تتميز مدينة السمارة، أو كما يطلق عليها، المدينة الروحية والعلمية للأقاليم الجنوبية، بكونها تزخر بمنشآت ومعالم دينية وروحية، من مساجد وزوايا وأضرحة وأماكن للعبادة متفردة بهذه المنطقة.
فإلى جانب زوايا الشيخ سيدي أحمد الركيبي، وسيدي أحمد أو موسى ، وسيدي أحمد العروسي، والشيخ ماء العينين، هناك المعلمة الدينية التاريخية “المسجد العتيق”، أو كما يسمى محليا ب “مسجد الحجرة”، الذي تم تشييده بداية ستينيات القرن الماضي كأول مسجد بهذه المدينة على مساحة تقدر ب 880 مترا مربعا.
فهذه المعلمة الدينية المتفردة في بنائها، والتي تصل طاقتها الاستيعابية الى 875 مصليا، تستقطب أعدادا كبيرة من المصلين لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح في رمضان بأجواء إيمانية مفعمة بروحانية هذا المكان الطاهر ورمزيته التاريخية.
وقد شيد المسجد العتيق، الذي يقع وسط بنايات الحي الذي بنته سلطات الاستعمار الإسباني آنذاك ، وهو يشكل نموذجا متناسقا ومحكم التصميم تتجسد فيه عدة مهارات وتقنيات معمارية، على الطراز التقليدي المحلي باستعمال الحجارة في بناء الصومعة وأروقة الصحن.
ويتكون هذا المسجد الذي يتميز بصومعة نموذجية من حيث النوافذ المفتوحة في واجهاتها، ونمط بناء القسم الأعلى للمنارة، والذي عرف إجراء توسعة وتهيئة للساحة المجاورة له لاستيعاب عدد أكبر من المصلين، من قاعة للصلاة تتألف من ثلاثة بلاطات ترتكز على أعمدة مثمنة الأضلاع بواسطة أقواس نصف دائرية، مبنية بأحجار منجورة، وهي منتوج محلي يطلق عليه أحجار السمارة.
أما صحن المسجد فهو يمتد على شكل مربع مكشوف السقف، تحيط به أروقة من جهاته الثلاث مشكلة امتدادا للبلاطات الجانبية لمكان الصلاة.
ويعرف المسجد العتيق، والذي يعد من أوائل المساجد التي تم تشييدها باقليم السمارة، خلال شهر رمضان المبارك، إقبالا كبيرا للمصلين لأداء الصلوات الخمس وخاصة صلاة العشاء والتراويح، حيث تكتظ جنباته والساحة المجاورة له بالمصلين.
ومن أجل تمكين رواد هذه المعلمة الدينية من أداء صلواتهم وشعائرهم في ظروف مريحة، وفسح المجال لاستقبال الأعداد المتزايدة خلال المناسبات الدينية، وخاصة خلال شهر رمضان، فقد شهدت المعلمة خلال السنوات الأخيرة، توسعة وترميم معظم جنباتها، وإعادة تهيئة الساحة المجاورة لها، بغلاف مالي بلغ 13 مليون و556 ألف درهم.
التعليقات مغلقة.