في إطار الجهود المبذولة لتعزيز وتعميم التعليم الأولي خاصة بالعالم القروي، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة (2019- 2024) بإحداث 104 وحدة للتعليم الأولي بمختلف الجماعات القروية بإقليم بنسليمان.
وعلى هامش زيارة ميدانية لعدد من المشاريع التنموية بالإقليم بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، أكد فؤاد حساني رئيس مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بقسم العمل الاجتماعي لإقليم بنسليمان، أن هذه الوحدات التي تندرج في إطار محور دعم التعليم الأولي (برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة)، تروم بالأساس دعم التمدرس والحد من الهدر المدرسي خاصة في العالم القروي.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه المشاريع، التي تم إنجازها بمبلغ إجمالي بلغ 97ر38 مليون درهم، تعد ثمرة شراكة مع كل من المؤسسة المغربية للتعليم الأولي بإقليم بنسليمان والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث تستهدف ما يزيد عن 1900 مستفيدة ومستفيدا.
وفي ما يخص محور التفتح والتفوق المدرسي، يضيف السيد حساني، تم إنجاز 20 مشروعا بقيمة إجمالية تصل إلى 16ر16 مليون درهم (ساهمت المبادرة بما مجموعه 16ر14 مليون درهم)، لفائدة 5996 تلميذا وتلميذة، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تشمل اقتناء 12 حافلة للنقل المدرسي يستفيد منها 475 تلميذة وتلميذا.
وأشار إلى أنه بالموازاة مع هذه المشاريع تم إحداث خلية إقليمية لضمان إلزامية التعليم ومحاربة الهدر المدرسي والتي تضم ممثلين عن مختلف الجهات المعنية بما فيها قطاعات التعليم والصحة والتعاون الوطني.
وفي إطار زيارة لمجموعة مدارس أولاد وهاب بجماعة ثلاثاء الزيايدة، أبرزت حنان سريتي، المسؤولة الإقليمية بالمؤسسة المغربية للتعليم الأولي ببنسليمان، أن هذه الأخيرة تواصل مجهوداتها بشراكة مع الوزارة الوصية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتوسيع نطاق العرض التربوي على مستوى الإقليم، مبرزة أن وحدات التعليم الأولي التي تسيرها انتقل من 10 وحدات سنة 2019 بأربع جماعات قروية إلى 190 وحدة خلال الموسم الدراسي الجاري (2024-2025) همت مختلف جماعات الإقليم.
وأكدت أن هذه الديناميكية المهمة التي يعرفها الإقليم في ما يخص تعزيز وتجويد العرض المدرسي بالوسط القروي، يرجع بالأساس إلى دعم ومواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مما يفسح المجال لتقديم خدمات تربوية ذات جودة تتماشى مع أهداف ومرامي المؤسسة المتمثلة أساسا في تكوين المربيات وخلق مزيد من فرص الشغل مع المصاحبة التربوية. كما تم بالمناسبة زيارة دار الطالب والطالبة ببنسليمان الذي يشكل نموذجا لمشروع اجتماعي دامج، وتجسيدا حقيقيا لمقاربة تشاركية تهدف إلى تشجيع تعليم الفتيان والفتيات القرويات وتقليل الهدر المدرس، بما من شأنه أن يرفع من جودة الخدمات المقدمة في مجال التعليم، بالإضافة إلى الحد من ظاهرة الانقطاع عن الدراسة، خصوصا في صفوف الفتيات. وفي هذا السياق، أشار أبوبكر الونطدي، مدير دار الطالب والطالبة ببنسليمان إلى أن هذه المؤسسة التي تشرف على تسييرها الجمعية الخيرية الإسلامية ببنسليمان، تتولى رعاية 100 من المستفيدات المستفيدين من الأيتام والفتيات والفتيان المنحدرين من أسر معوزة بالوسط القروي على مستوى الإقليم.
وأبرز أن هذه المؤسسة الاجتماعية توفر لنزلائها، خدمات الإيواء والتغذية والدعم الطبي والشبه الطبي والتنشيط الاجتماعي والرياضي والثقافي والتربوي فضلا عن الدعم المدرسي، مشيرا إلى أن دار الطالب والطالبة ببنسليمان توفر كافة الظروف الملائمة للمستفيدين بفضل، على الخصوص، دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة التعاون الوطني.
وحسب معطيات للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم بنسليمان فقد تم إنجاز ما مجموعه 129 مشروعا بغلاف مالي بلغ حوالي 70 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بما مجموعه 93ر67 مليون درهم، للنهوض بقطاع التعليم على مستوى الإقليم خلال الفترة الممتدة ما بين 2019 و2024.
حدث/ومع