متحف بنك المغرب يسلط الضوء على كنوز سلا الأثرية في ندوة علمية بالرباط | حدث كم

متحف بنك المغرب يسلط الضوء على كنوز سلا الأثرية في ندوة علمية بالرباط

0
02/05/2025

في ختام المعرض المؤقت “سلا، الكنوز الخفية لمدينة مغربية عتيقة”، الذي يحتضنه متحف بنك المغرب منذ 17 أكتوبر الماضي، نظم المتحف، مساء اليوم الأربعاء، محاضرة علمية أبرزت الأبعاد التاريخية والأثرية والاقتصادية لمدينة سلا، وما تزخر به من إرث حضاري متنوع يمتد من العصور القديمة إلى العصر الحديث.

وتندرج هذه الندوة ضمن البرنامج الموازي للمعرض، الذي سعى إلى تعريف الجمهور بالوجوه الخفية لتاريخ سلا، من خلال عرض مجموعة مختارة من العملات واللقى الأثرية والوثائق، إلى جانب تقديم مقاربات علمية لتطور المدينة في علاقتها بمملكتَي موريتانيا والإمبراطورية الرومانية، وتحولها من مركز تجاري فينيقي إلى حاضرة اقتصادية ومعمارية مزدهرة.

وقد شارك في تأطير هذه الندوة كل من رشيد معلال، المدير العام لشركة الرباط الجهة للتراث التاريخي، ومحمد كبيري علوي، الأستاذ الباحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وأسماء بوكتام، المسؤولة بمصلحة دراسات المسكوكات بمتحف بنك المغرب.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت أسماء بوكتام أن المعرض المؤقت “سلا، الكنوز الخفية لمدينة مغربية عتيقة” يندرج ضمن النهج العلمي المعتمد من طرف المؤسسة، والرامي إلى الكشف عن الأوجه المتعددة لتاريخ المدن المغربية من خلال التركيز على محطاتها الحضارية المفصلية.

وأضافت أن توجيه بوصلة المتحف نحو مدينة سلا في هذه المناسبة نابع من وعيه بأهمية هذه الحاضرة العتيقة في تشكيل الهوية التاريخية للمغرب، مبرزة أن المعرض يقدم للزوار تجربة معرفية فريدة عبر قسمين رئيسيين يوثقان لفترتين بارزتين في مسار المدينة، هما الفترة المورية والفترة المورية الرومانية، بما تحمله من غنى أثري ودلالات حضارية عميقة.

من جهته، تناول رشيد معلال، في مداخلته، الجهود المبذولة لتثمين الموقع الأثري لمدينة سلا، باعتباره من الفضاءات التراثية التي ما تزال تخفي الكثير من الشواهد المعمارية والوظيفية المرتبطة بتطور المدينة منذ عصور قديمة.

وأشار إلى أن المؤسسة تعمل، بتنسيق مع عدد من الفاعلين، على تأهيل هذا الموقع ودمجه في النسيج الثقافي والسياحي المحلي، عبر مقاربات تحفظ خصوصيته وتُبرز قيمته التاريخية، مؤكدا على ضرورة مواصلة التنقيب والتوثيق كأداتين أساسيتين للحفاظ على هذا الموروث ودعم حضوره في الوعي المجتمعي.

بدوره، سلط محمد كبيري علوي الضوء على الإمكانات الأركيولوجية الهائلة التي يختزنها موقع سلا الأثري، مؤكدا أن هذا الفضاء لا يزال يخفي في أعماقه الكثير من المعطيات والشواهد التي لم تُكتشف بعد، والتي من شأنها أن تعيد بناء سرديات جديدة عن تاريخ المدينة وأدوارها في فترات مفصلية من تاريخ المغرب.

واعتبر أن الموقع يشكل مختبرا مفتوحا للبحث الأثري المتعدد الاختصاصات، داعيا إلى الاستثمار العلمي في هذه الكنوز المدفونة، ليس فقط لاستجلاء التاريخ، بل أيضا لتعزيز دور البحث الأثري في صون الهوية، وتوسيع معارفنا حول التفاعلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي شهدتها المدينة عبر العصور.

ويأتي تنظيم هذه المحاضرة في إطار حرص متحف بنك المغرب على جعل الفعل المتحفي منصة للتفكير والتأمل في التاريخ الحضري والاقتصادي للمغرب، وتوسيع دائرة التفاعل مع الجمهور من خلال فعاليات علمية موازية تساهم في إثراء النقاش حول التراث المادي الوطني وسبل المحافظة عليه وتثمينه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.