهاش وبانتظار ما سيحدث !!

اين اختفى العرب على المستوى الرسمي والشعبي ازاء ما يحدث الان  في غزة ؟؟  لقد فقدوا البوصلة بين التطبيل للمحتل الغاشم ، وبين التعبير عن مواقفهم المهزوزة !! وهم يشاهدون مئات الاطفال يسقطون كل يوم !!  وان كان لافتا في غضون التطورات الأخيرة والتي جعلت الكيان الصهيوني أكثر عدوانية ، وانه لا يريد سماع اصوات الحكمة ، ولا يريد التزام بالقرارات الدولية السابقة ولا بالإتفاقيات المبرمة ، بما يرجع الاعتقاد بوجود خطة قديمة جديدة  موسعة بعيدة  المدى ، هدفها إعادة رسم خرائط اخرى بالمنطقة العربية ، وفق مخططات جديدة على خلفية العدوان الأخير  على غزة ، فالفرق بين الخرائط التي رسمت خلال نهاية الحرب العالمية الثانية ، وتلك التي يعاد ترسيمها الآن وفق مخططات مدروسة ، وذلك بشن المزيد من الحروب الإقتصادية والثقافية ، وتوسيع خطة تجييش المطبعين في الدول العربية من طرف النخب التي تنتمي الى قطاعات السياسة والثقافة  والاعلام .. وقد سمعنا وشاهدنا مؤخرا اسرائيليا من داخل كنينيست وهو يخاطب المطبعين ويهددهم بنشر اسمائهم ان لم يقوموا بما طلب منهم في الدفاع عن اسرائيل كل من موقعه !!  العربدة الإسرائيلية  في غزة تتمثل في جوهر العقيدة الاسرائيلية ، الافراط في استخدام القوة ،  وعلى قتل كل من يتحرك فوق الارض بدعوى ” الدفاع عن النفس ” وذلك من اجل البقاء وضم اكبر مساحة من الاراضي الفلسطينية ، من هنا تحديدا يمكن فهم دلالات قيام اسرائيل بحرب الإبادة ضد الفلسطينيين وفق سياسة مدرسة (  جابوتنسكي) الاجرامية التي  تعتبر ان القتل وإراقة دماء الفلسطينيين لخلق امر واقع هو الطريق الذي يجب ان تنهجه اسرائيل لإرهابهم _ مستفيدة من التصدعات التي تشهدها المنطقة ، والتناقضات الحاصلة الآن  لدى الدول العربية _ والحفاظ على الاراضي التي استولت عليها بالقوة ،  فهذا الكيان المحتل هو الوحيد الذي لا حدود ثابتة لديه ، كما انه الكيان الوحيد أيضا الذي لا يستطيع العيش بلا حروب ، ما يفسر اصراره على قتل  الابرياء وقصف البيوت فوق رؤوس ساكنها والمدارس والمستشفيات بدعوى وجود مقاومين بها ، وفي غياب الضمير العالمي الذي يكتفي باستجداء الهدنة من طرف مجلس الامن بعدما كبرت عظمت مأساة اهل غزه  الان ، والذين يتعرضون  الى إبادة جماعية أمام مرأى ومسمع العالم !!

التعليقات مغلقة.