المغرب ـ الجزائر .. تصحيح مجرى التاريخ! | حدث كم

المغرب ـ الجزائر .. تصحيح مجرى التاريخ!

0

اسبانيا ـ عبد العلي جدوبي : نشرت صحيفة الباييس الإسبانية مؤخرا تقريرا جاء فيه، أن هناك تحسبا لمواجهة عسكرية  بين المغرب والجزائر، حيث تم نشر آلاف الجنود على الحدود بينهما ، كما أكدت الصحيفة الفرنسية ( لافوا دي نور)  تحليلا مستفيضا مفاده أن نشوب مواجهة مباشرة  واردة بين المغرب والجزائر ، وأن حادث صغير من شأنه أن  يشعل فتيل الحرب ! وكان رئيس الاركان في الجيش الجزائري سعيد الشنقريحه قد صرح في وقت سابق عن جاهزية الجيش الجزائري لمواجهة المغرب .. هذه الاخبار أكدها  امام البرلمان عبد اللطيف لودي الوزير المكلف بإدارة الدفاع الوطني  وكدا وزير الخارجيه والتعاون ناصر بوريطة ..

 فمند خمسة عقود خلت ، اتخذ حكام الجزائر قضية الصحراء المغربية كواجهة لاستعدائهم للمغرب ، بالرغم من المبادرات المغربية الرامية  إلى تذويب  الخلافات والعمل على تقوية الجبهة المغاربية  بتعاون مثمر لفائدة الشعبين الشقيقين ،  لكن  كانت رؤى اخرى لعساكر الجزائر الذين راهنوا منذ أمد بعيد على اسلوب إدارة الازمات وافتعالها كوسيله بئيسة للنيل من حق المغرب المشروع في صحرائه ..

عدوانية الجزائر ظهرت واضحة عندما رفضت كل المبادرات الملكية الرمية إلى المصالحة وفض الخلافات ، وانشاء آلية مشتركة بين الطرفين لحل كل المشاكل بين البلدين ، ورفضت أيضا المبادرات العربية والدولية  للوساطة ، ورفضت ادراج المصالحة في جدول اعمال القمة العربية  المنعقدة في العاصمة  الجزائر العام 2022 ورفضت وساطات رؤساء دول إفريقية وعربية  وأوروبية  

المغرب عبر باستمرار عن تمسكه بالخيارات السلمية، وهو مستعد في نفس الوقت وفق متطلبات المرحلة الدفاع المستميت عن وحدته الترابية، انسجاما مع قواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.. 

والإشارة  فالجزائر تخصص استثمارات من حيث الانفاق العسكري اكثر بكثير من المغرب ( 90 مليار دولار بين 2010 و 2020 ) في حين خصص المغرب فقط 35.6 مليار دولار خلال الفتره نفسها حسب التقرير لمدرسة الحرب الاقتصاديه _ الرباط 

وما يمكن التأكيد عليه هو أن الشعب الجزائري الشقيق لم يعتبر في أي وقت من الاوقات علاقات بلاده من مع المغرب قضيه شعبية، ولا يمكن ان يدغن  لسياسه بلاده   التي تريد تفريق بينه وبين الشعب المغربي الذي اشترك معه في حمل سلاح النضال من اجل استقلال الجزائر ..

وعلى عقلاء الجزائر ان يفهموا أن الوضعية  غير المستقرة لبلادهم والتي ارادها العسكر المسيطر على دواليب شؤون البلاد ، فهي قابلة للانفجار في أية لحظة ، علما بأن العديد من المثقفين والفعاليات السياسية الجزائرية مقتنعة بأن الصحراء المغربية هي نتائج خلاف جيو سياسي بين المغرب والجزائر ..

وفي كل الاحوال يظل حكام الجزائر يقامرون بأموال الشعب في حروب إعلامية ومناوشات دبلوماسية بئيسة ، تستنزف موارد الشعب الجزائري دعما للوهم مع دول الجوار، وفي إبرام صفقات اقتناء الاسلحه وابتزاز المواقف .

لقد استلمت  الجزائر ملف العداء  لكل ما هو مغربي تحت التاثير الزوابع انفصالية ، وتناست انها اكثر استعدادا للبلقنة ، فمنطقة القبائل تعرف زخما متناميا من شعب تيزي وزو المطالب بانفصال والاستقلال عن الجزائر !! والحقيقة أن المغرب لا يريد مواجهة عسكرية  مع الجزائر ، واذا ما فرضت عليه سيكون مضطرا الى المواجهة واسترجاع الصحراء الشرقية التي إقتطعتها فرنسا من المغرب .. وسنواصل الاستعداد للخيار الأسوء لتصحيح مجرى التاريخ !!

فلم يخطئ فرحات عباس أول رئيس لحكومة الجزائر المؤقتة  عندما قال عام 1965 :  ” إن الجزائر  دولة مختطفة من طرف العسكر ” !!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.