“قضية الصحراء المغربية: من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير” موضوع ندوة بلأقاليم الجنوبية للمملكة | حدث كم

“قضية الصحراء المغربية: من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير” موضوع ندوة بلأقاليم الجنوبية للمملكة

0
13/03/2025

 أكد المشاركون في ندوة، اليوم الخميس بالرباط، أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تشهد تحولات عميقة على المستوى التنموي، مما مكن من تحقيق إنجازات كبرى في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأبرز المتدخلون خلال هذه الندوة، التي ينظمها منتدى الصحراء للحوار والثقافات حول موضوع “قضية الصحراء المغربية: من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير”، بحضور عدد من المسؤولين والسفراء الأفارقة المعتمدين بالمغرب، والفاعلين الجمعويين والباحثين، أن الأقاليم الجنوبية أصبحت نموذجا تنمويا متميزا على المستوى الوطني والافريقي.

وفي هذا الصدد، أكد صلاحي السويدي، رئيس منتدى الصحراء للحوار والثقافات، على أهمية المجهودات التي تبذلها القطاعات الحكومية والمؤسسات الدستورية والهيئات المنتخبة، التي تعمل بشكل متواصل على تعزيز التنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية، وتكريس مبدأ الحكامة الرشيدة، والشفافية، والمشاركة المواطنة.

وذكر بأن قضية الصحراء المغربية مرت بمراحل عديدة، بدءا من مرحلة الاستعمار الإسباني، مرورا بمرحلة استرجاع الأقاليم الجنوبية في إطار المسيرة الخضراء المظفرة، ووصولا إلى مرحلة التدبير الحالي التي تشهد تعزيز البنية التحتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية.

وشدد على أن الجميع مدعو، في ظل التطورات الإقليمية والدولية، للانتقال من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير الذي يرتكز على تعزيز المكتسبات الوطنية، وترسيخ الوحدة الترابية، وتعزيز المشاركة الفعالة للمجتمع المدني في المرافعة بشأن قضية الصحراء المغربية على جميع المستويات.

وأضاف أن المجتمع المدني، بكل مكوناته، يلعب دورا محوريا في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز قيم المواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية.

من جهته، أبرز محمد وحميد، الكاتب العام بالنيابة لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة – قطاع الانتقال الطاقي، أن الأقاليم الجنوبية تشهد تحولات كبرى، حيث انتقلت، بفضل الرؤية الملكية السديدة، إلى مرحلة الإقلاع التنموي الحقيقي، مما مكن من تحقيق إنجازات كبرى في العديد من المجالات.

وأشار إلى أن هذه الأقاليم تشهد تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى التي تهم الانتقال الطاقي، عبر الاستثمار، على الخصوص، في الطاقات المتجددة التي تعد خيارا استراتيجيا لتحقيق تنمية مستدامة وتعزيز تموقع المغرب كمركز للطاقات النظيفة.

وذكر السيد وحميد باستفادة الأقاليم الجنوبية من مشاريع تهم تطوير مرونة المنظومة الكهربائية لمواكبة الإندماج المكثف للطاقات المتجددة، وتعزيز الاستثمارات المتعلقة بالشبكة الكهربائية.

كما أشار إلى الاستثمارات التي تندرج في إطار تنفيذ استراتيجية الهدروجين الأخضر، والتي من شأنها إعطاء دفعة قوية للاستثمارات في مجال الطاقات المتجددة وتطوير البنيات التحتية لمواكبة هذا الورش، مبرزا مجهودات قطاع الفوسفاط ومساهمته الكبيرة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالأقاليم الجنوبية.

من جانبه، سجل يوسف الصويبرات، عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الأقاليم الجنوبية تعرف دينامية اقتصادية واجتماعية متواصلة، معتبرا أن المشاريع والمبادرات المهيكلة، التي أطلقها جلالة الملك، ستعزز مكانة هذه الأقاليم كقطب عالمي من شأنه تحسين معيشة السكان وخلق المزيد من فرص الشغل.

وأضاف السيد الصويبرات أن حصيلة قطاع التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في هذه الأقاليم تعكس الدينامية الكبيرة التي يعرفها على جميع المستويات، مبرزا أن الوزارة حرصت على تنزيل جميع الأوراش المبرمجة بغية تمكين التلاميذ من تعليم مستدام.

وتابع أنه تم العمل، على الخصوص، على توسيع العرض التربوي بجميع الأسلاك التعليمية، مما ساهم في تحسين مؤشرات الولوج الى التعليم وجودته، وتوفير فضاءات رياضية للقرب والارتقاء بالأنشطة التربوية الموازية، مذكرا بالتظاهرات الوطنية التي تحتضنها الأقاليم الجنوبية، لاسيما تنظيم المهرجان الوطني للشعر التلاميذي الذي تحتضنه جهة الداخلة واد الذهب.

بدوره، اعتبر محمد جواد قاسمي، مدير المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، أن الإنجازات الهامة التي تحققت بالأقاليم الجنوبية للمملكة همت جميع الميادين، وذلك في إطار النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية.

ونوه السيد قاسمي بالدور الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني من أجل التعريف بالقضية الوطنية والدفاع عنها على جميع المستويات.

وجرى خلال هذا اللقاء تكريم عدد من الفاعلين في المجتمع المدني، الذين رحلوا إلى دار البقاء، اعترافا بما قدموه للقضية الوطنية، وهم خالد الركيبي، رئيس الجمعية المغربية للدعم الطبي بالعيون، وعزيزة يحضيه عمر، رئيسة رابطة كاتبات المغرب، ومربيه ربو ماء العينين، رئيس مؤسسة مربيه ربه لإحياء التراث والتبادل الثقافي، وامباركة الزروالي الرئيسة المؤسسة لجمعية مساندة الأشخاص المعاقين، ومحمد سالم الشرقاوي، رئيس منظمة السلم والتسامح الديمقراطي وحقوق الإنسان بالعيون.

ويتضمن برنامج هذا اللقاء، المنظم بمناسبة اليوم الوطني للمجتمع المدني (13 مارس من كل سنة) والذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تقديم عروض حول المنجزات التنموية بالأقاليم الجنوبية، لاسيما قطاعات التجهيز والماء، والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والصحة والحماية الاجتماعية، والتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والمندوبية السامية للتخطيط، وكذا عرض منتدى الصحراء للحوار والثقافات.

ح/م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.