لقاء بطنجة يسلط الضوء على إسهامات رجل الدين المسيحي الأب خوسي ماريا ليرشوندي في تاريخ المدينة | حدث كم

لقاء بطنجة يسلط الضوء على إسهامات رجل الدين المسيحي الأب خوسي ماريا ليرشوندي في تاريخ المدينة

0
20/01/2025

أقامت أبرشية كاتيدرائية طنجة، امس الأحد، لقاء لتسليط الضوء على حياة الأب خوسي ماريا ليرشوندي، بحضور أعضاء اللجنة المكلفة بالبحث في مسيرته وإسهاماته التي تخدم التفاهم والتعايش بين الثقافات، وأكاديميين وباحثين في المجال الثقافي والحضاري.
وأجمع المتحدثون، خلال اللقاء، على استحضار إسهامات خوسي ماريا ليرشوندي باعتباره واحدا من أبرز الشخصيات التي تركت بصمة مميزة في المجال الثقافي والاجتماعي في المملكة المغربية خلال القرن التاسع عشر، ولاسيما على مستوى مدينة طنجة.
في هذا السياق، ذكر الأب أومار فيغيروا مرطاس، بأن “الأب خوسي ماريا ليرشوندي عاش فترة طويلة من حياته هنا بمدينة طنجة، حيث كان يعتبر نفسه جزءا من هذه المدينة”.
وقال فيغيروا مرطاس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الأب ليرشوندي كرس حياته وجهوده خدمة لساكنة هذه المدينة من مغاربة وأجانب ممن يعيشون بها”، مضيفا “نتطلع إلى معرفة المزيد من عطاءاته وقيمته الرمزية دينيا وثقافيا وإنسانيا، رغم مرور نحو 130 عاما على وفاته”.
وأبرز المتحدث ذاته علاقة خوسي ماريا ليرشوندي بالسلطان الحسن الأول والتقدير الذي كانا بينهما، بما شكله ذلك من ترسيخ لقيم التعايش والتسامح بين الأديان.
بدوره، أكد محمد بلال أشمل، أستاذ بكلية أصول الدين بتطوان، ورئيس مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية-المغربية أن خوسي ماريا ليرشوندي “خدم العلاقات المغربية الإسبانية في أواخر القرن 19”.
وأوضح الأكاديمي نفسه، في تصريح مماثل، أن ليرشوندي “يعد من أكبر المستعربين الإسبان الذين رسخوا الصلات الروحية والثقافية بين ضفتي شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، لما كان لذلك من دور في تلاقح الأفكار والقيم الإنسانية القائمة على السلام والمحبة”.
من جهته، سجل يونس الشيخ علي، رئيس مؤسسة لحظات طنجة لتثمين الذاكرة، أن “الأب ليرشوندي كان له الفضل في إنجاز مجموعة من المشاريع بطنجة من قبيل مدرسة الطب سنة 1886، ووضع اللبنة الأولى للسكن الاجتماعي بطنجة المعروفة باسم كاساس باراطاس”.
وأكد الشيخ علي أن طنجة معروفة على مدار تاريخها كأرض حضارة وتسامح وتعايش، وهو ما يعكسه وجود عدد من الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية، إلى جانب المساجد والزوايا، تجسيدا لما يمثله المغرب من بلد للتعايش والمحبة والوئام في احترام لمختلف الأديان.
يشار إلى أن الأب خوسيه ماريا ليرشوندي أمضى بعد وصوله إلى المغرب أكثر من ثلاثة عقود في خدمة المجتمع والتعليم والعمل الثقافي، من خلال إنشاء مدارس ومعاهد لتعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى تأسيس مطبعة عربية إسبانية في طنجة، التي ساهمت في تعزيز التبادل الثقافي.

ح/م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.