سقطة حكام المرادية ..!! | حدث كم

سقطة حكام المرادية ..!!

عبد العلي جدوبي: حين أكدت كل من الولايات المتحدة الأمريكية  وإسبانيا على مشروعية سيادة المغرب على صحرائه ، فإن ذلك يعتبر طرح سياسي هام للملف وللنزاع المفتعل ، وبالتالي المعالجة السياسية  للتورط الجزائري وفك الحصار على الرعايا المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف .

ولم يكن هدف آخر سوى التأكيد على مشروعية الحق المغربي  في الصحراء ، وعلى الحقوق التاريخية المرتبطة  بالحقوق القانونية والحضارية  .. وقد أكد جلاله الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة حول اعتراف مجلس الامن الدولي بمشروعية سيادة المغرب  على صحرائه ، إنما هو تكريس  لمسار واقع يندرج في عمق ممارسة بلادنا لدورها في الدفاع عن السيادة المغربية .

الموقف الفرنسي الجديد يمثل رسالة قوية   إلى جانب الموقفين السابقين لكل من الولايات المتحدة الأمريكية  وإسبانيا بأحقية  المغرب على صحرائه ، كما أن تولي الاعترافات من طرف عدد من الدول وفتح قنصليات لها بالداخلة ، يعتبر بداية للطي النهائي لهذا الملف _ النزاع المفتعل الذي عمر طويلا ، وهي مواقف عملت على تضييق الخناق على حكام قصر المرادية الذين اعتبروا أن الخطوة الفرنسية ” سابقة من الاستخفاف والإستهتار ” بحق الجزائر  فيما علقت جبهة البوليساريو مستنكرة دعم باريس لمقترح الحكم الذاتي الموسع .

فحسب تقرير المعهد الامريكي للسلام ، فإن اعتراف كل من الولايات المتحدة الأمريكية  وإسبانيا وفرنسا بسيادة المغرب على الصحراء ، يعد خطوة هامة وحاسمة  نحو إنهاء الصراع المفتعل القائم منذ ازيد من نصف قرن ، وجاء في التقرير أنه من الافضل الشروع في التفاوض على شروط السلام قبل أن يصبح الوضع قائما بفعل القانون والاعترافات الدولية بمغربية  الصحراء..

ان اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه ودعمها لمشروع الحكم الذاتي ، خلط الاوراق الجزائرية التي بدأت تتساقط الواحدة تلك الاخرى ، مما دفع الفريق العسكري الحاكم بقصر المرادية وبشكل إنفعالي استعجالي إلى سحب السفير الجزائري لدى فرنسا !

فما معنى أن تنوب الجزائر عن البوليساريو في الدفاع عن أهداف إنفصالية  غير مقبولة مبدئيا وقانونيا ، فهذا موقف معروف وثابت ولا يحتاج الى الاحتجاج وتبادل الرسائل مع مجلس الامن ، ولا فائدة من التنديد بالموقف الفرنسي ، طالما انه واقع عمليا ، أما أن يفرض حكام الجزائر إملاءات على الدولة الفرنسية   فذالك واحد من اثنين : إما أن الجزائر تخال نفسها دولة عظمى تملي شروطها لحل نزاع اقليمي حتى وان تعارضت شروط مع قرارات المجتمع الدولي  !،  وإما أنها  الطرف المعني الاول مما يجعلها تغلف الدفاع عن رؤيتها ومصالحها باسم الدفاع عن قضية مبدئية ، وفي كلتا الحالتين فإن التورط الجزائري في الملف لم يعد يحتاج الى جهد اضافي لإستخلاصه ، ما دامت الوقائع والاحداث المتعاقبة افرزت العديد من المعطيات الذي فنذت الإدعاءات الجزائرية..

لقد تم التاكيد من طرف فرنسا على أن المبادرة  المغربية للحكم الذاتي ” تعد القاعدة الوحيدة الجدية  ذات المصداقية “.                       

ومعلوم أن العلاقات المغربية الفرنسية مرت بفترات برودة وتباعد  في وجهات النظر ، خصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية  ، وصواب  الموقف الفرنسي أعاد الدفء  لهذه العلاقة التاريخية ، وحسب صحيفة لوموند الفرنسية ، فإنه من المرتقب ان يقوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة رسمية  للرباط قبل نهايه العام الحالي..

هذا و من جانب اخر فالمغرب يعد اكثر أهمية من الجزائر على مستوى التبادل التجاري مع فرنسا ، لذلك فالتقارب بين باريس والرباط قد يعرف تطورا ملحوظا أكثر على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين ، فالغاز الجزائري لفرنسا مثلا لا يمثل سوى 8% من استهلاك فرنسي ، بينما لا يتجاوز النفط 9% ، كما ان الإستثمارات الفرنسية  المباشرة في الجزائر تحتل المركز الثالث بعد الولايات المتحدة الأمريكية  وايطاليا .

وزير الخارجيه الفرنسي ستيفان سيجونيه كان على صواب حينما قال خلال شهر فبراير من السنه الجاريه ” إن الصحراء قضية وجودية  بالنسبه للمغرب وفرنسا ” .

 

 

التعليقات مغلقة.