ربيعة المنصوري.. صورة مشرقة لامرأة سخرت حياتها لمناصرة حقوق النساء بإقليم طاطا – حدث كم

ربيعة المنصوري.. صورة مشرقة لامرأة سخرت حياتها لمناصرة حقوق النساء بإقليم طاطا

 الإرادة، الطموح، الصبر والتطلع القوي لتحقيق الأحلام على أرض الواقع، بهذه الكلمات تصف ربيعة المنصوري الفاعلة الجمعوية ومديرة الفضاء المتعدد الوظائف بجماعة أقا (إقليم طاطا)، رحلتها المشرقة في عالم الأعمال الإجتماعية وخدمة ومناصرة حقوق النساء بهذه البلدة الصغيرة.
وبكل جرأة واستماتة ونكران للذات، نذرت السيدة المنصوري بلباسها التقليدي “الملحاف” الذي يميز نساء المنطقة، أن تكون صوت من لا صوت لهن، وأن تكون اليد الممدودة لكل امرأة بإقليم طاطا تحمل حلما وطموحا ومشروعا يستحق أن يرى النور، رغم التحديات والصعاب التي تواجه خاصة المرأة القروية.
خجلها أمام عدسات الكاميرا، يختزل مسار إمرأة مناضلة اختارت العمل في الظل، مخصصة عمرها لخدمة واقع نساء جماعة أقا التي تنتمي إليها، هذا الواقع الذي سعت ولاتزال تسعى لتحسينه، مكافحة للجهل والأمية وداعية إلى التسلح بسلاح العلم والمعرفة.
لم  ثنيها صعوبات المهمة الشاقة عن أهدافها، في مجتمعات محافظة لا تزال المرأة فيها تواجه الكثير من القيود، فلم تستسلم بل حددت هدفها بشكل دقيق واتخذت من قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها الأساسية غاية لا تزال تمضي في الوصول إليها.
وأمام هذا الطموح المشروع، اقتحمت ربيعة المنصوري المزدادة بتاريخ 1972 بجماعة أقا (إقليم طاطا)، والحاصلة على شهادة البكالوريا، المجال الجمعوي سنة 2007، حيث أسست جمعية “نساء باني” المهتمة بالأعمال الإجتماعية وتنظيم الأنشطة الثقافية وتكوين النساء في المجال الحرفي.
وفي سنة 2019، شغلت منصب مديرة للفضاء المتعدد الوظائف لنساء أقا، هذا الفضاء الذي تسيره جمعيتها بشراكة مع التعاون الوطني في إطار تسيير مشترك ، والذي يضم ورشات التمكين الإقتصادي، الخياطة العصرية والتقليدية، فنون الطبخ والحلويات، الإعلاميات وتقنيات التواصل وأنشطة التفتح، ومحو الأمية ونسيج الزرابي بالإضافة للرياضة النسائية.
وتعمل هذه المرأة المكافحة، التي تجاوز بين عملها في المجال الاجتماعي والحقوقي ودورها الأسري، على الوقوف على كل صغيرة وكبيرة داخل الفضاء الذي تديره، حيث تراقب الدروس وتفاعل المستفيدات، يساعدنها في ذلك بعض النساء اللاتي تؤمن بمشروعها ورؤيتها تجاه قضايا النساء.
وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تقول السيدة المنصوري، إنها اختارت الطريق الصحيح، في سبيل مناصرة حقوق المرأة، غير أنها أكدت أن إيمانها العميق بحقوق الإنسان، بصفة عامة جعلتها تتحمل، كل الظروف لمواصلة هذا المشوار، مؤكدة أن الدفاع عن حقوق النساء ثابت ومتجذر لديها وأنها ترفض كل أشكال الظلم والتمييز الذي تتعرض له المرأة.
وترى الإبنة الوفية لبلدتها أقا، أنه ينبغي على النساء أن لا يخجلن أبدا من الحلم، الحلم بحياة أفضل، الحلم بمشروع أكبر، وأن يتحلين بقوة الإرادة والصمود أمام العراقيل المجتمعية، مؤكدة أن المرأة قادرة على التميز في كل الأعمال والمهام التي تضطلع بها.
وأشارت السيدة المنصوري إلى أن الفضاء الذي تديره بشكل نموذجا حيا يعكس هذه الإرادة وهذا الطموح، إذ يضم سبع مؤطرات و 137 مستفيدة، لافتة إلى أنه يقدم مجموعة من المساعدات الإجتماعية المتنوعة والدعم النفسي، من بينها على الخصوص الإستقبال والإستماع والتوجيه ومواكبة النساء في وضعية صعبة، وتقديم خدمات الإيواء المؤقت للنساء ضحايا العنف، إضافة إلى خدمة جسر التمكين والريادة .
وأضافت أن الفضاء يقدم للمستفيدات بعد اجتياز الامتحانات التقييمية شهادات تخرج تمكنهن من ولوج سوق الشغل وبالتالي الانتقال من موقع اقتصادي أدنى إلى استقلالية مالية وافتتاح مشاريع خاصة تدر عليهن الدخل، مؤكدة أن التمكين الاقتصادي للنساء هو إحدى الركائز الأساسية في عمل جمعيتها.
مدفوعة بهذا النضال القوي في الدفاع عن قضية آمنت بها، توقفت السيدة المنصوري، عند بعض التحديات التي تعرقل عمل الجمعية أهمها ضعف الموارد المادية رغم الطاقات الواعدة التي تتوفر عليها، مؤكدة أن تمكين المرأة اقتصاديا هو هاجس كان ولا يزال يحكم عمل الجمعية، لذلك ظلت تسعى جاهدة من خلال برامجها وورشاتها إلى تمكين أكبر عدد من النساء خاصة في الوسط القروي.
وتعتبر السيدة ربيعة، أن النساء يشكلن قيمة مضافة لأي مجتمع، وأنه يجب نفض الغبار عن كل المعوقات الثقافية والاجتماعية التي ماتزال تعاني منها العديد من النساء والفتيات بالاقليم، مبرزة أن العمل متواصل لرفع مستوى التحدي وتحسين وضع المرأة بهذه المناطق وتغيير العقليات والايديولوجيات السائدة وكسر جدار الصمت.

ح/م

 

 

التعليقات مغلقة.