ماذا بعد الحرب على غزة ؟ ..الخيارات المرفوضة.. ! – حدث كم

ماذا بعد الحرب على غزة ؟ ..الخيارات المرفوضة.. !

عبد العلي جدوبي: تخيم أجواء من القلق والترقب والإرتياب على منطقة الشرق الاوسط برمتها في ظل مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي غاراته اليومية على قطاع غزة ، ولعل أبرز بواعث التوجس عدم وجود استراتيجية واضحة  ومحددة لإنهاء الحرب الظالمة ، والتي قد تطول حسب رئيس حكومة الكيان الصهيوني  بنامين نتنياهو ” الى ان يتم تدمير حماس ” كما قال  ويشاطره في هذا الطرح  الرئيس الامريكي جو بايدن حينما ألح بدوره على ضرورة القضاء على حركة حماس بشكل نهائي .

هذا وقد نشر مركز الدراسات الاستراتيجية و الدولية  بواشنطن تقريرا مفصلا محاولا الإجابة على السؤال التالي : ماذا يعني تدمير حركه حماس ؟ وينقل التقرير تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما رأى ان  إصرار اسرائيل على قرارها  “بتدمير حماس ” وبنفس الوتيرة الحربية المتبعة، فان الامر قد يستغرق أزيد من عشر سنوات ، مستندا على ما جاء في التقرير الذي يرى أن السلطة الفلسطينية   بالضفة الغربية ، ليست خيارا أمثل فهي ضعيفة وغير مؤهلة ومصداقيتها على المحك ، فالحراك الدبلوماسي الكبير الذي يقوده وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن حول ما بعد حماس اذا ما تم القضاء عليها حسب محللين ، ما هو إلا محاولة لإستطلاع مواقف كل اطراف دول المنطقة والسلطة الفلسطينية  ، وهو ناتج من خشية واشنطن من عدم وجود خطة استراتيجية، وتصور واضح لدى الاسرائيليين فيما بعد الحرب ، ولهذه الاسباب طرحت واشنطن ثلاث خيارات ما بعد الحرب :

_ إمكانية وضع قوة متعددة  الجنسيات ، قد تشمل قوات أمريكية .

_ انشاء قوة حفظ سلام على غرار تلك التي تشرف على اتفاقية السلام المصرية _الإسرائيلية  لعام 1979

_ وضع قطاع غزه تحت اشراف مؤقت للأمم المتحدة .

وبهذه الخيارات حسب مراقبين يصبح ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر مدريد لعام 1991 معاهدة أسلو 1993 (الأرض مقابل السلام وحل الدولتين ) ،يصبح في خبر كان ! بل ويتم طمس القضية الفلسطينية ما بعد الحرب على غزه !

هذا ومن الغباء السياسي ان يسقط البعض في البحث عن شكل الحكم مواصفاته في غزة بعد الحرب ، متجاوزا دور حماس كما صرح بذلك قادتها، فهي لن تقبل _أي الحركة _  وصايا على القطاع ، وترفض خطط عزل غزة ، وتعتبر مخططات أمريكا وسلطات الاحتلال هي أحلام وجزء من حرب نفسيه ليس الا ..!

فبالرغم من الخسائر البشرية في صفوف حماس ، والدمار الشامل الذي حل بالقطاع ، فإن عقيدة الصمود والمقاومة لدى افرادها والفلسطينيين عامة ، الغاضبين من جراء الجرائم البشعة التي ارتكبتها إسرائيل في حقهم ، تجعلهم على استعداد دائم للتضحية بارواحهم لمواصلة طريق المقاومة ،  وأخد زمام المواجهة المسلحة ، وهذا ما يرعب الاسرائيليين .. فالجيل الفلسطيني القادم على أتم الاستعداد لمواصلة مشوار المقاومة لدحر  المحتل .

ومن جهة اخرى فضحت الحرب الإسرائيلية على غزة   أكثر من أي وقت مضى جرائم قوات الاحتلال لدى الرأي العام العالمي ، وصنفت القوات الاسرائيلية المحتلة كمجرمي حرب ، وبدات الشعوب الغربية تندد بسياسة حكامها الذين يغمضون أعينهم على مجازر اسرائيل في حق الفلسطينيين العزل في أبشع وأحقر صور الاعتداءات الهمجية .

ومعلوم ان بريطانيا قد دخلت على خط الحرب في غزة حيث أرسلت فريقا عسكريا للضفة الغربية لمساعدة   السلطة الفلسطينية  على تولي إدارة القطاع في غزة وفقا لمجلة ( التايم)، كما ارسلت فرنسا بدورها قوات فرنسية قدرت حسب صحيفه لبيراسيون الفرنسيه الى ازيد من أربعة آلاف جندي ، وهم يتواجدون في الخدمة العسكرية النظامية الإسرائيلية ، يحملون الجنسية الفرنسية  يخدمون في الجيش الاسرائيلي .. وبخصوص مشاركة هؤلاء الجنود في الحرب على غزة ، ندد عدد من الساسة الفرنسيين سلطات بلادهم بتورطها في الاعمال غير الشرعية وغير القانونية للسماح لهؤلاء بالقتال جنبا الى جنب مع القوات الإسرائيلية ، والمشاركة في قتل الابرياء ، وقد تدرعت وزاره الدفاع الفرنسية باتفاقية  ترجع الى العام 1959 والتي تسمح بموجبها بالخدمة العسكرية لمزدوجي  الجنسية الفرنسية -الإسرائيلية   بالانضمام الى جيش الاسرائيلي .

ومن جهتها اشارت صحيفة (إلموندو )  الإسبانية الى انه بالإضافة الى ان اعداد القوات الفرنسية المرابطة  بغزة ، هناك ايضا اعداد من المرتزقه متعاقدون مع شركات خاصه ، يحاربون بجانب القوات الإسرائيلية !!

فالمقاومون بغزه كما يبدو الآن ، يواجهون قوات عسكرية قادمة من أوروبا  وامريكا مجهزة  بأحدث الترسانة العسكرية المتطورة ؛ أما حركة المقاومة حماس، فقد لا يتعدى عدد افرادها الالف مقاوم متسلحين بقضيتهم وبحقهم بمقاومة المحتل وبأسلحة بسيطة من صنع يدوي محلي !!  بأية  مفارقة هذه ؟! وما هو سر هذا الصمود المتواصل لمقاومي غزة ؟

 

 

 

التعليقات مغلقة.