إسبانيا .. مواقف ثابتة إزاء القضية الفلسطينية | حدث كم

إسبانيا .. مواقف ثابتة إزاء القضية الفلسطينية

مدريد ـ عبد العلي جدوبي : تشهد دول الاتحاد الاوروبي انقساما بين الشركاء الاوروبيين ، فقد اعلنت بلدان مثل هولندا وألمانيا وبريطانيا تعليق التمويل للاونروا في حين أصرت اسبانيا ودول اخرى انها لن تعلق تعاملها مع وكالة الأمم المتحدة   لغوت اللاجئين الفلسطينيين ، فقد اعلن وزير الخارجية الاسباني ( خوسيه مانويل الباريس ) _ يوم الاثنين 29 يناير 2024 _ ان بلاده لن تعلق تمويلها ، مضيفا انه بالرغم من ان الوكالة تخضع للتدقيق بسبب تصرفات لا مسؤولة لعشرة اشخاص من حوالي 30 ألف شخص يعملون في وكالة الامم المتحدة لغوت اللاجئين الفلسطينيين الاونروا . 

هذا وكانت الحكومة الاسبانية ، قد قدمت العام 2023 تبرعات للاونروا بقيمه 18.5 مليون يورو تمت الموافقة عليها في ديسمبر الماضي بعد قرار مضاعفة التعاون والمساعدات الانسانية الفلسطينيين بثلاث مرات ، في حين قررت كل من الولايات المتحدة الأمريكية  وبريطانيا وكندا واستراليا واليابان ورومانيا والنمسا وفنلندا تعليق تمويل الاونروا في الوقت التي لن تكون فيه الوكالة قادرة _ حسب القائمين على شؤونها _ من مواصلة انشطتها الانسانية في قطاع غزة ابتداء من شهر مارس القادم اذا استمر التأخير في تمويلها ، وقالت المقررة المعنية بشؤون  فلسطين ( فرانسيسكا الالبانيز ) ان خطوة الحكومة  الإسبانية تظهر الأرضية الأخلاقية العالية  لمدريد بين الدول الأوروبية فيما يتعلق بالقانون الدولي وحل النزاعات .

ومن جهه اخرى طالبت الحكومة الإسبانية  في بيان صحفي رفضها للقرار الامريكي بقطع مساهمتها في تمويل وكالة الامم المتحدة لغوت اللاجئين الفلسطينيين ، كما رفضت اتهامات واشنطن ضد وكاله الاونروا واعتبرت ان تلك الاتهامات لا اساس لها من الصحة .

فمند اللحظات الاولى للعدوان الاسرائيلي على غزة وحرب الإبادة الجماعية  التي يقوم بها الكيان الصهيوني ، تبنت مدريد مواقف داعمة للحق الفلسطيني وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار ، وكانت اسبانيا الدولة الاولى التي عارضت مناقشات الاتحاد الاوروبي لتعليق المساعدات للفلسطينيين ، كما تقدمت اسبانيا أيضا باقتراح لعقد مؤتمر للسلام في غضون ستة أشهر ، والأهم من ذلك تعهد رئيس الوزراء الاسباني( بيدرو شانسيز) بان تعمل حكومته على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، ودعا الى وضع حد لما وصفه بالقتل الاعمال الفلسطينيين في غزة .

كما اعلنت سلطات برشلونة في 25 من شهر نوفمبر الماضي عن قطع العلاقات مع اسرائيل بشكل كامل حتى يتم وقف اطلاق النار في غزة ، واتهمت وزيرة المساواة الاسبانية ( ايرين مونتيرو ) واشنطن بالتواطؤ مع جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل في غزة ، وتم استدعاء السفير الاسباني لدى تل ابيب قبل ايام .

ولفهم الموقف الاسباني الاخلاقي والتاريخي من هذه الحرب يجب معرفه حقيقة ان اسبانيا اقامت علاقات متأخرة مع الاحتلال الاسرائيلي ولم يكن لها أية علاقات رسمية مع تل ابيب إلا في العام 1986 كما انه في العام 2014 تبنى البرلمان الاسباني بالاجماع قرارا غير ملزم يدعو الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية  مع الأخد بعين الاعتبار  معطيات جيو سياسيه . فخلال الحرب على غزة تجند عدد من المسؤولين في الإدارة الامريكية (الكونغرس) للدفاع بشكل صارخ عن اسرائيل وتقديم المساعدات اللوجستيكية لها والعتاد وتشجيعها على الاستمرار في الحرب وقتل المدنيين ، وهذا يمكن تفسيره بدعم اللوبي الصهيوني لأعضاء وقيادة  الحزب الديمقراطي الحاكم على وجه الخصوص حيث ان حوالي 60% من تمويل حملاته الإنتخابية  ، ونحو 30% لحزب الجمهوري تأتي من متبرعين يهود ، ولهذا نجد العديد من السياسيين الكبار في العالم الغربي وفي امريكا على وجه الخصوص يرهونون مستقبلهم السياسي بارضاء اللوبي الصهيوني والتسابق في تقديم أوراق الاعتماد لديه الأمثلة في ذلك عديدة .

لقد ساهمت لقطات وصور لعديد من وكالات الانباء العالميه في اظهار بشاعة المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة ، وغيرت مواقف عدد كبير من دول العالم وتبن لها الوجه العدواني الاجرامي لعصابة تل أبيب ، كما أظهر استطلاع الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية  مثلا تراجع الدعم الشعبي الامريكي للعدوان خصوصا من طرف جيل الشباب وذلك بنسبة 67% ويخشى الحزب الديمقراطي تدني شعبيته خلال الاستحقاقات المقبلة وحاجته لقطاع الشباب ، ومنذ الآن قررت الهيئات الاسلامية في امريكا الامتناع عن التصويت للحزب الديمقراطي وخصوصا   في ولايه منشيغن ،  وذلك لمباركته للعدوان الاسرائيلي على غزة .

التعليقات مغلقة.