11 يناير .. درس في العزة | حدث كم

11 يناير .. درس في العزة

0
10/01/2025

﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾  

عمر المصادي: تبرز ذكرى تقديم وثيقة الإستقلال في المملكة المغربية كفرصة لتذكيرنا بدروس هامة، أبرزها “الدرس في العزة”، فقد قدم الشعب المغربي نموذجا رائعا في الوحدة والصمود في وجه الإستعمار من أجل استعادة سيادته، هذا الحدث التاريخي يعكس أهمية التضحية والمثابرة في تحقيق الإستقلال والحفاظ على العزة الوطنية.
كما يعد دعوة مستمرة للأجيال القادمة للحفاظ على قيم الحرية والوحدة والعمل من أجل المستقبل.

ولهذا تعد ذكرى تقديم وثيقة الإستقلال في المملكة المغربية، التي توافق 11 يناير من كل سنة، مناسبة وطنية هامة تحمل العديد من الدروس والعبر، هذه المناسبة تذكرنا بالكفاح المستميت للشعب المغربي من أجل الحرية والكرامة، وتسلط الضوء على تضحيات الأجيال التي سبقتنا في سبيل نيل الإستقلال وبناء دولة قوية ومزدهرة.

وأهم درس يمكن استخلاصه من هذه الذكرى التي تعد من أغلى وأعز الذكريات المجيدة في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والإستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية، والتي تحتفظ بها الذاكرة التاريخية الوطنية، وتستحضر الناشئة والأجيال الجديدة دلالاتها ومعانيها العميقة وأبعادها الوطنية التي جسدت سمو الوعي الوطني وقوة التحام العرش بالشعب هو “الدرس في العزة”، ففي الوقت الذي كان فيه الإستعمار يحاول بسط سلطته على البلاد، وقف الشعب المغربي بقيادة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، أب الأمة وبطل التحرير، الذي خلال المراحل المختلفة لم يتوقف عن إيقاظ روح المقاومة لدى المغاربة وإذكاء جذوتها وبلورة توجهاتها وأهدافها منذ توليه عرش أسلافه المنعمين يوم 18 نونبر 1927، موحدا ومصمما على استعادة سيادة واستقلال الوطن.
وقد كانت “وثيقة الإستقلال” تمثل لحظة فارقة في تاريخ المغرب، حيث أظهر المغاربة، من خلال توقيع هذه الوثيقة، رفضهم القاطع لكل أشكال الإحتلال وحرصهم على استرجاع استقلالهم السياسي.

إن العزة التي تجلت في تلك اللحظة كانت ثمرة لوحدة الشعب المغربي بمختلف مكوناته، حيث تحركوا كلهم في اتجاه واحد، من أجل هدف واحد: الإستقلال. وقد بينوا للعالم أن العزة لا تأتي إلا بالثبات والصمود في وجه التحديات.

كما أن هذه الذكرى تبرز أهمية الحفاظ على السيادة الوطنية، وتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة أية محاولات للتقسيم أو التفكيك. فهي دعوة لكل الأجيال القادمة للإستمرار في الحفاظ على قيم الحرية، والتضحية من أجل الوطن، والإيمان بأن العزة تأتي من الإستقلال والوحدة والتعاون بين جميع أطياف المجتمع.

إن الإحتفال بذكرى تقديم وثيقة الإستقلال في المملكة المغربية ليس مجرد حدث تاريخي، بل هو درس مستمر يعزز فينا روح العزة الوطنية ويحفزنا على المحافظة على مكتسبات الإستقلال والعمل من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة تحت القيادة الرشيدة لمبدع مسيرة التنمية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.