نظمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التابعة لعمالة مقاطعات الفداء – مرس السلطان، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، احتفالية تحت شعار “تعزيز دور القيادة للأشخاص في وضعية إعاقة لبناء مستقبل شامل ومستدام”، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة.
ويهدف هذا الحدث، الذي حضره عامل العمالة، عبد الحق حمداوي، إلى تعزيز الوعي بأهمية دمج الأشخاص في وضعية إعاقة في المجتمع، وتمكينهم من المشاركة الفعالة في مختلف مجالات الحياة، بما يساهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافا.
كما تروم هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم الأشخاص في وضعية إعاقة، وتعزيز الشراكة مع الجهات الفاعلة والمؤسسات العاملة في هذا المجال، لتحسين جودة حياة هذه الفئة.
وبهذه المناسبة، قالت رئيسة قسم العمل الاجتماعي بالعمالة، رقية بوالدين، إن برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشة، برسم المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يندرج في إطار الاستمرارية وتعزيز وتحصين مكتسبات المرحلتين الأولى والثانية للمبادرة، وذلك بتوسيع الفئات المستهدفة والخدمات المقدمة لإحدى عشرة فئة.
وأبرزت أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تستهدف مساعدة الأشخاص المسنين، والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، منهم على الخصوص المختلون عقليا بدون مأوى، والأشخاص الذين يعانون من إعاقة دون التوفر على دخل.
وبخصوص حصيلة مشاريع المبادرة في مجال مواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة ما بين 2019 و2024، أوضحت رئيسة القسم أن عددها بلغ، خلال المرحلة الثالثة، 55 مشروعا من بينها 16 مشروعا خلال السنة الحالية، بأزيد من مليون و861 ألف درهم، و10 مشاريع خلال السنة الماضية بمليون و145 ألف درهم، وسبعة مشاريع خلال سنة 2022 بـ 932 ألفا و500 درهم.
وفي السياق ذاته، نظم قسم العمل الاجتماعي بالعمالة، بمشاركة فاعلين وخبراء في المجال، ندوة تفاعلية أبرزوا من خلالها أهمية القيادة في تمكين الأشخاص في وضعية إعاقة، وتعزيز مشاركتهم في اتخاذ القرارات المؤثرة.
وبهذه المناسبة، أبرزت المندوبة الإقليمية للتعاون الوطني بالعمالة، ماجدة النملي، أن التعاون الوطني يعمل، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على مواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة في إطار عدد من البرامج بجميع المراكز التابعة له، عبر استقبالهم من قبل مختصين في الميدان، وتسهيل ولوجهم إلى الخدمات المتوفرة وتوجيههم.
وتابعت أنه في هذه المراكز، يتم وضع كراسي متحركة ومعمدات وأجهزة تعويضية رهن إشارة هذه الفئة، مضيفة أن مؤسسة التعاون الوطني تعتمد برنامج تحسين تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة الذي يقدم مساهمة مالية لفائدة الجمعيات العاملة في مجال تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة.
وعلى مستوى هذه العمالة، أوضحت السيدة النملي أن المؤسسة اشتغلت مع ثلاث جمعيات منذ سنة 2015 لفائدة 138 مستفيد، مشيرة إلى أنه بالنسبة للسنة الحالية بلغ عدد المستفيدين 491 شخصا مع 12 جمعية.
من جانبه، أكد رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية الإقليمية الفداء – مرس السلطان، سعيد الراوي، أن عدد الأطفال في وضعية إعاقة المتابعين لدراستهم بالمؤسسات الدامجة التابعة للمديرية، بلغ 335 طفلا برسم السنة الدراسية 2023 – 2024 مقابل 316 تلميذ خلال الموسم الدراسي 2022 – 2023، مبرزا أن ذلك يشكل تطورا ملحوظا.
وتابع أن المديرية تتولى الترخيص لمرافقات الحياة المدرسية من أجل مصاحبة التلاميذ في وضعية إعاقة طيلة فترة تمدرسهم بمؤسسات التربية والتعليم الدامجة، مشيرا إلى أنه منذ انطلاق البرنامج الوطني للتربية الدامجة تم الترخيص لأزيد من 120 مرافقة.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لاستعراض تجارب وشهادات مجموعة من الأشخاص الذين تمكنوا من تحدي الإعاقة، وبالتالي النجاح في مسارهم غير مبالين بالمعيقات التي كانت تجابههم أو تحول دون مواصلة مشوارهم وبلوغ مقاصدهم، وذلك بمعية عائلاتهم ومساندة العديد من المتدخلين.
كما تم، بنفس المناسبة، عرض شريط مصور حول أعمال وأنشطة الجمعيات الشريكة والفاعلة في مجال دعم الأشخاص في وضعية إعاقة.
ويمثل اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة فرصة لتجديد الالتزام بتعزيز المبادرات والسياسات الداعمة لهم، مع التركيز على تحسين مجالات التعليم، والتوظيف، والتكنولوجيا المساعدة، وإزالة العقبات التي تحول دون مشاركتهم الكاملة في المجتمع.
ح/م