غاب محسن جمال المبتسم دوما للحياة عن هذه الدنيا الفانية ، المطرب الذي قاوم الألم والمعاناة النفسية بصبر وايمان طيلة سنوات المرض ، ظل رحمة الله عليه حريصا على مخاطبة ومحاورة اصدقائه وعشاقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالرغم من كل الظروف القاسية التي كان يمر بها .
وفاة محسن جمال يعني هذا الرحيل الابدي ، أن جزءا من الطرب الرفيع للأغنية المغربية ، قد انقطع من الارشيف الغني بإبداعات الرواد الذين مهدوا الجسور للاغاني الأصيلة .
اعرف نفسية الرجل أنه كان اقوى من المرض وأضعف من الموت ، صبره واصراره على تخطي كل الصعاب فاق كل الاحتمالات ، لكن المعركة بين محسن جمال والمرض العضال انتهت بنصر المعاناة ، وبروز الألم على محياه ، فسكت صوت صاحب أحلى الاغاني .. لقد مات في محراب الفن الراقي .
لقد تسع قلبه لحب الناس جميعا ،وظل صوته عبر ألحانه يملك القلوب عندما اختار اللون الاجتماعي العاطفي لفنه الغنائي وهو يؤكد خاصيته في التمايز ، فهو الذي انطلق كملحن وكصوت عبر العديد من الاغاني الناجحة .. انطلق العام 1983 في وقت كانت الساحه الفنية الغنائية المغربيه تعج بالعديد من النجوم ومن الاسماء الكبيرة في الغناء والتلحين ، واستطاع ان يفرض مكانته بين هؤلاء الكبار باختياراته الموافقة، حيث تعامل مع أبرز كتاب الكلمات : علي الحداني ، حميد البوعجيلي ، الوافي فؤاد ، محمد الصقلي ، فؤاد بوصفيحه ، سعيد بن كيران واخرون ..
لروحك الرحمة والمغفره والسلام .. نم قرير العين وإنعم بما اتاك الله من فضله ، فقد اختارك سبحانه وتعالى بجواره مع الصديقين المؤمنين بكتاب الله الصادقين .. فلله ما أعطى ولله ما أخد .. رحم الله محسن جمال .