أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أنها تعمل حالياً على ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، في خطوة تهدف إلى تمكين الناطقين بالأمازيغية من فهم أعمق لمعاني النصوص القرآنية.
وتأتي هذه المبادرة وفقاً لما جاء في جواب كتابي لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، حول حصيلة تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية على مستوى الوزارة. هذه الجهود تسعى إلى تثمين الموروث الثقافي والحضاري المشترك بين المغاربة، وتعزيز الوعي الديني بمختلف مكونات الهوية الوطنية.
وأكد التوفيق أن الوزارة تدرس أيضاً إمكانية تخصيص حصص لتأهيل أئمة المساجد في إطار خطة ميثاق العلماء باللغة الأمازيغية. يُنتظر أن يشرف علماء متخصصون ناطقون بالأمازيغية على هذه الحصص، بالتنسيق مع الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى.
وفي إطار جهودها لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وإدماجها في مختلف مجالات الحياة العامة، تسعى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى إدراج اللغة الأمازيغية ضمن المواد الدراسية في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، وكذلك في التعليم الابتدائي العتيق.
وأضاف التوفيق أن جهود الوزارة لم تتوقف عند هذه الإجراءات، بل امتدت إلى دمج اللغة الأمازيغية في مختلف خدماتها، من خلال إعداد مواد توجيهية وإرشادية موجهة للحجاج الناطقين بالأمازيغية، وتنظيم لقاءات توعوية لفائدة القيمين الدينيين. وقد استفاد من هذه البرامج 2157 قيماً دينياً عبر 44 مركزاً.
وأشار المتحدث الى أن هذه المبادرات تأتي ضمن مخطط حكومي شامل لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وفقاً لمقتضيات القانون التنظيمي رقم 26.16. كما قامت الوزارة بتنسيق جهودها مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لتكوين الأطر القانونية والإدارية الملمة بالأمازيغية، وإدماج اللغة في اللوحات الإرشادية بالمقرات التابعة لها.
وأكد التوفيق أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عازمة على مواصلة العمل لتوفير الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لتحقيق إدماج فعلي ومستدام للأمازيغية، بما يتماشى مع الدستور المغربي الذي يعترف بالأمازيغية كمكون أساسي من الهوية الوطنية.
و.م.ع