مدريد _ عبد العلي جدوبي: بدأت منذ بداية شهر يوليوز الماضي طلائع الاطفال الصحراويين المغاربة تتوافد على العاصمة مدريد قبل أن يتوجهوا الى مدن إسبانية اخرى قادمين من مخيمات تندوف على أساس الإستفادة من برنامج “العطلة الصيفية ” التي اعدت خصيصا لهم التي ينظمها كل سنة البوليساريو ، بدعم من جمعيات إسبانية مساندة لطروحات الجبهة .
الحقيقه المؤكدة من وراء ” برنامج العطلة الصيفية ” تظهر نوايا البوليساريو الدنيئة في استغلال سياسي وقح لأطفال في عمر الزهور يقحمون في أنشطة سياسية دعائية لجبهة البوليساريو ، وهو ما تحرمه المواثيق الدولية ، ويعتبر خرقا سافرا لحقوق الطفل، كمحاولة لتلميع صورة الجبهة بإسبانيا ، ومعاودة اللعبة القذرة لتنظيم لقاءات مع المسؤولين ومع بعض الجمعيات الإسبانية بحضور الاطفال الذين يظلون يجوبون المقاطعات طوال النهار تحت حرارة الشمس وهو ما يسبب لهم ارهاقا مضاعفا ، وهذا ما يخرج العطلة من نسقها الترفيهي والطبيعي الى عملية تعذيب يومية .!!
واكدت لنا مصادر عليمة أن فئات من هؤلاء الاطفال الذين يصلون الى اسبانيا يتم تهجيرهم فيما بعد الى كوبا من أجل الدراسة، لكنهم يتحولون الى معتقلين حيث تسحب منهم جوازات سفرهم ،و يقوم الكوبيون تحت شعار المشاركة في المجهود الاقتصادي للتورة الكوبية باستغلال أولئك الاطفال للعمل في مزارع قصب السكر ومعامل السيجار، ويقسم الاطفال الى ثلاث فئات _ حسب المنظمة العلمية لحقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة – وتوزع على ثلاث مدن هي جزيرة الشباب ، ومدينة كاميكير جنوب هافانا ، ومدينه سانت كلارا ، وفي هذه المدن يتم التدريب العسكري على استعمال الأسلحة الخفيفة وزرع الالغام وقيادة الشاحنات العسكرية ، والتدريب على فنون حرب العصابات مع إذكاء أفكار تحريضية ضد المغرب البلد الام ، حيث تمتزج “العطلة ” برائحة البارود ، وبطلقات الرشاشات الاوتوماتيكيه خلال عمليات التدريب على حمل السلاح واستخدامه.
هذا ويشار الى ان هذا الموضوع ، _ مصير الاطفال المجندين في مخيمات تندوف _ كان محور لقاءا نظم على هامش الدوره 56 لمجلس حقوق الانسان بجنيف دامت ثلاثه اسابيع ( 18 يونيو الى 12 يوليوز 2024) بمشاركة العديد من الخبراء الذين سلطوا الضوء على الإنشغالات بشأن حقوق الانسان وحقوق الطفل في مخيمات تندوف..
سلوك التهجير هذا ليس وليد اليوم من طرف عصابة البوليساريو بل أصبح اجراءا معمول به منذ عدة سنوات .. فحسب منظمه حقوقية إسبانية ، فإن اليسار الاسباني قد شرع منذ العام 1982 في هذا الاجراء في إطار مشروع تقوم به الجزائر ، وهكذا تم اجلاء آلاف من الاطفال الصحراويين المغاربة من تندوف الى اسبانيا ثم الى كوبا عبر طائرات جزائرية و أخرى إسبانية استاجرتها الجزائر من شركة الخطوط الإيبيرية..
هذا ولقيت قضية ترحيل اطفال مغاربة من تندوف الى اسبانيا ثم تهجيرهم الى كوبا ، لقيت ردود فعل دولية عديدة حيث عملت عدة منظمات حقوقية على نشر تقارير لها حول هذه الآفة الخطيرة والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها عساكر بوليساريو في حق الاطفال انتزعوا من ذويهم قهرا أو عن طريق الاحتيال والتمويه بحجة انهم سيقضون العطلة الصيفية بإسبانيا ثم العودة الى تندوف ، لكن الامر يأخد منحا اخرا بعد بعدما تتم عملية التهجير الممنهجة ، ويظل أولياء الاطفال تحت رحمة اعضاء البوليساريو الذين يهددونهم بالتصفية الجسدية إن حاولوا المطالبة بعودة ابنائهم او اتصلوا بممثلين عن الامم المتحدة أو بوسائل الاعلام الدولية..
بعض وسائل الإعلام الإسبانية ، ادركت مؤخرا عندما أتيح لها زياره مخيم تندوف أن الامر لا يعدو ان يكون شبيها بمعتقلات النازية بحكم القمع والحصار المضروبان بالمخيمات على الاهالي بل ومنعهم حتى للحديث لوسائل الاعلام ، وقد خلص العديد من الاعلاميين الذين كانوا حتى بالامس القريب يساندون طروحات البوليساريو أن المسألة برمتها تحتاج الى تدخل دولي لفك الحصار على المغاربة الصحراويين المحتجزين بمخيمات الذل والعار واعطائهم حريه التنقل والتعبير .
كما أكدت الرابط العالمية لحقوق المرأة أن كثيرا من الامهات في مخيمات تندوف أصبن بانهيارات عصبية و بامراض خطيرة جراء التعذيب النفسي لبقائهن رهائن في انتظار عودة ابنائهم من كوبا ، ونظرا للأعمال الشاقة الخطيرة التي تفرض على الاطفال القيام بها ، فإن البعض منهم تعرض لأمراض مختلفة ، من جراء التعذيب الذي مارسه المشرفون على ” التكوين” في حقهم بذريعة عدم الامتثال للأوامر !!
التعليقات مغلقة.