اختتام فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان مراكش الدولي لفن الحكاية | حدث كم

اختتام فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان مراكش الدولي لفن الحكاية

0
26/01/2025

اختتمت مساء السبت بالمدينة الحمراء، فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان مراكش الدولي لفن الحكاية الذي يروم الحفاظ على هذا التراث الشفهي في مواجهة التغيرات في العالم المعاصر، وإبراز دور الحكواتي كصانع للفرجة والفرح.

وشهدت هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من المقهى الدولي للحكايات واتحاد الحكواتيين للإبداع الثقافي وفن الحكاية، برمجة نابضة بالفن الأزلي للحكاية، وذلك بمشاركة حوالي 100 راوي من 30 دولة.

وتميز حفل الاختتام بالاحتفاء بإنجازات المهرجان بما في ذلك مساهماته في مجالات التعليم والمشاريع الفنية، وإعلان المنظمين عن تسجيل رقم قياسي عالمي لأطول حلقة حكائية في تاريخ الإنسانية والتي تبلغ 120 ساعة في ساحة جامع الفنا، وتكريم نادية البلغيتي العلوي، وجون روو (بريطانيا) ك”حكواتي مراكش الذهبي” تقديرا لإسهاماتهما القيمة في فن الحكاية.

ومن أقوى لحظات المهرجان، خيمة الحكي المتواصلة لعدة أيام بساحة جامع الفنا والتي جمعت عشرات الحكواتيين المشهورين من مختلف دول العالم ليس فقط من أجل الترفيه بل أيضا للتذكير بالدور المركزي الذي تلعبه القصص في نقل المعرفة والقيم.

وتناوب الحكواتيون دون توقف على سرد قصص مستوحاة من التقاليد المحلية والقصص العالمية ليمتعوا الجمهور بحكايات متنوعة تختلط فيها الأساطير والقصص الممتعة والشهادات الثقافية لتتحول معها ساحة جامع الفنا التاريخية إلى فضاء مفتوح ينبض بالحياة أمام أنظار الصغار والكبار.

وقال مدير المهرجان، زهير الخزناوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا الحدث يعكس روح مراكش ويحتفل بعالمية فن الحكي، ويبرز دور الحكواتي كحامل لمشعل “البهجة” من الماضي إلى المستقبل.

وأضاف “نأمل تذكير العالم بأن هذا التراث اللامادي لا يزال قادرا على جمع الناس وإمتاعهم في عالم يبحث عن المعنى”.

من جانبه، أبرز جون رو، الحكواتي البريطاني، أن “المشاركة في تجربة بهذا الحجم، هنا في مراكش، لا يمكن نسيانها. إن رؤية حكواتيين من مختلف الآفاق يشاركون قصصهم دون انقطاع يعد أمرا سحريا”، مؤكدا أن قوة الحكايات تتجاوز الحدود والأجيال.

وتسعى هذه التظاهرة، المقامة تحت شعار “موسم الحكايات – حكايات البهجة”، إلى تجسيد الجوهر الحسي والثقافي والروحي لمراكش، وإبراز التراث الحكواتي الغني للمدينة الحمراء، وتعزيز مكانة مراكش كعاصمة للحكاية في العالم، تجذب السياح الثقافيين والعمل على تقوية الحوار بين مختلف الشعوب.

ويعكس المهرجان، الذي ركزت دورته لهذه السنة على إدراج الروايات في عالم الحكايات، وتعزيز السلام من خلال الحكي، روح “البهجة” التي يتحلى بها المراكشيون، ويبرز مدى التلاقح والتعايش بين الثقافات بالمدينة الحمراء ذات الاشعاع العالمي.

واشتمل برنامج التظاهرة التي توزعت عبر مجموعة من الأماكن من المدينة العتيقة إلى الجامعات والمؤسسات الثقافية في جهة مراكش-آسفي، على ورشات عمل للشباب والأطفال لتعريفهم بفن الحكاية كأداة تعليمية ووسيلة لحفظ الثقافة، وحلقات الحكاية، وعروض من قبل رواة الحكايات وأصوات ناشئة احتفلت بتنوع السرديات العالمية مع التأكيد على التجربة الإنسانية المشتركة.

كما تضمن المهرجان ندوات ومؤتمرات تناولت مواضيع متعددة مثل دمج السرد في ممارسات الصحة النفسية، والدور العلاجي للأساطير، ومستقبل الحكاية في التعليم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.