عبد العلي جدوبي: إذا كان الفريق العسكري الحاكم بالجزائر هاجسه الأوحد هو التقسيم ، وخلق كيانات بالمنطقة المغاربية ، فلماذا لا يتم التفكير في إقامة دويلات فوق التراب الجزائري ؟!
واحدة في منطقة القبائل ، والثانية في الطوارئ ، والثالثة في تندوف ، والرابعة في بني مزاب ؟!
كل الدلائل والتصورات تتجه الى رسم وضع سيئ للدبلوماسية الجزائرية، بناء على العديد من الدراسات والتقارير الميدانية لمؤسسات أمريكية وغربية ، تؤكد عدم قدرة حكام الجزائر في الاستمرار في محاولاتهم اليائسة لتطويق المد المغربي ، ويصعب استمرار ذلك في ظل تدهور الاقتصاد الجزائري والتخبط السياسي والدبلوماسي اللذان لا تستندان على أي منطق عقلاني، مما دفع العسكر الى الذهاب في اتجاه محاولة احتواء ازماتهم الداخلية عبر تصدير الانشغالات خارجيا ، وافتعال الاحداث ، وخلق الكيانات الوهمية ،و في الوقت نفسه تقوم دولة العسكر باحتجاز مغاربة رهائن لديها في معسكرات تندوف، وتعتبرهم لاجئين !! فلماذا لا تعمل التخلص من أعبائهم كلما طلب منها ذلك ؟ ولماذا قابلت طلبات الهيأة الأممية بالرفض ؟ ، حيث لا توجد حالة متشابهة في العالم بأوضاع لاجئين يحظر عليهم العودة الى وطنهم الاصلي الذي ينعم بمظاهر الأمن والإستقرار .. وتفند هذا الاحتجاز بحجه ” الدفاع عن قضية مبدئية “
ما يرعب حكام الجزائر الآن هي تلك الوثائق الرسمية التي تسلمها المغرب من فرنسا مؤخرا ، تؤكد أحقية بلادنا على على الصحراء الشرقيه التي تحتلها الجزائر والتي اقتطعت من المغرب إبان عهد الاستعمار الفرنسي ، وهذا على ما يبدو دفع بدبلوماسية الجزائر الى الهيجان ، والبحث عن أية وسيلة لخلق المزيد من العرقل امام المغرب الذي يسير بخطى حثيتة نحو البناء والتشييد في كل اقاليم المملكة من الريف الى الصحراء ..
ويعتقد حكام الجزائر عبثا ، أن باحتضانهم كمشة من المرتزقة محسوبين على منطقة الريف سيحققون” نصرا دبلوماسيا” واختراقا نوعيا جديدا في معاداة المغرب بعد فشلهم الذريع امام المحافل الدولية التي اعترفت أن الصحراء مغربية ، ولا مزايدات عليها بعد اليوم ، أو لنقل ان تلك الأزمة الجزائرية المفتعلة باتت من مخلفات الماضي .. المغرب في صحرائه ، والصحراء في مغربها ..
وللتذكير ايضا فبعد ان حاولت المخابرات الجزائرية الركوب على حراك الحسيمة، والصفعة التي تلقتها بعد الاتفاق بين المغرب وامريكا موريتانيا بشأن الكركرات ، لم يبق للعسكر الجزائري أية وسيلة أخرى سوى التلويح بورقة منطقه الريف (أو جمهورية الريف ! ) خصوصا بعد اللقاء الذي تم بين وزيري الخارجية المغربي ونظيره الاسباني خلال دجنبر الماضي ، حيث تم الاتفاق على استئناف جميع مجموعات العمل المشتركه بما في ذلك التعاون في إدارة المجال الجوي في الصحراء المغربية ، وهذه خطوة هامة ، وهي ايضا ضربة أخرى موجعة للمخططات الجزائرية الفاشلة بالمنطقة .
وما يمكن التأكيد عليه بهذا الصدد ، أن العسكر لهم ماض أسود في دعم الكيانات المصطنعة ، والعصابات المسلحه واحتضانهم لتجار المخدرات بمنطقه الساحل ، وتسخيرهم لخلق الفتنة في هذه الجهة او تلك ، وقد خلقت دولة الكابرانات لنفسها منذ ستينات القرن الماضي دورا محوريا في شبكه ابتزاز المواقف وخلق الكيانات الوهمية ، وتسخير منظمة الوحدة الإفريقية – بعد انسحاب المغرب من عضويتها – في الاعتراف بعض الكيانات مقابل الرشاوي المدفوعة من عائدات الغاز الجزائري !، وما يحز في النفس أن الجزائر تخال نفسها كدولة عظمى تملي على الاخرين إملاءاتها مع أن وضعها الحالي ينذر بوقوع أزمات داخلية متعددة !! فبكثير من الغباء السياسي يمارس العسكر مؤامراتهم بالمكر والخداع بهدف زعزعه أمن واستقرار المنطقه المغاربية بعدما شعروا أنهم باتوا في عزلة سياسية على المستوى الإقليمي والدولي .
التعليقات مغلقة.