مسجد "أدوز" بالرواضي اقليم الحسيمة .. شاهد على الحضارة الإسلامية المغربية | حدث كم

مسجد “أدوز” بالرواضي اقليم الحسيمة .. شاهد على الحضارة الإسلامية المغربية

0
20/03/2025

 يتمتع مسجد أدوز بجماعة الرواضي، غرب الحسيمة، بتاريخ عريق يحكي فصولا من عظمة الحضارة الإسلامية المغربية خلال القرون السالفة.
يقع هذا المسجد، الذي يرجح أن بناءه يعود إلى القرن السادس الهجري/الثاني عشر ميلادي إبان حقبة الدولة المرينية، بقبيلة “بقيوة”، ويعد من المعالم الدينية التاريخية التي قاومت عوامل الدهر لتظل منارة دينية وروحية مشعة، ترسخ وجودها كإرث حضاري يحظى بإعجاب السكان والزوار على السواء.
ويقول المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بالحسيمة، محمد فهيم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تاريخ بناء مسجد “أدوز” يعود إلى القرن السادس الهجري على يد السلطان أبي الحسن المريني، مبرزا أنه “واحد من أقدم المساجد التي ما زالت قائمة في جغرافية منطقة الريف”.
إلى جانب ذلك، ذكر السيد فهيم أن المسجد ساهم بشكل كبير في نشر تعاليم الإسلام، إذ كان مسرحا لتلقين علوم الفقه وتعليم القرآن ومركزا إشعاعيا وعلميا في المنطقة، حيث كان الطلاب يتوافدون عليه من مختلف المناطق لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتعلم القراءات ودراسة العلوم الشرعية والعربية، مبرزا أن هذا الصرح الديني تخرج منه الكثير من العلماء والفقهاء.
وأضاف المتحدث أنه نظرا لما يتمتع به المسجد من قيمة رمزية ودينية وتاريخية، صار معلمة سياحية بامتياز، حيث يستقطب سياحا من الداخل والخارج، كما يستقبل أيضا مصلين من مختلف الأعمار.
بخصوص ترميمه، لفت السيد فهيم أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بذلت مجهودا كبيرا، حيث خصصت ميزانية مهمة لإصلاحه والحفاظ عليه، وذلك نظرا لأهميته التاريخية والدينية والثقافية، لكي يبقى شامخا وشاهدا على عظمة التاريخ الإسلامي في المغرب.
من جانبه، كشف محمد المرابطي، فاعل حقوقي وباحث في تراث الريف، أن مسجد “أدوز” يعتبر أول جامع شيده المرينيون في الريف المغربي، ويأتي بعده مسجد مسطاسة بجماعة بني جميل، وهما معا بنفس المواصفات المعمارية وما زالا قائمين لليوم، إلى جانب مسجد ثالث بسيدي بويعقوب في تمسمان، والذي هدمه الاحتلال الإسباني خلال فترة الحماية.
حول الخصائص المعمارية للمسجد، أفاد المتحدث بأنه تمت في بنائه مراعاة جمالية الفن المريني والأندلسي المغربي الأصيل، موضحا أنه يحمل خصائص تمزج بين الطابعين القروي المحلي ومميزات العمارة الإسلامية في المغرب بمختلف روافدها الحضارية.
كما أشار المرابطي إلى أنه بالقرب من هذا الموقع الذي يبعد بأقل من خمس كيلومترات عن مرسى مدينة بادس التاريخية، التي هدمها المستعمر الإسباني في القرن 16م، كان يوجد ضريح سيدي الحاج حسون، ورابطته التي ستتحول إلى زاوية مكتملة الأركان، إذ يعتقد أن هذا الولي الصالح منتسب إلى البكريين الصديقيين (ذرية أبي بكر الصديق)، وقد عايش الفترة الموحدية والتي اشتدت خلالها حركة التصوف بالمغرب.
ونوه بأن بناء مسجد “أدوز” بهذا الموقع من قبل المرينيين كان يروم نشر العلوم الشرعية والدينية وتدعيم أسس المذهب المالكي في هذه المنطقة، بهدف أساسي وهو تشجيع الساكنة وفي مقدمتهم شيوخ العلم والدين على المقاومة والتصدي لخطر الاستعمار المسيحي الذي كان يهدد الثغور المغربية والمراسي الشاطئية.
وبالفعل، فقد أصبح مسجد “أدوز” مركزا لامعا في تدريس العلوم الشرعية والدينية، وموئلا رئيسيا لتوافد طلاب العلم والفقهاء والمدرسين من العلماء.

ح/ما

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.