“واقع تعليم الفتيات في العالمين العربي والإسلامي” شعار ندوة علمية بالرباط – حدث كم

“واقع تعليم الفتيات في العالمين العربي والإسلامي” شعار ندوة علمية بالرباط

 أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، اليوم الأربعاء بالرباط، أن تحسين تعليم الفتيات يعزز فرص مشاركتهن في المجتمع مشاركة كاملة.
وأوضح السيد المالك، خلال افتتاح ندوة علمية حول “واقع تعليم الفتيات في العالمين العربي والإسلامي”، تنظمها منظمة الإيسيسكو بتعاون مع منظمة المرأة العربية، أن “تعليم الفتيات يتجاوز مجرد إلحاقهن بالمدرسة، بل ي عنى كذلك بتمتعهن بالمهارات والقدرات اللازمة للانخراط في سوق العمل، وتعلم المهارات الاجتماعية والعاطفية والحياتية الضرورية للتعامل مع عالم سريع التغير، والإسهام في مجتمعاتهن”.
وقال في كلمة تلاها نيابة عنه نائب المدير العام للمنظمة، عبد الإله بن عرفة، ” إذا كان التعليم الجيد يتطلب موارد مهمة، فإن كلفة الجهل كبيرة جدا على استمرارية المجتمعات وتماسكها ورقيها”، موضحا أن التقديرات تشير إلى أن “محدودية فرص تعليم الفتيات، والعوائق أمام إكمالهن 12 سنة من التعليم، تكلفان البلدان ما بين 15 و30 تريليون دولار في صورة إنتاجية وأرباح مفقودة على مدى العمر”.
وأضاف السيد المالك أن التعليم على مستوى العالم يعاني أزمة عميقة وضخمة ومعقدة تتعلق بالمساواة والشمول والإنصاف والجودة والملاءمة؛ حيث لا يزال مئات الملايين محرومين من التعليم الجيد، لاسيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. كما أن ما يقارب مليار متعلم لا يزالون يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية، ثلثاهم من الفتيات.
وقال إن منظمة الإيسيسكو تدعو جميع الدول والمجتمع الدولي إلى التآزر وإيلاء تعليم الفتيات مكانة محورية في إطار الجهود التنموية، وتؤكد أن التعليم صالح عام وحق أساسي من حقوق الإنسان، وأساس يستند إليه لضمان إنفاذ الحقوق الأخرى.
من جهتها، أكدت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، فاديا كيوان، أن هذه الندوة التي تنعقد تحت شعار “دعها فقط تذهب إلى المدرسة”، تمثل محطة ذات أهمية قصوى بالنسبة للمنظمة، بالنظر لدقة موضوعها وسعيها إلى بيان واقع تعليم الفتيات والنساء.
واعتبرت أن “المجتمعات الحديثة، رغم تطورها، فإنها تعرف واقعا ميدانيا ملتبسا ومتناقضا، حيث تسود أشكال من التمييز في حق المرأة وفي مقدمتها الحرمان من التعليم”، داعية إلى دعم الجهود لتذليل العقبات التي تمنع تمدرس الفتيات، ولتوفير فرص تعليمهن.
وأضافت السيدة كيوان أن الحكومات العربية والإسلامية بذلت جهودا ملموسة في العقود الأخيرة من أجل الرفع من مستوى تعليم الفتيات، وحققت قفزة في عدة مجالات، لكن لا يزال هناك ضعف في التحاق الفتيات بالمدارس، خاصة في المناطق التي تشهد توترات وحروبا.
كما سجلت أن الجهود الحكومية وحدها لا تكفي لتحقيق التقدم المنشود والتصدي للمعيقات التي تحد من فعالية هذه الجهود، وتضييق الفجوة بين السياسات المتبعة والواقع العملي.
وتهدف هذه الندوة بالأساس إلى توفير المعارف والأدوات اللازمة وتعزيز التعاون مع المصالح المعنية بتعليم الفتيات، والتشاور مع صانعي السياسات وأصحاب القرار والشركاء الإقليميين من أجل إنشاء قاعدة بيانات استراتيجية لصياغة جدول أعمال إقليمي شامل لحق الفتيات في التعليم.
وتتمحور هذه الندوة التي تستمر ثلاثة أيام، حول مواضيع تهم على الخصوص “الآثار الاقتصادية لمنع تعليم الفتيات في العالمين العربي والإسلامي” و”التدخلات السياسية لتعزيز تعليم الفتيات” و”الصور النمطية المتعلقة بالجنسين في المناهج المدرسية” و” الإسلام وتعليم الفتيات”.

ح/م

التعليقات مغلقة.