بمناسبة عيد الطفل.. سأخبر الله بكل شيء.. ! | حدث كم

بمناسبة عيد الطفل.. سأخبر الله بكل شيء.. !

22/11/2023

كل أفراح الطفولة في العالم تزيد وتكبر، تعرض وتنمو وتزهر، إلا أحزان الطفولة الفلسطينية، تولد وتحبو على أمل أن تُعَرش وتكبر.. وتحلم، تم تُسْحل وتنفجر أحزانا، وشلالات ألم، تم تصلب وتقتل برصاص النازية الصهيونية..

اليوم، في كل العالم.. يحتفل الاطفال بعيد الطفل، يقومون بأي شيء، يلعبون ويضحكون، ويمرحون، يلبسون ملابسهم الجديدة، يغنون، ويأكلون.. في غزة الفلسطينية، يسقط عليهم الرصاص مدرارا وبسخاء فاشستي من طائرات العدو الصهيوني، يبكون، يصرخون، يهربون، ينادون بالنجاة، يسألون عن أهلهم وذويهم، يجرون في كل الاتجاهات، يُقصفون بالنار، يستغيثون تحت التراب، يُخنقون في سُحب الغبار، يحرقون بشظايا النار، يذبحون ويقتلون، تتراكم جثثهم في ثلاجات الموت، وحين أستباح العدو المستشفيات، وتوقفت ثلاجات حفظ الجثث، راحوا يدفنون جثثهم في أكفان بيضاء مرمغة بلوثة الدم وصديد الجراح ورائحة الموت في مقابر جماعية.. وحين نذرت الأكفان وندرت المدافن، استبيحت جثثهم إلى ركام من دمار ثم دفنوا سبايا وعرايا في مغاور وحفر جماعية..

تتكرر مشاهد موت الطفولة الفلسطينية يوميا، أمام مرأى العالم على شاشات العالم، حيث الفرجة ميزة للتنزه، وتشفي إعلامي ووخز أحزان لانهائية.. ثم لا أحد منذور من ضمائر العالم ومثقفيه ومعارضيه للنازية الصهيونية اهتزت مشاعرهم وسَخَتْ أحزانهم، حتى أن العدد القليل من الشخصيات السياسية، ما إن يعلنون عن استنكارهم لمجازر الطفولة في غزة ، حتى يعلنون بعد ذلك اعتذارهم ثانية لإسرائيل، تحت التهديد والوعيد والإطاحة بهم، ورمهم باللاسامية ، ومعاداة إسرائيل، والتشفي في تاريخ الأحزان اليهودية..

وما زالت النازية الصهيونية تقتل يوميا وتفاضل بين موت الطفل الفلسطيني المستباح وموت كاذب ومتخيل للطفل الإسرائيلي، تقول عضوة في الكنيست الإسرائيلي، “لا مقارنة بين الموت الفلسطيني والموت الإسرائيلي، لا علاقة للأطفال الفلسطينيين والاطفال الإسرائيليين”، وقبلها قالت غولدا مايير، “لن نسامح الفلسطينيين لأنهم دفعونا إلى قتل اطفالهم”، بل تتباهى بالقول ” لا أستطيع النوم كلما سمعت بميلاد طفل فلسطيني“، فيما قال الإرهابي أرييل شارون، ” لا يحق لأحد أن يحاسب إسرائيل”، وهذا مطلق التعيير عن تبني الإرهاب، ثم كلامه عن” الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت”، لكن لم يحاسب ولم يعاقب إلى أن مات ميتة الجيف.. وقبل ذلك قتلوا أطفال مدرسة بحر البقر، وأصروا على قتل الطفل محمد الدرة وهو يلوذ في حضن أبيه، وقتل الرضيعة إيمان حجو ذات الشهور الثلاثة، وقتل أطفال قانا وداعل وقبية ودير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وجنين ونابلس وغزة، الي ما زال أطفالها يقتلون ..

