عبد العلي جدوبي: إن الحديث عن البيئة ليس جديدا ، فهو الحديث الذي يطرح دائما على بساط البحث منذ بدايه السبعينات وإلى اليوم ، وآخر الخطوات في هذا المجال، ( مؤتمر المناخ والهواء النظيف ) الذي انعقد في نيروبي( فبراير 2024)
لقد دفعت الظواهر البيئية الأخيرة الناتجة عن فيضانات وأعاصير وكوارث بيئية متنوعة ، والتي شملت العديد من دول المعمور الشهور الأخيرة ، دفعت الخبراء حماة البيئة الى دق ناقوس الخطر كمحاولة لتفادي تصاعد وثيرة المشاكل المرتبطة بالبيئة و التلوث، وثقب طبقات الاوزون ، وارتفاع منسوب البحار، وتدمير الغابات الإستوائية ..
سجلت الهيئات البيئية التابعة للأمم المتحدة والصندوق العالمي للطبيعة في تقاريرها ، أن وثيرة النمو الديموغرافي المعاصر قد ايقظت بحدة خطورة الظواهر المرتبطة بسوء تدبير الشؤون البيئية ، فيما يخص التعمير و التصنيع ، مع عدم احترام الشروط والضوابط المرتبطة بالبيئة الطبيعية .
لقد شهد الكوكب الارضي تراجعا ملحوظا في جميع المؤشرات التي تحدد ديمومة الحياة على الارض منذ عقد اول مؤتمر للأمم المتحدة حول البيئة والاخطار التي تحدق بالبشرية في أستوكهولم عام 1972 الذي حدث اولويات مجابهة وإندثار الانواع الحية ، ونضوب الموارد البشرية .
وبالرغم من إنعقاد العديد من المؤتمرات واللقاءات والندوات الإقليمية والدولية حول موضوع البيئه ،فإن ما تحقق حتى الآن اكثر من قطرة ماء في بحر !، فقد تحول موضوع البيئة خلال السنوات الأخيرة الى قضية للجميع يتحدث عنها رجل الشارع بعد أن كان الحديث بشأنها حكرا على العلماء والمختصين ؛ ومع تصاعد المشاكل المرتبطة بالبيئة ، كالتلوث وثقب طبقة الاوزون وارتفاع منسوب البحار وتدمير الغابات الإستوائية ، اصبح هناك وعي عام بضرورة التعامل الجدي مع هذا الموضوع ، وانتقل الاهتمام به من دوائر المنظمات المختصة إلى دوائر السياسات العالمية على أعلى مستوياتها ، وانتشرت الادبيات حول الموضوع بما في ذلك البرامج التلفزيونية ، فضلا على وسائل اخرى للتوعية الشاملة ، مع ذلك الوعي العام بالقضية، لا تعني بالضروره الاتفاق على الوسائل الكفيلة بإحتواء الاثار البيئية المترتبة على السياسات العالمية الخاطئة التي تتعامل مع الطبيعة على اساس وجود الصراع بين الانسان وبينها ، ولعل هذا المنطق الخاطىء في تحريك العلاقة بين الانسان وما حوله ، هو السبب الاساسي في وصول الوضع البيئي إلى ما هو عليه الآن ، الأمر الذي يهدد بكوارث للكوكب الذي نعيش فيه ؛ فهل التزمت الدول بأهداف ومواثيق وبيانات المؤتمرات العديدة السابقة وميثاق الارض ؟! ، لتحقيق تنميه متوازية بيئيا ؟
الحقيقة المؤكدة ، يمكن القول ، انه بعد سلسله من مؤتمرات والندوات العالمية للمحافظة على البيئة ، ظل الوضع البيئي ينذر بالخطر بعدما ظلت كل القرارات والتوصيات التي خرج بها المؤتمرون على مدى نصف قرن حبيسة مكانها وزمانها ، لم تجد طريقها للتطبيق،على أرض الواقع ،ولم تلتزم القوى العظمي بأي من تلك القرارات ،وظل الوضع البيئي ينذر بفناء البشرية على كوكب الأرض !!
التعليقات مغلقة.