الرجولة سمة .. ليست حكرا على الذكور.. !! | حدث كم

الرجولة سمة .. ليست حكرا على الذكور.. !!

0
01/02/2025

عمر المصادي : الرجولة سمة لا تقتصر فقط على الذكور، بل قد نجدها أيضا في النساء.

الرجولة كما نفهمها في معظم الأحيان، ترتبط في أذهاننا بالصورة التقليدية للرجل القوي، صاحب الشخصية الحازمة والقدرة على تحمل المسؤولية، لكن الواقع يتطلب أن نعيد التفكير في هذا المفهوم بشكل أوسع وأعمق.

أولا: الرجولة كقيمة إنسانية؛

الرجولة في جوهرها، هي سمة تعبر عن القوة الداخلية، والقدرة على التحمل، والكرامة، والنزاهة، والإحترام، هذه القيم ليست محصورة في جنس بعينه.

الرجل الذي يتحلى بالرجولة يعكس قدرة على مواجهة التحديات بثبات، ويتميز بحرصه على الحفاظ على المبادئ والقيم والأخلاق، وحماية للأخرين، سواء كانوا رجالا أم نساء.

هذه الصفات يمكن أن توجد بنفس القدر في النساء، بل وقد تزداد أحيانا في سياقات معينة، فالمرأة القوية التي تتحمل المسؤولية، وتتصدى للصعاب، وتحافظ على قيمها، وتظهر حزما وعزيمة، هي أيضا تجسد الرجولة بشكلها الأوسع، (وفي المغرب نماذج كثيرة، خاصة في المناطق القروية).

ثانيا: الرجولة في النساء؛

قد يستغرب البعض عند سماعهم أن الرجولة ليست حكرا على الرجال. لكن الحقيقة هي أن المرأة التي تتحلى بالقوة والشجاعة والقدرة على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات تكون قد جسدت معاني الرجولة الحقيقية، في مجتمعنا المعاصرة، أصبحت النساء يخضن العديد من المجالات التي كانت في الماضي محصورة على الرجال، مثل القيادة السياسية، والتجارة والصناعة، والعلوم، و في مجالات الرياضة والفنون… هؤلاء النسوة لا يعبرن فقط عن قوتهن الجسدية والعقلية، بل يعكسن أيضا معاني الرجولة في قدرتهن على التعامل مع الحياة بعزم وثقة وحكمة.

ثالثا: الرجولة من منظور المسؤولية؛

المسؤولية هي أحد الأبعاد الجوهرية التي تحدد الرجولة، سواء كان الشخص رجلا أو امرأة، فإن القدرة على تحمل المسؤولية وإلتزام الشخص تجاه عائلته، مجتمعه، وعمله، هي التي تميز الأفراد الأقوياء عن غيرهم.

فالرجولة ليست فقط في القوة البدنية أو الحضور الإجتماعي، بل في الوفاء بالواجبات والقدرة على إتخاذ قرارات حاسمة تؤثر في حياة الآخرين. وفي هذا السياق، يمكن للرجولة أن تتجسد في شكل قيادة حكيمة، أو اهتمام عميق بالأخرين، أو قدرة على مواجهة الأوقات الصعبة دون اللجوء إلى الهروب أو التراجع.

رابعا: تحديات المجتمع والمفاهيم النمطية؛

تتأثر نظرة للرجولة بالكثير من المفاهيم النمطية التي ترسخت عبر الأجيال،  فالمجتمع غالبا ما يربط الرجولة بالقوة البدنية والصلابة، مما يعزز تصورات تقليدية قد تؤدي إلى تحجيم هذه القيمة والسمة الإنسانية الجميلة، ولكن مع تطور المجتمع والوعي العام، بدأ ظهور تحولات في هذه التصورات، وأصبح من المقبول في العديد من الثقافات أن ينظر إلى الرجولة على أنها مجموعة من الصفات الشخصية التي يمكن أن يتحلى بها الجميع، بغض النظر عن جنسه.

وهكذا فإن الرجولة ليست سمة حكرا على الذكور، بل هي قيمة إنسانية يمكن أن نجدها في كلا الجنسين، لأنها تتجسد في القوة الداخلية، والقدرة على تحمل المسؤولية، والتمسك بالمبادئ والأخلاق والقيم سواء كان الشخص رجلا أو امرأة، فهي تعني أن يكون لدينا الشجاعة لمواجهة الحياة بكل تحدياتها، وأن نكون قادرين على تحقيق التوازن بين القوة والرقة، الحزم والرحمة، فالرجولة الحقيقية جزء من شخصية كل فرد، وهي تلك التي تعكس الإنسان في أسمى تجلياته وصوره، سواء كان ذكرا أم أنثى.

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.