خطيب صلاة الجمعة بمسجد النصر بالرباط: ” إذا كنا لا نملك أمام قدر الله المحتوم إلا الإذعان والاستسلام فإن كل مصيبة من المصائب الناتجة عن حوادث السير فيها مسؤولية الانسان…” – حدث كم

خطيب صلاة الجمعة بمسجد النصر بالرباط: ” إذا كنا لا نملك أمام قدر الله المحتوم إلا الإذعان والاستسلام فإن كل مصيبة من المصائب الناتجة عن حوادث السير فيها مسؤولية الانسان…”

 أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم امس، صلاة الجمعة بمسجد النصر بالرباط.

واستهل الخطيب خطبتي الجمعة بالتأكيد على أن مسألة طاعة الله ورسوله تتمثل في الائتمار بأوامر الله والانتهاء بنهيه وهو ما لا يتحقق إلا بالاستجابة لهما، علما بأن الله تعالى ورسوله لا يدعوان الانسان إلا لما فيه خيره ولا ينهيانه إلا عما فيه شر له، مصداقا لقوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون”.

وبين الخطيب أن هذه الآية القرآنية الكريمة، تتضمن نداء إلهيا علويا يدعونا من خلاله الله تعالى إلى الاستجابة له ولرسوله خصوصا وأن كل ما يدعواننا إليه لا يسعه إلا أن يكفل لنا الحياة الطيبة الكريمة، والعيشة المرضية، مبرزا أن دعوة الله ورسوله هي دعوة إلى الإيمان الصحيح الصادق والى العمل الصالح المثمر اللذان هما مفتاح النجاح وسر عدم الخسران.

ومن ثم، يضيف الخطيب، فإن كلمة الاستجابة لله تعالى ولرسوله لما يحيي الانسان تعني الاستجابة لدواعي الحياة الطيبة وأسبابها، “فنحن مطالبون بالاستجابة لعقيدة تحيي القلوب والعقول فتنقذنا من براثن الشرك والجهل والحيرة والضلال، ولشريعة تحيي الأفراد والجماعات، فتنير لهم الطريق لفعل الصالحات وتجعلهم يتنافسون في المكرمات، بعيدا عن ما يكدر عيش الآخرين”.

وأكد أنه إذا كنا مسترشدين بتوجيهات ديننا الحنيف، “فعلينا أن نعلم أن خير ما يقوم به المرء في حياته بعد الايمان بالله ورسوله هو سعيه في تقديم الخير وكافة أنواع الإحسان والمعروف لأمثاله من بني الانسان”، موضحا أن طاعة الله ورسوله والاستجابة لهما سبب للحياة الحقيقية، حياة الإيمان والهدى والرشاد، والعزة والسعادة والفلاح.

ومن جهة أخرى أوضح الخطيب أن الكلام عن الاستجابة لله ورسوله، يتطلب منا أن نتخذ كامل الاحتياط والحذر في فهم ما دعانا الله إليه ودعانا رسوله صلى الله عليه وسلم حتى تكون استجابتنا صحيحة سليمة لما هو مطلوب منا بالكتاب العزيز والسنة المطهرة، مشيرا إلى أنه قد تبين بوضوح في هذا الزمان، أن بعض الناس، بحسن نية أو بتغرير واستمالة من ذوي الأغراض ومن مرضى القلوب، وممن لا يتدبرون نتائج دعواتهم، يظنون أنهم، بجهلهم أو بعلمهم الضعيف، يستطيعون أن يفهموا حق الفهم ما أمر الله ورسوله المؤمنين أن يستجيبوا له، فتجدهم يقعون في أفعال قد تكون مجانبة لغاية الدين ومقاصده أو مناقضة له.

وهكذا يقول الخطيب “يتوجب علينا أن نتجه في أمور الدين إلى العلماء الثقات البعيدين عن الأغراض الشخصية والطائفية وغيرها، لنأخذ منهم العلم بالدين، ولاسيما في الأمور التي يكون الخطأ في فهمها نذيرا بسيئ النتائج، فيضر المتبع نفسه وجماعته من حيث ظن أنه سينفعها أو يحسن إليها”.

وقد ذكر الخطيب بالخبر المؤلم لحادثة السير المفجعة بطانطان التي أودت اليوم بحياة عدد من أبناء الوطن مبرزا أنه ” إذا كنا لا نملك أمام قدر الله المحتوم إلا الإذعان والاستسلام فإن كل مصيبة من المصائب الناتجة عن حوادث السير فيها مسؤولية الانسان إذا ثبت أنه فرط بشكل من الأشكال، فعلينا أن ننبه إلى ما يترتب عن التفريط من المحاسبة أمام الله وأمام الناس” معبرا عن التعازي لأمير المؤمنين على إثر هذا الحادث.

وفي الختام ابتهل الخطيب وجموع المصلين إلى الله عز وجل بأن يبارك لأمير المؤمنين في النيات والاعمال ويحقق له كل الآمال، وينصره نصرا عزيزا مؤزرا، ويحفظه، ويجزيه الجزاء الأوفى عن الأمة بما وفر لها من ووسائل الارشاد والافتاء حتى تأخذ أمر الدين من منبعه السليم، ويقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير المجيد مولاي رشيد، ويحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة.

كما رفعت أكف الضراعة إلى الله تعالى بأن يغدق سحائب المغفرة والرحمة والرضوان على الملكين الراحلين، مولانا الحسن الثاني ووالده مولانا محمد الخامس، ويكرم مثواهما ويوسع مدخلهما ويجعلهما في جنات النعيم وفي أعلى عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.

التعليقات مغلقة.