اكتشاف تأثير مضاد للشيخوخة في نبات القنب الهندي | حدث كم

اكتشاف تأثير مضاد للشيخوخة في نبات القنب الهندي

كشف فريق من الباحثين أن رباعي هيدروكانابينول (THC)، المكون النشط الرئيسي في القنب الهندي، يمكن أن يعكس العلامات التقليدية لشيخوخة الدماغ لدى الفئران.

وتوصلت الدراسة الجديدة إلى أن رباعي هيدروكانابينول يمكن أن يجدد الوظيفة الإدراكية لدى الفئران الأكبر سنا، من خلال التأثير على المسارات الجزيئية الرئيسية في الدماغ.

غالبا ما ترتبط الشيخوخة بانخفاض القدرات الإدراكية، والذي يُعتقد أنه ناتج عن تدهور خلايا الدماغ والاتصالات بينها.

وأشارت الدراسات السابقة إلى أن نظام endocannabinoid (شبكة معقدة من المستقبلات وجزيئات الإشارة في الدماغ والأعضاء الأخرى) يلعب دورا حاسما في هذه العملية.

وعلى وجه التحديد، يبدو أن مستقبلات القنب من النوع 1 (CB1) مرتبطة بشيخوخة الدماغ. وثبت أن فقدان نشاط CB1 في الفئران يؤدي إلى عجز كبير “مرتبط بالعمر” في التعلم والذاكرة وبقاء الخلايا العصبية.

لذا، شرع فريق البحث في استكشاف ما إذا كان تعزيز نشاط CB1 بجرعات منخفضة من THC يمكن أن يكون له التأثير المعاكس، ما قد يعكس بعض جوانب شيخوخة الدماغ.

وعلى وجه الخصوص، درس الباحثون كيفية تأثير THC على mTOR، وهو بروتين يعمل كمنظم مركزي لنمو الخلايا والاستقلاب والشيخوخة. ورُبطت إشارات mTOR بالأداء الإدراكي وعملية الشيخوخة، ما يجعلها هدفا رئيسيا للتدخلات التي تهدف إلى إطالة العمر الصحي.

واستخدم فريق البحث مجموعتين من الفئران: فئران صغيرة عمرها حوالي 4 أشهر، ومجموعة أكبر سنا عمرها حوالي 18 شهرا.

وقيّم الباحثون كيفية تأثير THC على إشارات mTOR والميتابولوم (التكوين العام للجزيئات الصغيرة في الجسم).

وفي أدمغة الفئران الأكبر سنا، أدى علاج THC إلى زيادة مؤقتة ومهمة في نشاط mTOR، وخاصة في الحُصين، وهي منطقة بالغة الأهمية للتعلم والذاكرة. وكان هذا الارتفاع في نشاط mTOR مصحوبا بارتفاع في مستويات البروتينات المشبكية الرئيسية، والتي تعد ضرورية لتكوين الروابط بين الخلايا العصبية.

ولاحظ الباحثون أن علاج THC عزز بشكل كبير النشاط الأيضي في الحُصين. .

وعلى النقيض من الدماغ، أظهرت الأنسجة الدهنية للفئران المعالجة بـ THC انخفاضا في نشاط mTOR وفي مستويات الأحماض الأمينية ومستقلبات الكربوهيدرات، على غرار ما يُلاحظ أثناء تقييد السعرات الحرارية أو التمرين البدني المكثف (كلاهما معروف بتأثيره المضاد للشيخوخة)، ما يشير إلى تأثير ثنائي الطور لـ THC: زيادة أولية في نشاط الدماغ تليها تحول منهجي نحو الحفاظ على الطاقة وانخفاض النشاط الأيضي.

ويقول عالم الأحياء الجزيئي أندراس بيلكي غورزو، من جامعة بون في ألمانيا: “تمكنا من إظهار أن العلاج باستخدام THC له تأثير مزدوج على إشارات mTOR والميتابولوم”.

مضيفا: “لقد توصلنا إلى أن العلاج طويل الأمد بـ THC له في البداية تأثير معزز للإدراك من خلال زيادة الطاقة وإنتاج البروتين المشبكي في الدماغ، يليه تأثير مضاد للشيخوخة من خلال تقليل نشاط mTOR والعمليات الأيضية في المحيط”.

جدير بالذكر أن القنب مرتبط بإيذاء الأدمغة وكذلك مساعدتها. ومع ذلك، إذا تم تسخير الآليات المكتشفة بطريقة صحية، فهناك أمل في بعض التعزيزات المهمة لصحة الدماغ.

نشرت الدراسة في مجلة ACS Pharmacology & Translational Science.

وكالات

التعليقات مغلقة.