قالوا إنهم شعب الله المختار ولهم مطلق الحرية للقتل وسفك دماء كل من اعترض طريقهم، وفق اعتقاد غاشم بتحريف التوراة، وتبني أقدم سلوك إرهابي دموي وسادي في التاريخ..

اليوم يقتلون الأطفال الفلسطينيين، مقتفين زورا نبوءة سفر أشعيا، (12:13-18): “… ويكونون كظبي طريد وغنم بلا من يجمعها، يلتفت كل واحد إلى شعبه ويهربون كل واحد إلى أرضه، كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم، وتفضح نساءهم)..

و في سفر العدد (17:31) كلام مباشر وصريح ، ودعوة لقتل الأطفال ” الآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها..”، والشيء نفسه في سفر صموئيل الأول (12: 15-4) يصبح القتل أكثر وحشية ودموية ” … الآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تقف عنهم بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً وغنماً وجملاً وحماراً.”..

ويكون التحريف والزور الذي طال التوراة وكذا كلام الحاخامات اليهود، سلوكا ربانيا، لا أحد من اليهود يمكنه الآن أن يجادل أو يشك فيه.. فقتل الأطفال يصبح واجبا دينيا، وقتل النساء الحوامل من الأعداء تقربا إلى الله.. وحسب التوراة المزورة فقد “خلق الله … الأجنبي على هيئة إنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم. إن اليهود يشكلون جزءاً من العزة الإلهية، لذلك تكون الدنيا وما فيها ملكاً لهم، ولهم عليها حق التسلط”.. ولا يخفي المؤرخ اليهودي برنارد لازار في كتابه (اللا سامية)، بأن “عادة ذبح الأطفال عادة قديمة لدى اليهود، ترجع إلى استخدام دم الأطفال في أمور كثيرة أولها الأفراح والأعياد وآخرها أعمال السحرة اليهود في الماضي“.

الآن، يقوم النازيون الصهاينة، وبخلفيات عديدة بقتل الأطفال الفلسطينيين، لا أحد من قادة العالم بمستطاعه ثنيهم عن ذلك، بل إن الوزير الصهيوني بن غفير، قال أمام كاميرات التلفزيون ” اقتلوهم لأننا أصحاب هذه الأٍرض”.. لأنه على يقين أن لا أحد في العالم يسأل عن سبب موتهم، ولماذا تقتلهم النازية الصهيونية وماذا تبتغي وتتغيى من موتهم المستباح والغاشم.. أيضا لا أحد يسأل كيف نشطت آلة القتل الصهيوني إلى أن تجاوزت أعداد قتل للأطفال الفلسطينيين أزيد من ستة آلاف طفل قتيل والآلاف من المفقودين..

لنتذكر، أنه يوم العيد العالمي للطفل، قتل المئات من الأطفال بدون رحمة، لكن لم يصدر قرارا أو نداء من الأمم المتحدة أو من أي تنظيم أممي خاص بالطفولة.. بل مات الأطفال الخدج فى الحضّانات نتيجة قطع الكهرباء عنهم، ونقل العشرات منهم من مستشفى الشفاء، محمولين في أيدي أهاليهم أوبين أيدي أفراد الطاقم الطبي، في مسيرات نحو مستشفيات أخرى بجنوب غزة، مسيرات لم يسبق للعالم أن شاهدها، أو عاين مآسيها، وأحزانها وإذلالها .. وإن كانت أغلب القنوات أغلقت شاشاتها وتنكرت في ذلك اليوم لمشاهد الموت الفلسطيني.. وكأنهم يرددون أن لا عيد لكم، لأن الطفل الفلسطيني الجيد هو الطفل الفلسطيني الميت”.. في المقابل، قال طفل فلسطيني جريح، وهو يحتضر، بعد أن أخرجوه من تحت الركام، كانت كلماته تخرج متعبة فاقدة لأمل العيش، “… أمي وأخوتي ماتوا، سأخبر الله بما فعل الصهاينة بنا.. سأخبر الله بكل شيء“.

مصطفى الزارعي

التعليقات مغلقة.