رواندا تخلد الذكرى الـ31 للإبادة الجماعية ضد التوتسي + "الفيديو" | حدث كم

رواندا تخلد الذكرى الـ31 للإبادة الجماعية ضد التوتسي + “الفيديو”

0
07/04/2025

تخلد رواندا اليوم الاثنين الذكرى ال31 للإبادة الجماعية ضد التوتسي لعام 1994، التي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف شخص من أقلية التوتسي في غضون 100 يوم فقط.
وتسعى رواندا من خلال تخليد هذه الذكرى الأليمة، التي تحمل هذه السنة شعار ” ذاكرة، وحدة، تجديد” إلى إحياء ذكرى الضحايا الأبرياء، وتعزيز وحدة الشعب الرواندي ومكافحة كافة أشكال التمييز وخطابات الكراهية الرامية إلى تأليب الروانديين على بعضهم البعض، وبالتالي منع تكرار هذه المأساة .
وشهدت رواندا في أبريل 1994 واحدة من أبشع جرائم القتل الجماعي في التاريخ المعاصر بعد أن تحولت البلاد، غداة اغتيال رئيس الحكومة جوفينال هابياريمانا، إلى ساحة لمذبحة مروعة خطط لها ونفذها بعناية نظام الهوتو المتطرف.
فعلى مدى 100 يوم، أطلقت ميليشيا الهوتو حملة قتل منظمة مستعينة في ذلك بإذاعة (راديو الألف تل) في التحريض على قتل أقلية التوتسي، والحصيلة 800 ألف قتيل، معظمهم من عرقية التوتسي ومن المعتدلين من جماعة الهوتو وغيرهم ممن عارضوا هذه المجازر.
وفي أجواء مليئة بالحزن، بدأت رواندا اليوم الاثنين أسبوع الحداد الوطني تخليدا لذكرى الضحايا والناجين، حيث أوقد الرئيس الرواندي بول كاغامي شعلة الحداد في نصب غيسوزي التذكاري في كيغالي. وستبقى هذه الشعلة موقدة مائة يوم.
وقال بول كاغامي، في كلمة بالمناسبة، إن “ما لم ينجح في القضاء على الروانديين على مدى السنوات الـ31 الماضية قد قوى عزيمتهم وأعدهم لمواجهة كل ما قد يحمله المستقبل”، مبرزا أن الروانديين مطالبون بالنضال لضمان عدم تكرار ما حصل في عام 1994.
وأشار كاغامي إلى أن “الأكاذيب أصبحت اليوم تطغى على الحقائق وأن سماع الحقيقة لم يعد غاية، وخاصة الحقيقة حول تاريخ رواندا، الذي أدى إلى الإبادة الجماعية ضد التوتسي”.
كما دعا الروانديين إلى التحلي بالشجاعة للتعامل مع الموقف واللحظة، مضيفا بالقول “لا تسمحوا لأحد أن يملي عليكم كيف يجب أن تعيشوا حياتكم، لأن اللحظة التي تقبلون فيها ذلك، ستكون هي اللحظة التي تفقدون فيها حياتكم”.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتفك ر في الإبادة الجماعية لعام 1994، أن “هذه الصفحة المرو عة من تاريخ البشرية لم تكن عملا عفويا أهوج من أعمال العنف الرهيب. بل كانت تلك الأعمال مقصودة ومتعمدة ومزم عة، ات خ ذ فيها خطاب الكراهية وسيلة عمقت شروخ الانقسام وبثت الأكاذيب وامتهنت الكرامة البشرية”.
وأضاف “يجب علينا أن نأخذ العبرة من واقعة الإبادة الجماعية الرهيبة في رواندا، وأن نعمل على وقف مد خطاب الكراهية والحيلولة دون أن يتحول الانقسام والسخط إلى عنف، والتشبث بحقوق الإنسان، وضمان المساءلة”.
كما دعا غوتيريش إلى الالتزام باليقظة والتكاتف من أجل إقامة عالم ينعم فيه الناس كافة بالكرامة والعدل، إكراما لجميع من قضوا في الإبادة الجماعية في رواندا وجميع من نجوا من أهوالها.
وبحسب وزارة الوحدة الوطنية والمشاركة المدنية برواندا سيشهد أسبوع الحداد الوطني (7-13 أبريل) تنظيم مجموعة من الأحداث الهادفة إلى التفكر في الإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد، لاسيما وضع أكاليل الورود على المقابر الجماعية بمختلف النصب التذكارية للإبادة الجماعية، وتنظيم جلسات للحوار حول الإبادة الجماعية و مكافحة خطاب الكراهية.
كما تمنع خلال هذا الأسبوع إقامة أي مناسبات عامة أو حفلات زفاف أو احتفالات، ويتم أيضا تأجيل المنافسات الرياضية وغيرها من الأحداث الترفيهية.
ويختتم أسبوع الحداد الوطني في 13 أبريل بإحياء ذكرى الشخصيات السياسية التي قتلت خلال فترة الحرب الأهلية بسبب آرائهم المناهضة لأيديولوجية الإبادة الجماعية، على أن تتواصل 100 يوم من الحداد إلى غاية منتصف يوليوز المقبل، تاريخ انتهاء الإبادة الجماعية بالبلاد.

ح/م

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.