هذا ما دار بين الوزير عزالدين ميداوي مع وفد “منتدى كفاءات تاونات”

 إستقبل الدكتور عزالدين ميداوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بمعية رئيس وأعضاء في ديوانه مؤخرا، وفدا  يمثل “منتدى كفاءات إقليم تاونات”، حيث خصص هذا الاجتماع بناء على طلب المنتدى لطرح بعض الملفات والمشاكل التي يعاني منها إقليم تاونات في قطاع التعليم العالي، على غرار اللقاءات السابقة التي تم عقدها في هذا الإطار مع وزراء ومسؤولين بشأن قضايا التنمية بإقليم تاونات.

وقدم رئيس المنتدى ادريس الوالي خلال هذا اللقاء، باسم المنتدى، الذي يضم برلمانيين ووزراء سابقين وأساتذة جامعيين ومدراء مقاولات وإعلاميين ومهن أخرى، كرونولوجيا حول مطالب ساكنة تاونات وعلى رأسها مشروع كلية  بتاونات والرفع من النسبة المئوية لعدد الممنوحين بالنسبة لطلبة الإقليم ودعم الوكالة الوطنية للنباتات العطرية والطبية الموجود مقرها بضواحي مدينة تاونات.

وفي هذا الشأن إستعرض الوالي المسار الذي قطعه مشروع النواة الجامعية بتاونات الذي كان مبرمجا في قوانين المالية برسم سنة2018 إلى حدود سنة 2023 بغلاف مالي يبلغ 100 مليون درهم،منها 69 مليون درهم من ميزانية الوزارة الوصية و31 مليون درهم مساهمة من جهة فاس مكناس.

وأشار أن ملامح هذا المشروع تحقق فعليا في عهد الوزير الأسبق سعيد امزازي،حيث أشرف بمعية وفد رسمي يوم 19 أكتوبر 2019 بوضع الحجر الأساس لبناء الكلية متعددة التخصصات مع  إقامة حي جامعي ومختبرات ومرافق رياضية بجماعة مزراوة على بعد 15 كلم من مدينة تاونات على مساحة 54 هكتارا من بينها 13 الف متر مربع مغطاة . 

وقال الوالي أن طلبة الإقليم الذين يتابعون دراستهم بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس يبلغ عددهم أكثر من 15700 طالب، نصفهم من الإناث؛ يعانون الأمرين لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف العيش خارج الأحياء الجامعية، والتي تتسبب عمليا في انقطاع حوالي نصف الطالبات عن متابعة دراستهن الجامعية، بسبب تردي وضعهم الاجتماعي.

وعندما علم المنتدى أن الوزير السابق ميراوي له مخطط للتراجع عن هذا المشروع طلب موعدا معه وفعلا استقبل وفدا عنه يوم 09 فبراير 2022 بمعية بعض نواب الإقليم للحديث في شأن بعض مطالب ساكنة إقليم تاونات وعلى رأسها مشروع الكلية بتاونات؛لكن للأسف الشديد هذا الوزير رغم أنه وعد بأن الوزارة ستقوم بإعداد دراسة معمقة لوضع مخطط مديري لملاءمة الخريطة الجامعية بما يتماشى ورهانات الجهوية المتقدمة؛لكن نتائج هذه الدراسة بقيت حبرا على ورق والوعود بقيت دون تنفيذ ؛علما أن المشروع قطع جميع المراحل القانونية والإدارية لتنزيله على أرض الواقع .

من جهة أخرى أشار رئيس المنتدى أنه سبق لبرلمانيي إقليم تاونات بغرفتيه وكذا ممثلي الأمة المنحدرين من الإقليم وعددهم (20) وكلهم أعضاء في منتدى كفاءات إقليم تاونات وبمبادرة من هذا الأخير أن وجهوا للوزير السابق عبد اللطيف ميراوي عريضة بخصوص مصير هذه الكلية  كانت قد تمت برمجتها بالإقليم في سنة 2018وتدشينها في سنة 2019.

وشدد باقي أعضاء الوفد في تدخلاتهم خلال هذا الاجتماع على تثمين المجهودات التي قام بها الوزير الميداوي في إيجاد حل لأزمة طلبة الطب والصيدلة في ظرف وجيز وكذا على أهمية إعادة هذا المرفق العام المتعلق بالكلية إلى تاونات، مبرزين المساهمة الكبيرة لهذه النواة الجامعية التي تنتظرها الساكنة منذ سنوات في تنمية الإقليم والتخفيف على الضغط الممارس على جامعة فاس.

 وبخصوص قطاع النباتات الطبية والعطرية التي يشتهر به إقليم تاونات شدد أعضاء المنتدى أن هذا القطاع يشكل أهمية بالغة بالمغرب الذي أصبح يحتل المرتبة الثانية بعد تركيا من حيث عدد النباتات الطبية والعطرية التي يزخر بها. وفي هذا الصدد طالب أعضاء المنتدى من الوزير بإيفاد لجنة مركزية للوقوف على الخصاص الذي تعرفه هذه الوكالة الوطنية للنباتات العطرية والطبية بتاونات على جميع المستويات وإعادة النظر في القانون المنظم لها علما أن لها أدوار مهمة لا من حيث المساهمة في الإنتاج العلمي وتثمينه، ولا من حيث المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني، فضلا عن المساهمة في تنمية الاقتصاد الاجتماعي  والتضامني .

