مؤتمر دولي بمكة حول المذاهب الإسلامية يشدد على تجاوز الطائفية وحتمية الاختلاف – حدث كم

مؤتمر دولي بمكة حول المذاهب الإسلامية يشدد على تجاوز الطائفية وحتمية الاختلاف

 شددت “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” الصادرة في ختام أعمال المؤتمر الدولي الذي نظتمه رابطة العالم الإسلامي، على ضرورة تجاوز مآسي المعترك الطائفي بنزعته المنتحلة على هدي الإسلام، والرهان على الوعي بأدب الاختلاف وحسن الوصال، مع الحذر والتصدي لمخاطر التصنيف والإقصاء، وسلبيات التجريح والإسقاط، ورفض مجازفات التضليل والتكفير.
وأشارت الوثيقة إلى أهمية تجاوز مآسي المعترك الطائفي وفي طليعتها ما يمس معتقد العز المشترك وهو الإسلام، موضحة أن الهدف المشترك يتركز في رعاية سمعته وحراسة جنابه.

وأكد المؤتمر الذي انعقد بمكة المكرمة أن “المسلمين أمة واحدة، يعبدون ربا واحدا، ويتلون كتابا واحدا، ويتبعون نبيا واحدا، وتجمع هم – مهما تناءت بهم الديار- قبلة واحدة، وشرفهم الله تعالى باسم الإسلام الجامع في بيان مشرق أوضح من محيا النهار، فلا محل لأي من الأسماء والأوصاف الدخيلة التي تفرق ولا تجمع.
كما شدد على أن رسالة الإسلام ربانية في مصدرها، توحيدية في معتقدها، سامية في مقاصدها، إنسانية في قيمها، حكيمة في تشريعاتها، تحمل الخير للجميع، وأن المسلمين مدعوون إلى المزيد من استعادة دورهم الحضاري للإسهام في صناعة م ستقبل أكثر وعيا ونفعا ، وأدوم أمنا وسلما.
وأوضحت وثيقة “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” أن تكوين شخصية الاعتدال مسؤولية العلماء الربانيين والفقهاء الراسخين في أفرادهم ومنظومة مؤسساته، ولا سيما من تضطلع بإيضاح حقائق الإسلام وإبراز محاسنه في فطرته ومكارمه وسماحته ، وكذا تصحيح المفاهيم المغلوطة حوله.
وأكدت أن تعدد المذاهب والرؤى بين المسلمين يحسب في جملة السنن الكونية القدرية التي قضت بحتمية الاختلاف والتنوع لحكمة أرادها الخالق جل وعلا، وهو يعود إلى عوامل منهجية، تتعلق بأ سس منطلقات المدارس الإسلامية، وإلى متغيرات تتصل بظروف مكانية وزمانية وعرفية، ولا بد من استيعاب تلك السنة والتعامل معها بوعي وحكمة، وفي طليعة ذلك الحذر من أسباب الفرقة والشتات.
كما أكدت الوثيقة أن الخطاب الإسلامي الإعلامي يهدف إلى تعزيز الأخوة والتعاون بين التنوع الإسلامي، ونشر الوعي بذلك وتصحيح المفاهيم المغلوطة في الداخل الإسلامي، مع التصدي للحملات والمفاهيم المسيئة للإسلام أيا كان مصدرها ومكانها، مع حث المسلمين “وبخاصة المكونات المسلمة في الدول غير الإسلامية” على أن يمثلوا حقيقة دينهم، وأن يتحملوا مسؤولياتهم الجسيمة في تقديم صورة صحيحة تعرف بدينهم القويم.
وحذرت من أن التوظيف السلبي لوسائل الإعلام التقليدية والجديدة يصعد الخلافات ويثير العداوات في الداخل الإسلامي، منبهة إلى أنه حري بالرسالة الإعلامية أن تعتمد الكلمة الطيبة، والحوار الهادف الذي يؤلف ويقرب، وفق قيم الأ خوة الإسلامية، وتبادل النصح الصادق دون مزايدة، ولا استعلاء، ولا تعنيف، ولا تشهير.
ودعت الوثيقة إلى التحذير من الفتن، وتفادي أسبابها، والتصدي للمحرضين عليها والمروجين لها، والتنديد بإثارتها بين أبناء الوطن الواحد، وفي المجتمع الإسلامي عامة من خلال العبارات والشعارات والممارسات الطائفية .

التعليقات مغلقة.