استضافة السعودية لكأس العالم 2034 فرصة لتحقيق بطولة خالية من الانبعاثات الكربونية | حدث كم

استضافة السعودية لكأس العالم 2034 فرصة لتحقيق بطولة خالية من الانبعاثات الكربونية

12/12/2024

بعد الإعلان الرسمي عن استضافة السعودية كأس العالم لكرة القدم عام 2034، يبرز دور الاستدامة البيئية كإحدى الركائز الأساسية في ملف ترشح المملكة للبطولة، إذ تسعى الرياض من خلالها إلى بناء إرث بيئي مستدام عبر مشاريعها الخضراء، وفق منال سخري، أستاذة في السياسات البيئية والتنمية المستدامة، في تصريحات صحفية.
وتستعد العاصمة السعودية لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، في حدث ي عد الأول من نوعه في تاريخها، وقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن الملف السعودي حصل على تقييم 419.8 نقطة من أصل 500، وهو رقم ي عد من بين أعلى التقييمات التي حصلت عليها ملفات تنظيم المونديال.
وأوضحت سخري أن ملف ترشح المملكة يشمل مجموعة من التدابير للحد من التأثيرات البيئية المحتملة، مثل تحسين كفاءة استخدام الطاقة، واعتماد أساليب البناء المستدامة، واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة، إلى جانب تنفيذ مبادرات لإدارة النفايات وتعزيز الوعي البيئي.
وقالت إن تنظيم البطولات الرياضية المحايدة كربوني ا يساهم بشكل كبير في تقليل البصمة الكربونية المرتبطة بعمليات النقل واستهلاك الطاقة وإدارة النفايات، مشيرة إلى أن الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتطبيق تقنيات التدوير، وزيادة المساحات الخضراء، يسهم في تحسين جودة الهواء والحد من تأثيرات تغير المناخ.
واستشهدت بخطوات مشابهة مثل التخطيط للحياد الكربوني خلال كأس العالم 2022 في قطر، حيث أسهمت مبادرات مثل التشجير واستخدام الطاقة المتجددة في تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 40 في المئة مقارنة بمونديال 2018 في روسيا. كما ذكرت بتجربة مونديال البرازيل 2014، التي أظهرت أن استخدام الألواح الشمسية ساهم في خفض فواتير الطاقة وخلق فرص عمل جديدة في قطاع الطاقة النظيفة.
وأضافت أن هذا النهج يعزز السياحة البيئية، ويدعم الاستثمار في البنية التحتية، ويشجع الابتكار وخلق فرص عمل في مجالات مثل إدارة البيئة والطاقة النظيفة، مما يدفع نحو التحول إلى الاقتصاد الأخضر، مؤكدة أن البطولات المستدامة تحسن من صورة الدولة عالمي ا، ما يجعلها وجهة جذابة للاستثمارات والفعاليات الكبرى.
وفيما يتعلق بمشاريع مثل “السعودية الخضراء”، أشارت سخري إلى أنها تسهم بشكل فعال في تحقيق الاستدامة البيئية خلال البطولة. فالمشروع يهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة، قائلة إن شجرة واحدة قادرة على امتصاص حوالي 22 كيلوغرام ا من ثاني أكسيد الكربون سنوي ا. كما أوضحت أن الوصول إلى 50 في المئة من إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030 يتيح تشغيل الملاعب بالطاقة الشمسية، وهو خيار تم تطبيقه في فعاليات مثل “فورمولا إي الدرعية” باستخدام تقنيات الطاقة الشمسية والإضاءة الموفرة للطاقة (LED).
وعن استخدام الطاقة الشمسية مقارنة بالكهرباء التقليدية، أوضحت سخري أن الطاقة الشمسية تنتج حوالي 50 كيلوغرام ا فقط من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط/ساعة، مقارنة بـ 500 كيلوغرام للكهرباء التقليدية، مما يقلل الانبعاثات بنسبة تصل إلى 90 في المئة، مشيرة إلى أن تكلفة إنتاج الألواح الشمسية انخفضت بنسبة 89 في المئة خلال العقد الأخير، ما يجعلها خيار ا اقتصادي ا مستدام ا.
وأكدت سخري أن اعتماد الملاعب الرياضية على الطاقة المتجددة يمكن أن يقلل الانبعاثات الكربونية بنسبة تتراوح بين 70 في المئة و100 في المئة، “خاصة إذا تم تصميم أنظمة الطاقة بشكل متكامل يشمل تدوير الموارد وتقليل الهدر، ويعتمد نجاح هذا النموذج أيض ا على استدامة عمليات النقل والإدارة خلال البطولات، من خلال دمج الطاقة المتجددة في كل مراحل التنظيم، مما يعزز تحقيق الحياد الكربوني”. وأشارت إلى أن هذه الاستراتيجيات تدعم الاقتصاد المحلي، وتوفر طاقة نظيفة بأسعار معقولة، مما يجعل الرياضة منصة ريادية لتحقيق الاستدامة ودعم الابتكار.

ح/م

التعليقات مغلقة.