(رواية مهاجر….!) .. إستلهاما من قصص وروايات كتاب كليلة ودمنة لصاحبه إبن المقفع أحكي قصة مهاجر – حدث كم

(رواية مهاجر….!) .. إستلهاما من قصص وروايات كتاب كليلة ودمنة لصاحبه إبن المقفع أحكي قصة مهاجر

إلتقى ديك مع قط ، واتفاقا معا على أن ينخرطا معا في ممارسة السياسة وتدبير أمور البلاد والعباد ، لكنهما اتفاقا أيضا على استشارة الثعلب ، لأنه ماكر ومخادع ، وفعلا ذهبا معا إلى الثعلب فاستمع إليهما فقال لهما ماهي مؤهلاتهما السياسية والفكرية ، فقالا معا بصوت واحد لدينا المال المحصل عليه من الغير ، والقدرة على مغالطة الناس ، والوعد الكاذبة واللغط في الكلام ، وعدم إحترام الاخرين ، وغير ذلك من المؤهلات التي أصبحت معتمدة عرفيا في العديد من المؤسسات المنتخبة في كثير من دول العالم المتخلف ، فأقترح الثعلب على الديك والقط أن يقص عليهما رواية إسمها (قصة مهاجر ) أصبح فيما بعد أكبر سياسي ودبلوماسي عرفه التاريخ المعاصر ، والراوية تحكي بأن شخصية ولدت عام في ألمانيا في العام 1923، تم هاجر مع أسرته إلى الولايات المتحدة في 1938، وهو في سن 15 سنة ، وقد حصل على الجنسية الأمريكية في سنة 1943، تم تخرج من الجامعة في تخصص القانون الدولي ، وعمل أستاذا جامعيا لفترة طويلة ، وقد حصل هذا المهاجر على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد، وكان عنوان أطروحته للدكتوراه حول  “السلام والشرعية، وفي أطروحة الدكتوراه، قدم كيسنجر أولا مفهوم “الشرعية”، وهو الذي شرع لمفهوم الشرعية الدولية بعد الحرب العالمية الثانية ، كما ساعد في تأسيس النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية ، تم بعد ذلك أصبح وزيرا للخارجية الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة في عهدي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، وبفضل أعماله ومواقفه وتأثيره في المشهد السياسي العالمي حاز في 1973، على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الفيتنامي لي دوك ثو ، تقديرا لجهوده السلمية خلال حرب فييتنام، تم بعد ذلك أصبح مستشار الأمن القومي الاميركي ، وطبع هذا الشخص المهاجر إلى الولايات المتحدة الاميركيةالدبلوماسية الأمريكية لعقود بدون خلق نمطية دبلوماسية ، إذ ظل فاعلا ومؤثرا في الساحة السياسية الدولية بشكل ملفت ، ظل هذا الشخص المهاجر له صوت مسموع في السياسة الدولية ويستعين به الجميع ، كما أنه بصفته أكاديمي ظل يشارك في ندوات ومؤتمرات وتجمعات دولية، ويقدم دراسات وأبحاث غاية في الأهمية ، إنتهت رواية المهاجر بالتعرف عليه هو عميد السياسية الأمريكية الداخلية والخارجية ، والمقصود بالشخصية المعنية الذي توفي عن 100 سنة الأربعاء 29 نونبر 2023، عن عمر 100 عام، حسب ما أعلنته مؤسسته الاستشارية ، هو هنري كيسنجر ، رجل من هذا النوع نادر الوجود اليوم علما وخبرة وإجتهادا وخدمة لبلاده ، فكثير من المسؤولين المنتخبين ، وليس كلهم بالطبع ، بل بعضهم فقط تمكنوا من الحصول على المسؤولية في العديد من المؤسسات المنتخبة سهوا أو عمدا أو إضطرارا أحيانًا في بعض الدول وأحيانا ، وبعضهم تمكنوا من المسؤولية عن طريق الإرث بالتعصيب ، ومنهم من حصل عليها بالوصية بعد الوفاة ، ومنهم من ورثها بدون نسب حقيقي ، ومنهم من إشتراها مع الموافقة القبيلية ، نحن بحاجة في دولنا إلى مؤسسات منتخبة قادرة على المساهمة الفعلية في التنمية المحلية المستدامة ، وقادرة على الحوار مع المواطنين وإقناعهم ، حتى يبقى مركز الدولة بعيد كل البعد عن المشاكل المحلية والاقليمية والجهوية ، ويتفرغ لأشياء استراتجية مستقبلية التي تبدل فيها مجهودات ضخمة ليلا ونهارا ، سرا وعلانية في عالم يتصارع فيه الجميع بكل قوة وشراسة ، إما لجلب مصلحة وأحيانا لدفع ضرر قادم أو متوقع ، لكن الديك والقط لن يستوعبا مايحدث فالديك والقطط يأكلان من البقايا ويحاسبون على غيرها إذا لزم الأمر ……) ، ولايدركون عمق الأشياء ، فلما إنتهى الثعلب من روايته الشيقة حتى وجد الديك تسلق شجرة هربا والقط دخل في جحر مختبأ هو الآخر ، ولما نداهما تكلما بصوت واحد لن نكلمك حتى يأتي ( هذا الفاعل التارك ) الذي دفعنا لعالم لاندرك منه أي شيئ ، ووجودنا فيه نضر به كل شيء يتبع …..).

د. حسن عبيابة..أستاذ التعليم العالي

التعليقات مغلقة.