عبد العلي جدوبي: ترى المنظمة الإفريقية لمراقبة حقوق الانسان ( افريكا واتش) أن فريقا من البوليساريو المنضوي تحت لواء قوات فاغنر الروسية ، قد تسلل الى موريتانيا أول الأمر لإستقطاب الشباب الموريتاني قصد الإلتحاق بقوات (فاغنر) المنتشرة بمنطقة غرب افريقيا خصوصا مالي لتجنيدهم مقابل اغراءات مالية قدمت لهم للعمل بجانب المجموعة في مهام قتالية ، ويضيف تقرير منظمة (إفريقيا واتش) الى أن المرحلة الثانية من خطة الاستقطاب جرت بتندوف حيث لاحظ المحتجزون بمخيمات تيندوف اختفاء أبناءهم من المنطقة لمدة طويلة ، ولم يعرفوا سبب الغياب الا عندما اخبرهم معارضوا الجبهة بانه تم اغراء أبناءهم بالإلتحاق بمجموعة فاغنر الروسية ، مقابل مبالغ مالية لتنفيد مهمات قتالية في مناطق مختلفة .
وهكذا تم استقطاب 500 من الشباب في مجموع العملية غالبتهم من سكان مخيمات تيندوف المحاصرين هناك مع اهاليهم ، ومن جهة اخرى سجل تقرير لمنتدى الحكم الذاتي بتندوف عن منشقين عن جبهه البوليساريو انتهاكات مروعة لحقوق الانسان ترقى الى جرائم ضد الإنسانية حيث تعرض عدد كبير من المنشقين الى الاعتقال ، وتم تعذيبهم ، كما نفدت اعدامات ميدانية شملت 11 فردا !! وتفيد التقارير الغربية الموثقة أن جبهة البوليساريو تمهد الطريق لعصابات إجرامية تنطلق من المخيمات تتاجر في السلاح والمخدرات وفي المساعدات الإنسانية التي تقدمها المؤسسات الدولية للمحتجزين ، بل انها تقيم مناطق خاصة لمجمل عملياتها خصوصا بمنطقة الساحل والصحراء .
وعقب حدوث الانشقاقات الداخلية بين قيادي من جبهة البوليساريو ، ونتيجة للفوضى التي شهدتها المنطقة خصوصا بمخيمات تيندوف ،دعت عدة شخصيات سياسية إسبانية من المنظمات الإسبانية التي تعمل في مجال الإغاثة ، إلى عدم التوجه الى مخيمات تيندوف نظرا لخطورة الاوضاع هناك ، لتفادي تهديدات الجماعات الإرهابية ، بل أصبح الوضع الامني جدا متدهور وخطير .. وكانت مجموعه التفكير الأمريكية( اطلانتيك كاوسيل) قد اصدرت دراسة حذرت خلالها من أن التحالف السري القائم بين البوليساريو ومجموعة قوات فاغنر الروسية أضحى يعبر عن نفسه بجلاء ، وليس مفاجأة بالنسبة للملاحظين الذين يعتبرون أن شباب مخيمات تيندوف يشكلون مجالا خصبا لإستقطابهم أيضا من طرف تنظيم القاعدة ؛ فحسب تقرير المركز الاوروبي للإستخبارات الاستراتيجية والأمن ، فان القاعدة والتنظيم التوحيد والجهاد ، تمكنوا من السيطرة على مدن ( ازواد ) و( فيدال ) (وكاو) ( وتومبكتو ) وانتقال العشرات من مخيمات تيندوف لتعزيز صفوف التوحيد والجهاد ، و كان تقرير سابق الخارجية الأمريكية ، قد أبرز أن الخلاف السياسي بين المغرب والجزائر حول قضية الصحراء يواصل عرقلة إقامة تعاون معمق لمكافحة الارهاب المنطلق من تيندوف فوق التراب الجزائري !!
التعليقات مغلقة.