رأي خبراء دوليين: المغرب تجربة مشهود لها لجعل منطقة غرب افريقيا قطبا للإستقرار والتنمية | حدث كم

رأي خبراء دوليين: المغرب تجربة مشهود لها لجعل منطقة غرب افريقيا قطبا للإستقرار والتنمية

13/12/2017

بفضل مكانته المتميزة في المنظومة العالمية للسلم والأمن والتقدم الذي أحرزه في مجال التنمية، فإن المغرب في وضع جيد يؤهله للاضطلاع بدوره كاملا، إلى جانب شركائه في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، لجعل المنطقة الاستراتيجية لغرب افريقيا قطبا حقيقيا للاستقرار والتنمية بالقارة.
وبرأي خبراء دوليين ، فإن الخطوة المغربية المتمثلة في الانضمام الى فضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا تبررها عدة عوامل، منها التوفر على قاعدة اقتصادية متينة، جعلت من المملكة شريكا أساسيا لبلدان هذه المنطقة بغرب القارة.
وبلغة الأرقام فإن المغرب بصم على حضور اقتصادي قوي، فمنذ سنة 2008، تضاعفت ثلاث مرات الصادرات المغربية نحو غرب افريقيا منتقلة من 3،2 مليار درهم إلى 10،2 مليار درهم سنة 2016.
وفي الفترة ما بين عامي 2011 و 2015، ارتفع حجم الاستثمارات المباشرة المغربية بهذه المنطقة خمسة أضعاف، منتقلة من 295 مليون درهم إلى 1،6 مليار درهم.
وأوضح الخبير الدولي فيليب هيغون، أن المغرب يعتمد مقاربة متعدد الأبعاد للتنمية جنوب/جنوب،بدأت في غرب افريقيا لتتوسع بعد ذلك إلى شرق افريقيا، مشيرا إلى أن المغرب كان مدعوما في رؤيته الافريقة بعدة مزايا مقارنة منها توفره على اقتصاد عالي التنافسية.
وفي نفس السياق، أكدت ليزل لوو – فودران، محللة في معهد الدراسات الأمنية ومقره في بريتوريا، أن “للمغرب اسهاما كبيرا لتقديمه للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا على اعتبار مستوى التنمية الذي حققه وأهمية العلاقات التي يقيمها مع العديد من الشركاء كالاتحاد الاوروبي”.
وأضافت المختصة في القضايا الافريقية أن انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ينتظر أن يسهم في انبثاق منطقة اقتصادية ستكون الأقوى بلا منازع في افريقيا. وحسب المحللة، فإن المملكة تبرز كصوت للتنمية والاستقرار في القارة.
وفي نظر المحللين فإنه بفضل الاستقرار ومكافحة التطرف، يبرز المغرب كفاعل مرغوب في اسهامه بقوة سواء على المستوى الافريقي أو على الصعيد الدولي.
وأبرزت ليزل لوو – فودران أن المغرب تمكن من تحقيق مكاسب هامة في هذا المجال بفضل جهوده الدؤوبة لقطع الطريق على الأفكار المتطرفة.
واعتبر المحللون أن دينامية التنمية المشتركة التى أطلقها المغرب فى افريقيا تمنح الاستراتيجية المغربية لمحاربة التطرف كامل أهميتها، بعد أن تبينت محدودية المقاربة الأمنية. وقال نعيم جينا، مدير مركز افريقيا والشرق الأوسط، وهو مجموعة تفكير يوجد مقرها في المركز المالي لجنوب افريقيا في جوهانسبرغ، “في منطقة مثل غرب افريقيا، التي توجد على خط مواجهة الجماعات المتطرفة، فإن مساهمة المغرب هي موضع ترحيب”. وترى لوو – فودران أن تهديد الجماعات المتطرفة لا يزال خطيرا في غرب افريقيا، وأن بلدان المنطقة مثل مالي والنيجر وتشاد هي في حاجة إلى دعم بلد مثل المغرب.
وأضافت أن تجربة المغرب في اشاعة الإسلام الوسطي تبرز كنموذج يحتذى، مؤكدة أن العلاقات الثقافية والدينية الوثيقة التي تقيمها المملكة منذ قرون مع المنطقة تستدعي هذا الدور الرئيسي للمغرب.
وقالت لوو فودران إن دور المغرب في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا سيشمل عمليات حفظ السلام في المنطقة. وأضافت أن انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا سيسهل هذه العمليات في بلدان المنطقة، مؤكدة أنه مع وجود المغرب، لن تحتاج المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا إلى طلب المساعدة الخارجية لاحتواء النزاعات.
وذكرت الخبيرة بأن المغرب يسهم بالفعل إسهاما هاما في عمليات حفظ السلام في مناطق كثيرة من القارة، مبرزة أن منطقة غرب افريقيا ستحقق مكاسب كثيرة من حضور المغرب، البلد المستعد استعدادا جيدا لمساعدة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا على مواجهة التحديات المعقدة في العصر الحديث.
واعتبرت لوو – فودران أنه بفضل تجربته المتفردة في مجال مكافحة التطرف، فإنه من المنتظر أن يتطور التعاون الذي أرساه المغرب سلفا مع دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا في إطار مجموعة ال5 بمنطقة الساحل، في اتجاه انضمام المملكة لهذا التجمع.

ح/م

التعليقات مغلقة.