افتتحت الثلاثاء بفم الواد (إقليم العيون) أشغال الدورة الثالثة لمنتدى العيون الدولي حول الزراعة الملحية والأراضي القاحلة (لافوبا3)، بمشاركة نخبة من الباحثين المغاربة والأجانب. يهدف هذا الحدث، المنظم بمبادرة من المعهد الأفريقي للبحوث الزراعية المستدامة (ASARI)، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، بالتعاون مع مؤسسة فوسبوكراع والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA) على مدى ثلاثة أيام، إلى مناقشة أحدث التطورات العلمية بخصوص ملوحة التربة من أجل تطوير حلول الزراعة الملحية التي تهدف إلى مكافحة ملوحة التربة والجفاف في المناطق الجافة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الباحث في المعهد الأفريقي للبحوث الزراعية المستدامة، عبد العزيز حيرش، أن تنظيم هذا المنتدى يندرج في سياق مرتبط بالتأثير الهائل لملوحة التربة والمياه والجفاف وتغير المناخ على النظم البيئية والزراعة والأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.
وأشار السيد حيريش أيض ا إلى أن هذا المنتدى سيبحث ممارسات وسياسات الإدارة الزراعية في المناطق المالحة والجافة، بالإضافة إلى أحدث التطورات وأفضل الممارسات في هذا المجال.
وفي هذا الصدد، شدد على ضرورة وضع خرائط للمناطق المتضررة بالفعل من الملوحة أو المعرضة للخطر على نطاق عالمي، وتطوير استراتيجيات وممارسات لمعالجة هذه القضية بفعالية ونجاعة.
وفي معرض إشارته إلى السياق الإقليمي، أبرز السيد حيريش أعمال البحث التي أنجزها المعهد الأفريقي للبحوث الزراعية المستدامة بشأن تكييف الزراعات المقاومة للملوحة والجفاف، مشيرا في هذا الصدد إلى زراعة “البلو پانيكوم” (BLUE PANICUM)، وهو نبات علفي استفاد منه المزارعون بشكل كبير في المناطق الجنوبية من المملكة.
من جانبه، أشار مدير الأبحاث في المعهد الوطني للبحث والتطوير الزراعي بالرأس الأخضر، جاك دي بينا تافاريس، إلى أن هذا المنتدى يجمع باحثين مرموقين طوروا أعمالا بحثية في مجالات مختلفة مثل ملوحة التربة والتصحر وتدهور التربة، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع يتوخى أن يكون منصة لتبادل المعرفة ونتائج البحوث حول هذه القضايا.
وأضاف أن هذا المنتدى سيركز أيضا على أصناف الزراعات التي يمكن أن تعمل على تحسين إنتاجية التربة والمردودية الزراعية بشكل كبير في مواجهة مشاكل الجفاف وملوحة التربة، مشيرا إلى أن “الزراعة الملحية تلعب دورا حيويا في الأمن الغذائي، سواء في أفريقيا أو على مستوى العالم”.
ويجمع المنتدى أكثر من 300 باحث وصانع سياسات وممارس من 25 بلدا لمقاربة التحديات الرئيسية التي تواجه الزراعة العالمية، وهي تدهور الأراضي الإنتاجية بسبب الملوحة والجفاف وتقلب المناخ.
مع أكثر من 200 مساهمة علمية من 55 دولة، تمثل هذه النسخة خطوة إلى الأمام في تعزيز الزراعة الملحية والممارسات المرنة في إدارة الأراضي.
وتتمحور المناقشات حول 11 محورا موضوعاتيا، وتغطي على وجه الخصوص الزراعات المقاومة للملوحة، ونجاعة الري، ووضع الخرائط المندمجة للتربة وأنظمة الزراعة الذكية مناخيا ، واستراتيجيات التكيف الاجتماعي والاقتصادي، وتطوير السياسات الملائمة للبيئات الهامشية.
ويتضمن المنتدى أربع جلسات متوازية (ثلاث جلسات حضورية وجلسة افتراضية واحدة) 125 عرض ا شفهي ا و17 محاضرة لخبراء دوليين و35 عرض ا (بوستر).
ويهدف هذا التبادل المكثف إلى تسريع تبادل المعرفة وتحويل التطورات العلمية الأخيرة إلى إجراءات ملموسة.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الحدث بحضور والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون عبد السلام بكرات ومنتخبين ومسؤولين محليين وقناصل معتمدين بالعيون.
ح:م