مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي: الأدب الإفريقي فعل مقاومة ضد استعمار الماضي وتطرف الحاضر – حدث كم

مهرجان مراكش للكتاب الإفريقي: الأدب الإفريقي فعل مقاومة ضد استعمار الماضي وتطرف الحاضر

 أكد المشاركون في لقاء انتظم اليوم الخميس في إطار الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، أن الكتابة الأدبية الإفريقية يجب أن تشكل اليوم “فعل مقاومة” ضد الاستعمار الذي خضعت له القارة الإفريقية بالأمس، والفكر اليميني المتطرف الذي تتصاعد وتيرته في الغرب في الحاضر.
وأبرز المشاركون في هذا اللقاء الذي تمحور حول موضوع “تنوعنا، ومشتركنا”، أن المطلوب اليوم تكريس دور الكتاب والفنانين بالقارة الإفريقية في تحويل صفحات الكتب واللوحات إلى فضاء لرفع الصوت لإدانة كل تجاوزات الاستعمار في الماضي وبقاياه في الحاضر، ومواجهة موجات اللاتسامح والكراهية التي تطفو اليوم على السطح في غير ما مكان بالعالم.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب والشاعر الهاييتي، سانتيلوا رودني، “في الواقع، نحن ما زلنا مستعمرين، وتاريخنا كتبه الآخرون، والمطلوب اليوم هو أن نعيد تملك فضائنا الجماعي ونستعيد أرشيفنا الخاص المسروق” عن طريق المقاومة بالسرد والكتابة.
وأضاف رودني أن “السرد يمثل نوعا من المقاومة” ضد منظومة الجهل والكذب التي تريد فرض نفسها على العالم، والاستعانة بفرضية الأمل ليكون لنا، نحن المنحدرون من إفريقيا، مكان في المستقبل.
بدوره، أبرز الكاتب والصحفي المغربي المقيم بهولندا، عبد القادر بنعلي، تنامي موجات اليمين المتطرف في عالم اليوم، سيما في الدول الغربية، وهو ما يجعل “من واجبنا (باعتبارنا كتابا) الدفاع باستماتة عن هوياتنا، وأن نكون فخورين بجذورنا”.
وأكد بنعلي في هذا الصدد على ضرورة إرساء “مصالحة جدية” بين أوروبا وإفريقيا عبر الانكباب على التاريخ والأرشيف المشترك بين ضفتي المتوسط، مبرزا من جهة أخرى، أهمية الأدب باعتباره “ذاكرتنا المشتركة، ووسيلتنا للمتعة والسفر، وكذا للتعبير عن الوحدة التي يعيشها العالم واستشعارها في آن”.
من جهتها، اعتبرت الروائية الإيفوارية -الفرنسية، فيرونيك تادجو، أن العالم اليوم مليء بدعوات اللاتسامح، ورهاننا في الكتابة هو تكريس أهمية الإنصات للآخر، وتعزيز فكرة أهمية الإسهامات التي يمكن أن يقدمها المهاجرون في أرض الاستقبال، عوض رفضهم.
وقالت تادجو، “أنا ولدت ولادة أولى في باريس، وولادة ثانية في كوت ديفوار كفنانة”، مقرة في الوقت ذاته بالعبء الذي تشكله الذاكرة الجماعية الإفريقية الرسمية المثقلة بإرث الاستعمار وقصص الإبادة على الذاكرة الشخصية التي تجد صعوبة في التعبير عن نفسها.
بدورها، أكدت الكاتبة الجمايكية المقيمة بالنيجر، تيجاني ألو أنطوانيت، أن التاريخ الاستعماري لا يحيل فقط على هيمنة الرجل الأبيض على الرجل الأسود فقط، وإنما على الرجل الأبيض أيضا، مبرزة أنا كتاباتنا تتعرض بالضبط لكل تلك القصص نتجت عن هذا الاستعمار.
وقالت أنطوانيت “نحن في حاجة لأن نتنفس في صفحات الكتب وفي الصور وفي اللوحات لنمضي نحو العالم انطلاقا من الذات، ولنضطلع بمسؤولية إهداء مرآة تاريخنا لأطفالنا”.
ويروم مهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش، الذي تنظمه جمعية “نحن فن إفريقيا” (We Art africains )، إلى غاية 11 فبراير الجاري، الاحتفاء بالأدب والثقافة الإفريقيين، حيث بإمكان الجمهور من مختلف الأعمار المشاركة في فعاليات المهرجان والولوج بالمجان إلى جميع المواقع المحتضنة لأنشطته، من أجل تقريب الثقافة والفن من المشاركين.
وستتخلل هذه التظاهرة، التي تتيح للكتاب والجمهور الفرصة للالتقاء في أشكال ولقاءات يومية مختلفة، عروض موسيقية وقراءات وشعر. كما تركز برمجة الدورة على المستجدات العلمية والأدبية لإفريقيا، وتخصص حيزا مهما لإعادة تنشيط وتعزيز الذاكرة والروابط التي توحد بين جميع الأفارقة أينما كانوا.
ويشهد المهرجان هذه السنة، حضور العديد من الأسماء الكبيرة في الأدب الإفريقي مثل خوسيه إدواردو أغوالوسا (أنغولا)، ليلى باحساين (المغرب)، سليمان بشير دياني (السنغال)، علي بن مخلوف (المغرب)، صوفي بيسيس (تونس)، سهام بوهلال (المغرب)، بوم هملي (الكاميرون)، ياسمين الشامي (المغرب)، تحفة محتاري (جزر القمر)، فانتا درامي (موريتانيا)، ويلفريد نسوندي (جمهورية الكونغو)، سعد خياري (الجزائر)، وميا كوتو (موزمبيق).

ح/ماب

التعليقات مغلقة.