خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب والمبادرة الأطلسية يشكلان عنصرين أساسيين للتعاون الاستراتيجي والتضامني في أفريقيا
أكد سفير المغرب بالأرجنتين، السيد يسير فارس أن إفريقيا انخرطت في “تحول إيجابي نحو اندماج قاري تدريجي” بفضل التعاون الاستراتيجي والتضامني بين البلدان الإفريقية، مشيرا، كنموذج لهذا التعاون الاستراتيجي، إلى خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب والمبادرة الأطلسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضاف السيد فارس، الذي تحدث باسم المجموعة الأفريقية خلال الاحتفال الثلاثاء بيوم أفريقيا في بوينوس آيريس، أن التعاون بين دول القارة يتجه نحو تفضيل المبادرات التنموية بين القطاعين العام والخاص، بمساهمة صناديق الاستثمار الأفريقية والدولية.
وأضاف أن التعاون جنوب-جنوب يلعب بشكل متزايد دورا حاسما في خلق ديناميكيات اقتصادية فعالة بين دول الجنوب في إطار الجنوب العالمي.
وأكد الدبلوماسي المغربي أن هذه الحيوية التي تتمتع بها أفريقيا تكمن في ثروتها الثقافية والدينية واللغوية التي تكرس وتعزز قيم التلاحم والتضامن بين شعوبها. وتابع بالقول إن قوة أفريقيا اليوم تكمن أيضا في جاذبيتها كقارة دينامية تشارك في العولمة، مشيرا إلى الاهتمام المتزايد الذي تثيره أفريقيا من جانب القوى الكبرى والمتوسطة.
وفي تقدير السفير المغربي فإن أفريقيا قادرة على تمهيد الطريق للنمو الاقتصادي الشامل والوصول إلى التكنولوجيات الجديدة من خلال الاستثمار في إمكاناتها البشرية من خلال التربية والتكوين المهني.
وفي معرض تطرقه إلى العلاقات بين أمريكا اللاتينية وإفريقيا، أشار السيد فارس إلى أنه بفضل ثرواتهما الطبيعية الهائلة، تلعب تجارة المواد الأولية دورا مهما في علاقاتهما الثنائية، موضحا أنه في عام 2021، وصل حجم التجارة الثنائية إلى 30,2 مليار دولار. وفي هذا السياق، أبرز السفير المغربي أنه في حالة الأرجنتين، فإن “التعاون الملحوظ الذي تطور خلال السنتين الأخيرتين مع إفريقيا يستحق التعزيز، خاصة لأسباب تتعلق بالأمن الغذائي”. وقال، في هذا الصدد، إن الأرجنتين مدعوة إلى مواصلة تعزيز علاقاتها الدبلوماسية وتعاونها التنموي مع البلدان الأكثر هشاشة في القارة.
كما أن هذا البلد مدعو أيضا إلى فتح الأسواق الأرجنتينية و السوق الجنوبية المشتركة “ميركوسور” أمام منتجات البلدان الأفريقية.
من جانبها، حرصت وزيرة الخارجية الأرجنتينية، ديانا موندينو، على التأكيد على أن بلادها تعمل باستمرار للحفاظ على علاقات وثيقة مع الدول الأفريقية. وقالت موندينو: “نحن بصدد إدماج أنفسنا في العالم (…) وفي عملية الانفتاح هذه، اتضح أنه مع البلدان الأفريقية لدينا إمكانيات هائلة للتكامل”.
وشددت الوزيرة الأرجنتينية بشكل خاص على التعاون بين الأرجنتين والدول الأفريقية في مجال التكنولوجيات الزراعية. وقالت: “لدينا الفرصة لنكون قادرين على مساعدة أو دعم أنفسنا بالتكنولوجيا التي تم تطويرها بالفعل”. وكان الاحتفال بيوم أفريقيا في بوينوس آيريس قد تم تدشينه بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للمحرر “خوسي دي سان مارتين” قبالة مقر وزارة الخارجية الأرجنتينية.
ح/م
التعليقات مغلقة.