عبد العلي جدوبي : بعد عودته من واشنطن وخطابه الإستعراضي أمام نصف أعضاء من الكونغرس الامريكي وهو منتشيا بتصفيقات الاعضاء ـ وقوفا وجلوسا ـ عاد المجرم نتنياهو الى اسرائيل ليباشر عمليات الاغتيالات السياسية ، قد شملت قادة حماس وسياسيين وعسكريين داخل فلسطين وخارجها بعد فشله الذريع في الحرب على غزة او تحقيق اي هدف من اهدافه المعلنة ، فلم تكن هذه الاغتيالات امرا طارئا أو مستجدا في السياسة العسكرية الإسرائيلية ، بل هي إرث طويل وله جذور ضاربة في العقيدة الإسرائيلية منذ العام 1948 .
إغتالت اسرائيل في طهران (اسماعيل هنية) ، واغتالت في بيروت القائد ( فؤاد شكر) وإستهدف طيران الحرب الإسرائيلي اثنين من الصحفيين الفلسطينيين اسماعيل الغول والمصور رامي الريفي ؛ وتقول حماس ان اسرائيل منذ 76 سنه وهي تغتال القادة الفلسطينيين وقد وصل العدد الى 2308 من الشخصيات والقادة ، اي بمعدل 38 عملية سنويا وإلى اليوم ! دون مراعاة قواعد الاشتباك والقوانين والمواثيق الدولية ، وظلت التصفيات الجسدية ركنا راسخا في العقيدة الأمنية الإسرائيلية ، وهي تعتقد ان بهذا السلوك الهمجي قد تضع حدا لمن تعتبرهم خطرا على امنها وبقائها في الوجود .
لقد فتح مجرم حرب نتنياهو جبهات عدوانية اخرى في الضاحية الجنوبية اللبنانية ، وفي الحديدة باليمن وبالعراق وفي سوريا ، بهدف إطالة امد الحرب وتوسيعها ليضمن بقاءه في السلطة ، ويراهن على عامل الوقت لترتيب أوراقه المبعثرة ، ويرى قاده الكيان الصهيوني أن سياسة الإغتيالات ، ستقيه من الاخطار القادمة ، سواء داخل فلسطين او خارجها ، وقد تمكن الموساد والشاباك خلال الفتره الأخيرة ، من الوصول الى العمق الايراني والى العمق في لبنان وسوريا، وهي عمليات تعرف لدى الموساد ب 🙁 حرب الظل) التي تفضلها اسرائيل ، أي أنها انها حرب غير مكلفة كما يقولون.
عمليات الاغتيالات هذه منحت مجرم الحرب نتنياهو بصيصا من الامل لإسترجاع ثقة الشارع الاسرائيلي الذي عبر عن غبطته باغتيال اسماعيل هنية بالرغم من أن مشهد المحتفلين مازال غائما وضبابيا بعد فشل تمديد الهدنة ، وفشل نتنياهو في إعادة أسراه لدى حماس ، فذهب يبحث عن صورة نصر ، يعود بها الى الداخل الاسرائيلي . ووفقا لصحيفة الغارديان ، فان الجيش الاسرائيلي يرى أن حملة شاملة من الاغتيالات على قادة حماس، هي السبيل الوحيد لتحقيق الانتصار والقضاء على الحركه عبر رموزها وقادتها واجبارها على الرضوخ للمطالب الإسرائيلية فيما يخص صفقة التبادل. وحسب نفس الصحيفة ، فهناك مخطط اسرائيلي بهذا الشان يعتمد بالاساس على عمليات موسعة من الاغتيالات المنظمه في غزة ولبنان وتركيا وقطر وسوريا والعراق. ووفق تقريرات المحللين السياسيين فإن الكيان الصهيوني يعيش حالة من التوتر والترقب لصيغه ما قد تسفر عنه الهجمات المرتقبة من عدة محاور على اسرائيل ، وقد تتحول تلك الهجمات الى حرب شاملة بالمنطقة .
التعليقات مغلقة.