أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، اليوم الثلاثاء بمكناس، أن الابتكار ينبغي أن يكون شعارا لبناء مستقبل مرن ومستدام للأنظمة المتعلقة بالماء والطاقة والغذاء.
وقال السيد بركة، في كلمة افتتاحية لندوة دولية رفيعة المستوى، نظمت بمناسبة الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 27 أبريل الجاري بمكناس، إن “الابتكار يجب أن يكون هو شعارنا في المستقبل، لنبني معا، كل في مجاله، مستقبلا مرنا ومستداما لأنظمتنا المتعلقة بالماء والطاقة والغذاء”.
وأشار إلى أن التعاون الدولي والإقليمي يمثل فرصة ثمينة لتعزيز نقل التكنولوجيات وتبادل الممارسات الفضلى.
وأكد السيد بركة أن “تكييف أنظمتنا الزراعية وتأقلمها مع التحديات المرتبطة بتغير المناخ، والتي تتجلى بشكل خاص في ظهور فترات جفاف طويلة المدى كتلك التي شهدتها بلادنا خلال ست سنوات الماضية، يستدعي منا التفكير في إنشاء سلاسل زراعية ذات قيمة عالية وتحقق أقصى استفادة من الموارد المائية المتاحة، من خلال اختيار الزراعات المناسبة وكذا استخدام التقنيات المقتصدة في الماء”.
وبحسبه، فإن تنفيذ المشاريع الزراعية المرنة يتطلب تقنيات وأساليب مبتكرة ولكن أيضا تمويلا مهما.
وأضاف أن “هذا التمويل لا ينبغي أن يعتمد بالدرجة الأولى على ميزانية الدولة، بل على مجموعة متنوعة من الحلول المالية، والتي تكمل بعضها البعض”، مشيرا على سبيل المثال إلى عدد من المشاريع التي يتم إنجازها على المستوى الترابي، والتي يتم تمويلها بشكل جماعي بين الشركاء المعنيين.
من جهة أخرى، اعتبر السيد بركة أن إشراك القطاع الخاص ضروري لتمويل المشاريع، ليس فقط لأدائه التقني والتدبيري، ولكن أيضا لقدرته على تعبئة أموال الاستثمار بسهولة وفعالية، وخاصة من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وأضاف قائلا: “اليوم لدينا أمثلة عديدة للمشاريع المنجزة في إطار الشراكة بين القطاعين كمشاريع تحلية مياه البحر لجهة الدار البيضاء-سطات، وكذا أكادير، والداخلة”.
كما شكلت هذه الندوة مناسبة للسيد بركة من أجل تجديد التأكيد على التزام المغرب لفائدة الأمن المائي، الذي يشكل أساس التنمية المستدامة.
وذكر الوزير بأنه “بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، نهج المغرب سياسة جعلت من الاستدامة أحد الركائز الأساسية لتنميته، ومن الأمن المائي أحد أولوياته الاستراتيجية والوطنية”.
وسلط الضوء على مختلف المحاور التي تقوم عليها هذه السياسة، بما في ذلك تنمية الموارد المائية الاعتيادية وغير الاعتيادية، إلى جانب تدبير الطلب على الماء والتحسيس والمشاركة المواطنة.
وافتتحت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، التي عقدت حول موضوع “تدبير الماء من أجل فلاحة مرنة ومستدامة”، من طرف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، وتميزت بمداخلات الوزير المنتدب الفرنسي لدى وزير أوروبا والشؤون الخارجية، المكلف بأوروبا، بنيامين حداد، والوزير الإيطالي في الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات، فرانشيسكو لولوبريغيدا، ورئيس المجلس العالمي للماء، لويك فوشون.
ويقام الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة 1500 عارض من 70 دولة، من 21 إلى 27 أبريل الجاري، تحت شعار “الفلاحة والعالم القروي.. الماء في قلب التنمية المستدامة”.
ويعتبر هذا المعرض، الذي يمثل ملتقى حقيقيا للسياسات الزراعية، محطة هامة لتعزيز التبادلات وتوطيد الشراكات الدولية وتسليط الضوء على الإجابات العملية للتحديات التي يواجهها القطاع الفلاحي.