من جهته عبر عزالدين ميداوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن مد يده المفتوحة للتعاون مع المنتدى لأجل مصلحة ابناء الوطن أينما كانوا بما فيهم أبناء إقليم تاونات ملمحا لمعرفته بكل الإكراهات على اعتبار أنه ينتمي هو الآخر إلى اقليم تاونات.  

وتفاعلاً مع الإشكالات المطروحة، أوضح الوزير،أنه على دراية تامة بها،وانه بعد حل مشكل طلبة الطب له توجه لحل هذه المشاكل ليس فقط على مستوى إقليم تاونات بل على مجمل التراب الوطني كما يؤكد دوما جلالة الملك نصره الله ولا تمييز لإقليم على الآخر.

وبشأن المنح قال ميداوي إنه مشكل عويص يرهق تفكيره،وله ميول قوي لإيجاد آليات  لتطويرها وتحسينها ويعمل مع مساعديه على حلحلة هذا الملف، وانه سبق وعبر بالبرلمان عن هزالتها؛ فبالنسبة له المنحة والسكن أساسيات قبل أي شيء ويجب التفكير في بدائل واشراك القطاع الخاص والمجالس الاقليمية ومجالس الجهات في هذا الورش،كما أنه في إطار تهيء مشروع عمل حول السكن الجامعي والإطعام.

وبخصوص وضعية الأحياء الجامعية، فقد تم، حسب ميداوي، إطلاق عدة مشاريع بهدف توسيع الطاقة الاستيعابية للسكن الجامعي وإصلاح وتهيئة الأحياء الجامعية القديمة، مع الوعي التام أن العرض الحالي لا يلبي الحاجيات المعبر عنها مشيرا أن الوضع الحالي للأحياء الجامعية يتطلب مراجعة شاملة من حيث الكم والجودة.

أما فيما يخص النقطة المتعلقة بالوكالة الوطنية للنباتات العطرية، فإنه كان من الأوائل من فرحوا بافتتاح معهد متخصص بالاقليم الذي عرف نزيفا بمغادرة اطره له علما أن قانونه الأساسي كان يمنح للموظفين فرص التحصيل العلمي،واستغرب أن لا تكن له شراكات كمؤسسات اخرى شبيهة له؛داعيا الوفد للتفكير مادام به مختصين وتقديم اقتراح له في هذا الباب يقوم بدراسته وايلاه العناية اللازمة مع فريق عمله الذي الآخر يبحث في الأمر.

وبخصوص مآل أنوية جامعية سبق أن تمت المصادقة عليها قبل مجيء هذه الحكومة، ومنها كلية متعددة الإختصاصات بتاونات أوضح  الوزير أنه سيحرص للعمل في إطار الاستمرارية للمرفق العام، مع العلم انه لن يخص جهة بتفضيل عن الأخرى وأنه سيدرس موضوع هذه الأنوية البالغ عددها 34 وخاصة الستة المعتمدة اصلا ومنها نواة تاونات، موجها طلبه للمنتدى لتقديم مقترح قبل الدخول الجامعي القادم طبقا لمقاييس موضوعية ويجعل الفريق التقني بالوزارة جاهزا للتعاطي معه بكل مهنية .

وتجدرالإشارة الى أن وفد “منتدى كفاءات إقليم تاونات”كان يتكون من الأسماء التالية:

1- ذ. إدريس الوالي:إطار مستشار بمجلس النواب وإعلامي -رئيس منتدى كفاءات إقليم تاونات.

2- دة. لطيفة إطريشا: كاتبة عامة سابقا بوزارة التعليم العالي /نائبة رئيس منتدى كفاءات تاونات.

3- ذ. سعيد الغولي:إطار سامي متقاعد -الكاتب العام ل “منتدى كفاءات تاونات”.

4- د. إدريس مرون: مهندس-وزير ومستشار برلماني  سابق-رئيس لجنة التعليم بمنتدى تاونات -عضو المكتب التنفيذي بمنتدى تاونات..

5- دة. خديجة الحدادي: طبيبة للنساء -عضو المكتب التنفيذي ل”منتدى كفاءات تاونات”.

6- د. محمد الشرادي: مدير مركزي بوزارة الصحة سابقا –عضو المكتب التنفيذي بالمنتدى.

7- ذ. زكريا الغلماني: محام بهيئة المحامين بالرباط – عضو المكتب التنفيذي بالمنتدى.

8- ذ. محمد الدرويش:رئيس المرصد الوطني للتربية والتكوين-عضو المجلس الإداري بمنتدى تاونات.

9- ذ. محمد احماموشي: المدير الأسبق للوكالة الوطنية للنباتات العطرية والطبية- خبير دولي – عضو المجلس الإداري بمنتدى تاونات.