الجزائر .. طموح بحجم الفشل ! | حدث كم

الجزائر .. طموح بحجم الفشل !

عبد العلي جدوبي: ان القول بترابط الأوضاع الداخلية في الجزائر ، والسياسة التي تنهجها خارجيا وداخليا ، يفضح أي إدعاء بأن  البلاد على احسن ما يرام !! فبعد سنوات من انتظار الوعود التي اطلقها الرئيس الجزائري يفجر الشباب الجزائري العاطل عن عمل من فتره لاخرى غضبهم   إزاء تردي الأوضاع الإقتصادية بالبلاد اكثر مما كانت عليه من قبل ، عبر انتفاضات تشمل عددا من المدن الجزائرية ، لكن السلطات القمعية تستطيع في كل مرة احتواء ولو وقتيا هؤلاء المحتجين والغاضبين من سياسة بلادهم بواسطة وعود جديدة هي بحجم المسكنات خوفا من الوصول الى السيناريو الأسوء .

وبحسب دبلوماسيين غربيين فإن حوالي نصف سكان الجزائر يعيشون تحت خط الفقر ، في حين تزداد العائدات سنويا بنسبة كبيرة  يستفيد منها الفريق العسكري الحاكم بالجزائر !!

وبرأي العديد من المحللين السياسيين والمختصين بالشأن الجزائري فإن الوضع السياسي الحالي بالجزائر على ضوء الازمة الإقتصادية الخانقة ، يبدو انه انتقل من دائرة المواجهة  بين النظام والجماعات المسلحة الى صراع المصالح بين ابرز الأجنحة العسكرية  التي تتحكم في دهاليز  أركان الجيش ! وعلى الرغم من تعديل الدستور بعد أحداث خريف عام 1988 فان شيئا لم يتغير بحيث لم تسحب كل الصلاحيات والامتيازات من الجيش وانما طرأت بعض التعديلات الصورية تمشيا مع التحولات السياسية التي خيمت على الساحة الدولية  ، ولعل أهم ما يستفرد به اصحاب القرار بالجزائر كلما تعلق الامر بإبعاد شخصية  غير مرغوب فيها كما يقول معارضوا النظام ، تحريك آلة الاشاعات فالثابت أن الحملة  الإعلامية تلعب  دورا محركا لقياس حرارة الشارع أو لتهيئته و لتعايشه مع الاوضاع الراهنة ، وفي كل الأحوال ، يظل حكام الجزائر يقامرون بأموال الشعب في حروب ساخنة تارة ، وباردة  تارة اخرى ، ويستنزفون عمدا موارد الشعب دعما للوهم مع دول الجوار !!

هذه الامور مشكلة جزائرية داخلية  صرفة ، ويجب احترام إرادة الشعب الجزائري الشقيق الذي لم يعتبر في أي وقت من الأوقات خلافات بلاده مع المغرب قضية شعبية ، ولا يمكن ان يدغن لأية سياسات تريد التفريق بينه وبين الشعب المغربي الذي اشترك معه في حمل سلاح النضال من أجل استقلال الجزائر ،و من أجل التحرر من اكراهات نزعات التفتيت والعزلة، وضرب قيم التلاحم التاريخي بين الشعبين ؛ وربما كان الاخطر أن اي اضرابات داخلية في الجزائر او توثرات وعدم استقرار البلد قد تؤثر لا محالة  سلبا على مستقبل المنطقة المغاربية برمتها ؛ وعلى ما تبقى من عقلاء الجزائر أن ينتبهوا الى الوضعية غير المستقرة التي ارادها العسكر المسيطر على دواليب شؤون البلاد ، فهي قابله الانفجار في اي وقت من الاوقات !!

في الفريق العسكري الحاكم بالجزائر ماضي في ابرام صفقات اقتناء الأسلحة ، وابتزاز المواقف ، حين نصبه جمهورية وهمية  على مقياس طموحاتهم في الهيمنة فوق الاراضي الجزائرية، علما بأن العديد من الفعاليات السياسية الجزائرية مقتنعة بأن قضية  الصحراء هي نتاج خلاف جيو سياسي بين المغرب والجزائر ، هذه الأخيرة رفضت مبادرة الحكم الذاتي حتى قبل ان تطلع على مضمونها ! وحشدت امكاناتها المالية  لشراء الذمم و الأصوات ، بدل استثمارها في التنمية ! ولدى مواجهتها بهذه الحقائق تردد انها تدافع  عن قضيه مبدئية ! فمتى كانت المبادئ تعني محاولة تغليب الإنفصال على الوحدة ، واللجوء على التوثر والتصعيد  بدليلا عن الإنفراج والاقرار بالحقوق الثابته للدول ، نتساءل : لماذا يقتصر “مفهوم الدفاع عن المبادئ ” لدى الجزائر على قضية الصحراء المغربية من دون غيرها من القضايا التي تستحق فعلا الدعم والمسانده وحشد التاييد ؟؟ فأي مبادئ هذه التي يتحدث عنها الفريق العسكري الحاكم بالجزائر ؟؟.

لقد فشلت كل مناوراتهم البئيسة أمام الحق المغربي المشروع في صحرائه .

 

التعليقات مغلقة.