إدانة واسعة لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي "الاستفزازية"ضد المملكة العربية السعودية | حدث كم

إدانة واسعة لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي “الاستفزازية”ضد المملكة العربية السعودية

10/02/2025

+ د.الحسن عبيابة: يبدو أن الإدارة الأمريكية الجديدة لاتدرك تاريخ شعوب منطقة الأوسط وحمولته الثقافية والعربية والإسلامية التي ترسخت منذ قرون والتي ستستمر جغرافيا وتاريخيا لقرون طويلة صامدة فوق جغرافية التاريخ الفلسطيني وليس خارجها ، مهما كانت التكلفة ، فالتاريخ لايغير بالقرارات السياسية، ولا بالتهديدات العسكرية ولا بإفقار الشعوب العربية والإسلامية، لأن هذه الشعوب لاتقهر لا بالموت ولا بالفقر ولا بالتهديد منذ قرون خلت ،

لأن القضية الفلسطينية منذ عقود لم تبق قضية سياسية فقط ، وإنما أصبحت قضية وجودية للأمة العربية والإسلامية، كان من المفروض أن أتكون حل الدولتين حلا سياسيا وواقعيا ، لكن كثرة الخلافات السياسية والأخطاء من جميع الأطراف، وتبني الحكومات الإسرائلية المتطرفة العنف الميداني جعل كل المجهودات كل الدول العربية والإسلامية وخصوصا المملكة العربية السعودية التي ساهمت ماديا ومعنويا وسياسيا أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة تتبخر ، وسط خلاف سياسي داخلي بين الفلسطينيين، وخلافات عربية وإقليمية ودولية جعلت من القضية الفلسطينية معادلة جيوسياسية لتحقيق أهداف غربية في المنطقة دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة على أرضهم ، لكن مايثير الدهشة

والاستغراب أن تقبل الإدارة الأمريكية على أفكار غربية عن تاريخ وثقافة المنطقة لاعلاقة لها لابحاضر ولامستقبل القضية الفلسطينية، والذي يتمثل في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول الجوار بدون إستئذان أحد وبدون إقناع أحد ، وعرض قطاع غزة البيع في المزاد العلني في تجاوز للقوانين والأعراف الدولية ، لكن الكلام المستفز أكثر هو تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي دعا فيها إلى إقامة دولة فلسطينية في الأراضي السعودية بعدما رفضت جميع الدول العربية من الإدارة الأمريكية عملية تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، ويبدو أن الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائلية تتحرشان بالمملكة العربية السعودية وبثرواتها وعدم إحترام سيادتها في إتخاذ أي قرار حماية لمصالحها التي من حقها ، وهذا بدأ يتضح للجميع ، وهو أمر مرفوض عربيا وإسلاميا ودوليا، لكن  المملكة العربية السعودية بموقها الإستراتيجي والدعم الكامل لها عربيا وإسلاميا وتواجد الحرمين الشريفين على أراضيها يجعل منها قوة جيوسياسية في المنطقة تتجاوز إسرائيل بكثير في المنطقة حسب كل المؤشرات، بالإضافة إلى أن هذا التطاول على المملكة العربية السعودية سيقضي نهائيا على أي حل “عربي إسرائيلي ” وسيجعل من المبادرة العربية التي اقترحتها السعودية أمرا صعبا وغير قابل للتحقيق، ونظرا لخطورة الموضوع فقد كان الرد السعودي سريعا وقويا ،كما أن الجميع تضامن مع المملكة العربية السعودية حيث توالت إدانات الدول العربية وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، ونحن بدورنا نتضامن مع المملكة العربية السعودية ضد كل من يمس بسيادتها وبأراضها .

+ الدكتور الحسن عبيابة.. رئيس مركز إبن بطوطة للدراسات والأبحاث الاستراتجية والعلمية.. ووزير سابق

 

 

التعليقات مغلقة.