المغرب والمونديال والتنمية .. | حدث كم

المغرب والمونديال والتنمية ..

14/12/2024

عبد العلي جدوبي: بعد جهد جهيد ، وبعد خمس ترشيحات سابقة ،  حقق المغرب فوزا مستحقا وانجازا تاريخيا بأحقيته على استضافة الدورة  24 من بطولة كاس العالم 2030 مع كل من اسبانيا والبرتغال.

ويعزز هذا الانجاز الرياضي الهام مكانة المغرب كجسر بين الحضارات والثقافات من خلال شراكه تاريخية  تجمع بين اوروبا وافريقيا باعتبار الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص رافعة أساسية للتنمية الإقتصادية    والإجتماعية وأداة  لتحقيق السلام بين الشعوب ..

وستكون دورة كاس العالم 2030 دورة متميزة ، لكونها تعد أول نسخة  ستقام في ثلاث قارات وست دول، حيث أن مبارياتها لا تقتصر على المغرب واسبانيا البرتغال ، بل ستقام ايضا ثلاث مباريات الاولى منها في كل من الاوروغواي والارجنتين والباراغواي للاحتفال بالذكرى المائوية للبطولة العالمية ، وستكون ثاني نسخه بمشاركة 48 منتخبا بعد دوره 2026 .

في تصريح لفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، عقب اعلان الفيفا تأكيد استضافة المغرب للبطولة العام 2030 ، قال :  إن هذه المرحله تجسد الرؤيه الملكيه لجلاله الملك محمد السادس في تعزيز

مكانة المغرب كوجهة رياضيه عالميه ، كما أن الترشيح الثلاثي سيخلد مكانته في التاريخ ،ليس فقط لأنه يجمع

ثلاث دول متجاورة ، ولكنه يقام لأول مرة  في قارات مختلفة ..

ويشار إلى أن  جلاله الملك محمد السادس قد ترأس قبل ايام مجلسا وزاريا دعا فيه الحكومة الى تسريع انجاز المشاريع المبرمجة التي تشمل توسعه وتجديد المطارات وتطوير البنيات التحتية ، وتعزيز شبكات النقل وزيادة جودة الاتصالات ..

كما أن كل هذه الاستثمارات التي ستضخ في المشاريع المبرمجه باستضافه كاس العالم 2030 _ حسب خبراء _ الاقتصاد لا تضيف أعباءا  على ميزانية المغرب إذ أنها تأتي ضمن المخطط التنموي المرصود .. فإسبانيا مثلا حققت تقدما ملموسا  في مشاريعها الإقتصادية  عندما تظافرت الجهود لجعلها تحتضن مباريات كاس العالم لأول مرة، في تاريخها، (1982 ) وينعكس ذلك على تدفق استثمارات عليها.  وقد تجتمع نفس العوامل بالنسبه للمغرب كونه يشق طريقه بثبات في النهج الديمقراطي ويتمتع باستقرار سياسي وفي امكانه أن يتطور  ليصبح بلدا سياحيا بامتياز..

وبحسب صحيفة  (آس )  الإسبانية فان هناك 20 ملعبا مقترحا لإستضافة مباريات كاس العالم منها 11 في إسبانيا وستة في المغرب وثلاثه في البرتغال ، ويتنافس المغرب واسبانيا على استضافة مباراتي الافتتاح والنهائي مع ملعبي ( سانتياغو برنابيو) في مدريد و(الكامب نو) في برشلونة ، والملعب الذي يشيد في مدينه بن سليمان ضواحي الدار البيضاء والذي يتسع ل 115 ألف متفرج كأكبر ملعب في العالم.

وما يمكن التأكيد عليه في هذا الصدد ، أنه لا يجب أن يظل الحديث مقتصرا على البعد الرياضي فقط ، ولكن من الضروري أن يتحول هذا الانجاز الهام الى نقطة استقطاب  سياسي واقتصادي وثقافي واعلامي.. فالدبلوماسية المغربية  يجب ان تتحرك في نطاق استضافة الحدث كقضية محورية  منهجية للحوار بين الشمال والجنوب.  وما يعبر عنه بطموحات الشراكة الأوروبية _ الإفريقية  يجب أن يترجم الى واقع ملموس في الحوار الاورو الافريقي انطلاقا من البعد التنموي لحدث رياضي بهذه الأهمية ، واستثماره  ، وهنا ايضا تكمن مسؤولية البرلمان المغربي ومسؤوليات المؤسسات المنتخبة جهويا وإقليميا ، لأن الحوار بين المؤسسات النيابية عبر عمداء المدن في امكانها ان يدفع في اتجاه  محاورة عمداء مدن عالمية اخرى ، ما يبرز البعد الإنمائي للتظاهرة الرياضية ، لأن ما يسعى لإبرام عقود توأمة ثقافية وإستثمارية يكون افضل أمامه استثمار الحدث الرياضي أيضا بما له من مردودة منتجة  على كافة الأصعدة .

 

 

التعليقات مغلقة.