الارجنتين والمغرب سنة 2017: محطة جديدة ضمن مسار طويل بني على أساس تعاون مثالي واستراتيجي – حدث كم

الارجنتين والمغرب سنة 2017: محطة جديدة ضمن مسار طويل بني على أساس تعاون مثالي واستراتيجي

[highlight][/highlight]هشام الأكحل: “الارجنتين تعتبر المغرب بلدا استراتيجيا بالغ الأهمية إطار انفتاحها من جديد على العالم”، بمثل هذا التأكيد شددت نائبة رئيس جمهورية الأرجنتين، السيدة غابرييلا ميكيتي، على عمق الروابط التي تجمع بين المملكة وبلادها، إذ لم تكن سنة 2017 سوى محطة جديدة ضمن هذا المسار الطويل من العلاقات المبنية على أساس تعاون مثالي واستراتيجي.
ففي السنة التي نكاد نطوي صفحتها، كان للعلاقات بين البلدين نصيب كبير من الدينامية حيث شهدت زخما قويا تمظهر بالخصوص في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، ولعل أبرزها زيارة نائبة رئيس الارجنتين ورئيسة مجلس الشيوخ، في يوليوز الماضي إلى المغرب حيث كان لها سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين وكذا الفاعلين الاقتصاديين.
وجاءت هذه الزيارة، في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه الارجنتين لعلاقاتها مع المغرب فهو البلد الذي استطاع، برأيها، أن يرسم لنفسه هوية واضحة وبات العالم أجمع يعرف هذا البلد الذي له مكانة مهمة في الساحة الدولية.
وتتوفر العلاقات بين بوينوس أيريس والرباط على كثير من المؤهلات التي تمكنها من تحقيق التطور بشكل أكبر وفي العديد من المجالات، لا سيما في ما يتعلق بالمبادلات التجارية، وذلك برأي نائبة الرئيس الارجنتيني، التي اعتبرت أن أفضل السبل لتعزيز العلاقات بين المغرب والأرجنتين تتمثل في خلق جسور التعارف بشكل أكبر، فإذا كانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين جيدة للغاية فإنه يتعين تطوير هذه العلاقات بين شعبي البلدين من خلال تدفق للسياح المغاربة على الأرجنتين وتمكين الأرجنتينيين من زيارة المغرب خاصة وأن “كل من زار المملكة إلا ويعود معجبا بهذا البلد ويحكي عنه باستمرار مما يدفع أناسا آخرين للتفكير في زيارته”، على حد تعبير ميكيتي.
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، وتحديدا ببوينوس أيريس، فلم تمر شهور السنة التي تكاد تنقضي دون أن يكون للمغرب حضور متميز في العديد من الفعاليات التي احتضنتها الأرجنتين وكان آخرها المؤتمر الوزاري الحادي عشر لمنظمة التجارة العالمية، حيث كانت المشاركة المغربية لافتا للانتباه من خلال تأكيد المملكة على ضرورة مواصلة دعم نظام تجاري عالمي متعدد الأطراف ومنفتح وقائم على قواعد عادلة ومنصفة.
ومن ببوينوس أيريس، عبر المغرب بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر عن تشبثه بدور منظمة التجارة العالمية كحجر الزاوية للنظام التجاري متعدد الأطراف الذي يمكن الجميع من المشاركة في إعداد قواعد التجارة وفرض احترامها.
وقبلها بأسابيع تم استعراض التجربة المغربية في مجال محاربة تشغيل الأطفال خلال أشغال المؤتمر العالمي الرابع لمكافحة تشغيل الأطفال الذي احتضنته العاصمة الارجنتينية في نونبر الماضي وأيضا من خلال لقاءات ثنائية بين مسؤولين مغاربة ونظارائهم الارجنتينيين.
ولأن العلاقات بين بوينوس أيريس والرباط والتي كثيرا ما توصف بأنها جيدة ومتناغمة على أكثر من صعيد، فقد أبدعت الفرقة الموسيقية التابعة للقوات الجوية الملكية، مرة أخرى وللسنة الثانية على التوالي، من خلال تقديم عروض فنية ببوينوس أيرس،في إطار الاحتفال بالعيد الوطني للأرجنتين (25 ماي)، نالت بها حظا كبيرا من الإعجاب والتقدير من جمهور هذا البلد الجنوب أمريكي الذي تفاعل حد التماهي مع مختلف الايقاعات والنغمات التي قدمتها.
بين المغرب والارجنتين علاقات تعاون مثمر قائمة على أواصر الصداقة المتينة والتقدير المتبادل، كما يطبعها التعاون والتنسيق، ولذلك كان المغرب، على غرار السنة الماضية، البلد العربي والإفريقي الوحيد المشارك في هذه الاحتفالات إلى جانب فرق موسيقية عسكرية أجنبية من الشيلي والاوروغواي والولايات المتحدة الأمريكية.
ويعكس التعاون والتنسيق المشترك على أكثر من صعيد بين البلدين متانة روابط صداقة يحرص المغرب والأرجنتين، بفضلها، عل العمل من أجل المساهمة في تعزيز التعاون جنوب- جنوب، وتوطيد الأمن والسلم في العالم.
ولعل المتأمل في العلاقات بين المغرب والارجنتين سيكتشف أن البلدين البعيدين جغرافيا والقريبين وجدانيا وثقافيا اختارا الانخراط بكل عزم في مواجهة التحديات المشتركة بروح ملؤها الطموح إلى إرساء أسس ودعائم شراكة نموذجية متعددة الأبعاد في إطار تعاون بين بلدان الجنوب.
وهكذا فقد بات لزاما استثمار كافة الفرص المتاحة للارتقاء بهذه العلاقات المتميزة بين البلدين إلى مستوى يستحق أن يكون أعمق، وذلك من خلال بلورة مشاريع على أرض الواقع وبرامج عمل ملموسة تقوم على أساس المنفعة المتبادلة ومن شأنها أن تعكس جودة العلاقات التي جمعت المغرب والأرجنتين لأزيد من نصف قرن من الزمن.

ح/م

التعليقات مغلقة.