فاس : مشاريع معلقة وخيبة أمل تطال السكان !! | حدث كم

فاس : مشاريع معلقة وخيبة أمل تطال السكان !!

25/03/2025

ع شركيف/ حدث كم : الزائر حاليا لحاضرة فاس، يتلمس من خلال احتكاكه بسكان المدينة واتصاله المباشر بهم، يلاحظ ما تنطوي عليه نفوس غالبية هؤلاء من إحساس بالتذمر والاشمئزاز، وما ينتابها من شعور بالاستياء والحسرة على ما لحق مدينتهم من تخلف وتقهقر، وما أصابها من تهميش وإقصاء، بعد ما شكلت ولأحقاب مديدة، عاصمة المغرب الروحية والثقافية والعلمية، وقطبا تجاريا واقتصاديا هاما، مما بوأها مكانة وتيرة ودرجة رفيعة بين الحواضر العربية والإفريقية.

إلا أنه منذ العقود الثلاثة الأخيرة، بدا فتيل إشعاعها الثقافي والاقتصادي يتقاصر رويدا رويدا، إلى أن انطفأت شعلته، وخمد توهجه … فالحركة الثقافية بهذه المدينة المعطاء أصابها الركود والجمود، في غياب أندية ثقافية بالمعنى الصحيح، وفي غياب مسرح حقيقي يساعد الفرق المحلية على تقديم عروضها الفنية وتفعيل حركتها المسرحية.

حيث لازال سكان هذه المدينة يتتظرون الإفراج عن المركب الثقافي “الحرية” الذي أصبح عبارة عن أطلال لسنين قبل أن تتم إعادة تأهيله وترميمه خلال الشهور الأخيرة من السنة الماضية وظل مغلقا إلى حد الساعة دون إعادة افتتاحه أمام حدة الترقب لدى الفعاليات الثقافية والفنية التي تترقب بشغف افتتاح هذا الفضاء الذي طال انتظاره لسنوات.

وكانت الفعاليات الثقافية والفنية بفاس قد وجهت عريضة لولاية جهة فاس- مكناس والجماعة الحضرية من أجل التسريع بإعادة فتح المركب الثقافي “الحرية” الذي طال انتظاره.

مدينة فاس بتاريخها العريق وحمولتها الثقافية والفنية الغنية، تستحق أكثر من مجرد مركب ثقافي واحد، إنها بحاجة إلى فضاءات ثقافية في كل مقاطعة من مقاطعاتها الست، لتلبية احتياجات سكانها وتطلعاتهم.

علاوة على ذلك، فإن مشاريع أخرى لازالت أيضا معلقة كمشروع المحطة الطرقية باب الفتوح وغيرها، لدرجة أن مدينة فاس أصبحت تعرف بمدينة المشاريع المعلقة بامتياز.

شيء واحد يتحرك بديناميكية ونشاط كبيرين بهذه المدينة بشكل لا يعرف الكلل ولا الملل، إنها سيارة -الديباناج- فأينما وليت وجهك إلا وتجد هذه السيارة حاضرة في كل مكان، تحصد وتحجز سيارات الخواص، تترقبها وتترصدها كأن لها حسابها معها … ولو أن الحركة الثقافية والاقتصادية والتجارية تتحرك في فاس بمثل الوثيرة التي تتحرك بها سيارة – الديباناج – لكانت فاس في مستوى حواضر الدول المتقدمة والمزدهرة ….

 

 

التعليقات مغلقة.