عمر المصادي: تعتبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من بين أبرز المبادرات التي أطلقتها المملكة المغربية تحت قيادة قائد التنمية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بهدف تحسين الظروف المعيشية للشرائح الإجتماعية الهشة وتعزيز التنمية المستدامة.
إن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ركزت بشكل خاص على الفئات الأكثر هشاشة، وضمنها النساء، نظرا لدورهن المهم في تنمية المجتمع، وعلى اعتبار التحديات المتعددة التي يواجهنها في مختلف المجالات، حيث تم في هذه المرحلة التركيز على ثلاثة محاور رئيسية: تحسين الدخل، تعزيز الإدماج الاجتماعي، وتقوية الحضور الإقتصادي للنساء في مختلف القطاعات.
أولا: تحسين الدخل وسبل العيش؛
لقد أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتماما كبيرا للنساء من خلال برامج تهدف إلى تحسين دخلهن وتعزيز قدراتهن الإقتصادية، من خلال تنفيذ مشاريع تمويل المبادرات النسائية المدرة للدخل، خاصة في مجالات الحرف التقليدية، الزراعة، والتعاونيات النسائية. كما تم تخصيص تمويلات لتطوير المشاريع الإقتصادية النسائية، التي تشمل التدريب المهني والدعم المالي لأجل تمكين النساء من الولوج إلى السوق المحلي، الوطني والدولي.
ثانيا: تعزيز الإدماج الإجتماعي للنساء؛
فيما يتعلق بالإدماج الإجتماعي، تم العمل على تحسين ولوج النساء للخدمات الأساسية مثل صحة الأم والطفل والتعليم والتكوين، بالإضافة إلى مشاريع تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين، وإنشاء مراكز للإستماع والدعم النفسي للنساء ضحايا العنف، كما شمل ذلك توفير برامج تأهيلية للنساء في وضعيات صعبة، بما في ذلك الأرامل والمطلقات، وتسهيل اندماجهن في المجتمع من خلال البرامج الإجتماعية والتوعوية.
ثالثا: تقوية الحضور الإقتصادي للنساء؛
إن دعم ريادة الأعمال النسائية كان أحد الأولويات في المرحلة الثالثة من المبادرة، حيث تم تخصيص برامج تدريبية لتمكين النساء من اكتساب مهارات في مجالات متعددة مثل إدارة المشاريع، التسويق الرقمي، والإبتكار، هذه البرامج ساهمت في خلق فرص عمل مستقلة للنساء في مختلف مناطق المملكة، كما تم تشجيع النساء على المشاركة الفعالة في الإقتصاد الوطني من خلال مشاريع مبتكرة وذات أثر اجتماعي واقتصادي.
رابعا: تعزيز مشاركة
النساء في أجهزت الحكامة؛
ضمن التوجهات الإستراتيجية للمبادرة، تم العمل على تعزيز مشاركة النساء في اجهزت الحكامة والقيادة، من خلال تقديم برامج تدريبية لتمكين النساء من تولي المناصب القيادية في اللجان المحلية والإقليمية والجهوية والهيئات التنموية، وتم دعم النساء للمشاركة في في هذه اللجان المختلفة، بهدف خلق جيل جديد من القياديات في مختلف المجالات التنموية.
إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة قد حققت العديد من الإنجازات الهامة في تمكين النساء، من خلال تحسين وضعهن الإقتصادي والإجتماعي وتعزيز مشاركتهن الفعالة في التنمية المستدامة للمجتمع، وتظل المبادرة مستمرة كمثال حي على التزام المملكة المغربية بتحقيق المساواة بين الجنسين وتوفير فرص متكافئة لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن الجنس أو الوضع الإجتماعي.
إن نجاح هذه المبادرة يعتمد بشكل كبير على استمرار دعم المجتمع المحلي والشركاء الفاعلين من أجل ضمان استدامة هذه الإنجازات وفتح آفاق جديدة للنساء المغربيات.
وفي الأخير يجب التأكيد على أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة حققت العديد من الإنجازات لصالح النساء، من خلال تحسين وضعهن الإقتصادي والإجتماعي وتعزيز مشاركتهن في مختلف المجالات، وانها تمثل خطوة هامة نحو تحقيق المساواة بين الجنسين والمساهمة في التنمية المستدامة للمجتمع.
التعليقات مغلقة.